في ملهاة جديدة، يسعى نظام المنقلب عبد الفتاح السيسي، إلى إطلاق مبادرة دراجة لكل مواطن، تزامنا مع بدء العام الدراسي الجديد، والتي ينتجها الجيش ويهدف لتسويقها بين طلاب الجامعات.
فأعلنت وزارة الشباب والرياضة بحكومة الانقلاب، الثلاثاء 13 أغسطس الجاري، مبادرة رياضية تحت شعار "دراجة لكل مواطن".
وذكرت الصفحة الرسمية لمجلس وزراء الانقلاب على فيسبوك، أن المبادرة تهدف إلى تغيير ثقافة الانتقال اليومي للمواطنين في مصر وتحسين لياقتهم البدنية والصحية، وتشجيعهم على استخدام وسائل التنقل النشط، بدلا من الاعتماد على وسائل التنقل الآلي المستهلكة للوقود والملوثة للبيئة.
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر صحفي للإعلان عن المبادرة في سبتمبر المقبل، كما سيتم الإعلان عن المبادرة بجميع الهيئات والمؤسسات في محافظات مصر على عدة مراحل، على أن تكون البداية بمحافظتي القاهرة والجيزة.
داخل الحرم الجامعي
وقال الدكتور صبحي حسانين، نائب رئيس الاتحاد الرياضي للجامعات، إن مشروع دراجة لكل مواطن، سيبدأ من أول العام الدراسي الجديد، وأنه سيكون اختياريا وليس إجباريا على الطلبة.
وأوضح "حسانين"، خلال تصريحات صحفية، أن المبادرة ستكون داخل الحرم الجامعي في البداية، كمرحلة أولى وأنهم سيبدؤون بالمحافظات الحدودية، مثل شمال سيناء والوادي الجديد وأسوان ومرسى مطروح.
وأشار إلى أن تكلفة الدراجة ستكون 2700 جنيه، وأنه سيتم عمل تفاوض مع البنوك لإعطاء قروض للطلاب حتى يتمكنوا من شراءها، مشيرا إلى أنه لم يتم أخذ الشروط الكاملة من البنوك حتى الآن.
دراجة بـ 6 آلاف
ومن جهته، أكد مصدر مطلع، لموقع القاهرة 24، أن المشروع مقررًا له البدء مع انطلاق العام الدراسي الجديد 2019 – 2020، مؤكدًا أنه لن يتم إجبار الطلاب وأعضاء التدريس على شراء الدراجة، لافتًا إلى أن الجامعات المصرية بها 3 مليون طالبة وطالبة وحوالي 100 ألف عضو هيئة تدريس بخلاف العاملين في وظائف إدارية.
وأوضح المصدر، أن المشروع كان مقررا له الانطلاق في الجامعات الإقليمية مثل أسوان وجنوب الوادي وقنا والعريش والوادي الجديد، وهذه المحافظات مهيئة لاستخدام الدراجة داخل الحرم الجامعي وخارجه، منوها إلى أنه على سبيل المثال فإن جامعة قنا مقامة على مساحة 1000 فدان.
كما أكد المصدر، أن الدراجة سيتم تصنيعها في مصر من خلال وزارة الإنتاج الحربي، وستكون 3 أنواع "دراجة الطريق وسعرها يتراوح من 3 آلاف إلى 6 آلاف جنيه"، و "دراجة بي أم أكس" سعرها يبدأ من 6 آلاف جنيه، و "دراجة هجينة" سعرها يتراوح من 2800 جنيه حتى3400 جنيه"، وسيتم توفير عدة طرق لشراء تلك الدراجات، لافتا إلى أن أعضاء هيئة التدريس والعاملين ليس لديهم أية مشكلات في الحصول على الدراجة سواء بالدفع نقدا أو بالحصول على قرض أو بالحصول على تخفيضات من الجامعة.
وبذلك يتضح أن المشروع ينضوي تحت الإمبراطورية الاقتصادية للجيش من خلال وزارة الإنتاج الحربي التي يتولاها الجنرال محمد العصار، ويهدف لتسويق الإنتاج من خلال طلاب الجامعات.
قروض من البنوك
وبين المصدر أن الاتحاد المصري الرياضي عقد جلسات مع البنوك القومية "القاهرة – الأهلي – مصر" لوضع تفاصيل الحصول على قروض لتمويل الدراجة، وسيكون قسطها الشهري 100 جنيه فقط.
