أجبر التنسيق المرتفع للجامعات الحكومية، الكثير من الطلاب الذين أنهوا المرحلة الثانوية، على التوجه إلى الجامعات الخاصة، لكنّ "الأسعار الفلكية" كانت لهم بالمرصاد.
ويتنقّل الطلاب وأولياء الأمور في هذه الأيام، بحسب أماكن سكنهم، بين عدد كبير من الجامعات الخاصة بالقاهرة الكبرى والجامعات الأخرى بالإسكندرية وكذلك سيناء، بعدما صارت الملاذ الوحيد لأبنائهم.
ويأتي ذلك بعد الارتفاع الكبير في تنسيق الكليات لهذا العام، مع حدّ أدنى بنسبة 97.07 بالمائة لشعبة العلوم، و95 بالمائة فأكثر لشعبة الرياضة، و80 بالمائة لشعبة الأدبي.
وكانت الجامعات الخاصة اتخذت قرارها بخصوص تنسيق كلياتها لهذا العام على الشكل الآتي: 95 بالمائة للطب البشري، و90 بالمائة لطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي، و80 بالمائة للهندسة، و70 بالمائة لكليات الفنون التطبيقية والعلوم الصحية التطبيقية والتكنولوجيا الحيوية وعلوم الحاسب، و60 بالمائة لكليات الإعلام واللغات والترجمة والاقتصاد والعلوم السياسية والإدارة، و55 بالمائة للكليات الباقية.
ويشار إلى أنّ جامعة سيناء قرّرت من جهتها تخفيض الحدّ الأدنى للقبول في كلياتها بنحو خمسة بالمائة بالمقارنة مع نظيراتها من الجامعات الخاصة.
وتتراوح تكاليف الجامعات الخاصة ما بين 65 ألف جنيه مصري و150 ألفا على أن تُسدَّد على دفعتَين في كل تلك الجامعات، فيما تُفرَض زيادة سنوية بنسبة سبعة بالمائة على إجمالي التكاليف للطلاب الجدد، ويسدّد كل طالب مبلغ 2100 جنيه كمصاريف إدارية بالإضافة إلى أخرى خاصة بالمعامل المركزية الملحقة بتلك الجامعات.
واستنكر الخبير التربوي الدكتور عيسى محمود، تكاليف الجامعات الخاصة والأرقام الفلكية التي حرمت شريحة كبيرة من أبناء الشعب المصري من الالتحاق بتلك الجامعات، بعدما دهسهم تنسيق الجامعات الحكومية.
وأوضح محمود، بحسب العربي الجديد، أنّ "تلك الجامعات بأسعارها العالية صارت مقصورة فقط على أبناء الأغنياء والذوات والطبقة العليا".
ولفت إلى أنّ "الجامعات الخاصة صارت بالنسبة إلى وزارة التعليم العالي الابن المدلل، فيما لا تتوفّر أيّ معايير رقابية في عدد كبير من تلك الجامعات. وهكذا صار الطلاب وأولياء أمورهم فريسة بالنسبة إلى تلك الجامعات"، مطالباً بتوفير "رقابة صارمة على الجامعات الخاصة، لجهة تحديد تكاليف الدراسة فيها".
ويسأل محمود: "كيف لطالب في شعبة علمي - علوم حاصل على 97 بالمائة ألا يتمكّن من الالتحاق بكلية الطب في الجامعات الحكومية؟ هذا ظلم لعدد كبير من الطلاب".
أضف تعليقك