وذكر أن المرحلة الأولي من المشروع ستكون عبارة عن ترشيح الجامعات عدد 100 طالب من المتميزين في المجالات العلمية والرياضية والفنية والثقافية، وترشيح 5% من أعضاء التدريس و 5% من العاملين، وسيكون تمويل تلك الدراجات من موازنة دعم الأنشطة الرياضية بوزارة التعليم العالي وميزانية الإدارات العامة لرعاية الشباب بالجامعات والإتحاد الرياضي المصري للجامعات ووزارة الشباب والرياضة وعن طريق الرعاة.
أما المرحلة الثانية ستتم من خلال تنظيم مهرجانات وأحداث داخل الجامعات المشاركة شهريا مع توفير مضمار داخل الجامعة وأماكن تخزين مناسبة – وحدات للصيانة وقطع الغيار – تنظيم مهرجان على مستوى الجامعات لكل فصل دراسي.
مهزلة وكارثة
بدوره وصف الدكتور كمال مغيث، الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، المقترح التي تسعى وزارة التعليم العالي لتطبيقه بـ "المهزلة والكارثة"، معتبرًا أن المشروع بالشكل الذي تم طرحه "يثير الشكوك وعلامات الاستفهام".
ورأى مغيث، في تصريحات صحفية، أن "المقترح من الصعب تنفيذه، لاسيما أن هناك إجراءات لابد من تنفيذها أولًا، حيث هناك حاجة إلى منظومة طرق غير الطرق المستخدمة في المشاة، وكذلك غير المخصصة للسيارات وهذا غير موجود".
عمولات كالتابلت
وأضاف: "منطقة الجيزة وفيصل والدقي وشارع مراد ومنطقة وسط القاهرة مزدحمة والكل يرى ذلك، فماذا سيكون الأمر حال نزول 2أو 3 ملايين دراجة، هل يتخيل أحد كيف سيكون الوضع".
وتابع: "أرى أنه من خلال مشروع التابلت وغيره فإن المقترح عبارة عن عمولات والبعض يسعى إلى تحقيق وتحصيل مكاسب بغض النظر عن أي شيء".
وفي ذات الوقت، سخر المغردون من نظام السيسي الذي خفض ميزانية الصحة والتعليم، ويتجه لبيع الدراجات للمواطنيم.
عجلة لكل مواطن
وتعجب وليد علي: "دولة بترفع الدعم عن شعب٣٢% منه تحت خط الفقر عاملة مبادرة #عجلة_لكل_مواطن #الدولة_الهبلة".
وكتب كريم "بدل ما نوفر فصول للطلبة اللي قاعدين ع الأرض.. بدل ما نوفر سراير في المستشفيات للمرضى.. بدل ما نفتح مصانع ونوفر شغل للشباب العاطل.. بدل ما نوفر دخل مناسب وحياة كريمة للمواطن.. الحكومة هتوفر عجلة لكل مواطن".
وانتقد مصطفى ماريا "كلمة مهمة #عجلة_لكل_مواطن الي بيحب يقلد نجاحات الغرب لازم ينقل الفكرة كاملة.. أوروبا عاملة الرصيف لا يقل عن ٣ متر فيه تحديد متر للعجلات ممنوع المشاة يمشوا فيها.. النقل الجماعي بيخلص السيارة أقل مترو ترام باصات.. القاعدة الأولى العجلة أولا يعني لما تعدي الشارع لازم السيارة تقف ليك الأولوية".
سبوبة للسيسي
ووصفها أوس "دي سبوبة وهيصة جديدة للسيسي".
وسخر أمير طارق "إحنا هنبيع عجلة لكل مواطن حفاظاً على صحته بس ميضرش يعني أننا ندخل مبيدات مسرطنة البلد".
وغرد محمد بشري "وعايز أحيي الشركة الصهيونية اللي بتلمع سيادته على أفكارها العظيمة وأؤكد أن المبالغ اللي بتاخدها تستحق فعلا... في عز اللي إحنا فيه والفشل على كل الأصعدة قرروا يلهونا بحكوية عجلة لكل مواطن.... وعلى رأي المثل الفاضي يعمل قاضي".
أضف تعليقك