لم يغب الفنانون عن مذبحة رابعة التي يحل اليوم ذكراها السادسة، وجرى استخدامهم كما هو معتاد لتبني وجهة نظر نظام الانقلاب ومهاجمة الإخوان لتمرير الجريمة.
فمن جهته، هاجم المخرج خالد يوسف، الذي أشرف على إخراج مظاهرات 30 يونيو، استقالة البرادعي، قائلا إنها خيانة لشعب مصر وثورته، ووجه التحية لـ 43 شهيدا من أبناء الشرطة، زعم أنهم قتلوا في أعمال الفض، وهو ما لم تقل به السلطات الرسمية، بينما صمت تماماً عن سقوط المئات من المعتصمين.
وعبر الممثل عزت العلايلي عن أسفه الشديد، تجاه "ما تقوم به جماعة الإخوان من أعمال عنف وسفك دماء المصريين في الشوارع بعد فض اعتصامهم" على حد زعمه، مشيرا إلى أنهم "رفضوا كل سبل الحوار والتفاهم للخروج من هذه الأزمة لأنهم يريدون الخراب لمصر".
كما حمّلت الممثلة إلهام شاهين، جماعة "الإخوان المسلمين" مسئولية ما يحدث من حرق الأقسام والكنائس، خوفًا من وضعهم داخلها، واتهمتهم بأنهم هم "الذين ارتكبوا أعمال العنف والإرهاب والقتل يوم 28 يناير2011".
وفي نفس الاتجاه، ولنفس الأسباب التي سيقت من سابقيهم، جاء التأييد من فردوس عبد الحميد، وأحمد وفيق، والمخرج علي عبد الخالق، وصلاح عبد الله، ولوسي، وخالد الصاوي، ونبيل الحلفاوي، وكذلك المنتج و"الشاعر" مدحت العدل، الذي مهد لعملية فض رابعة والنهضة، بتأليف أغنية "إنتو شعب وإحنا شعب"، التي غناها علي الحجار.
وفي المقابل، كان هناك من الفنانين من اتخذوا موقفًا مغايرًا، فرغم الخلاف الحاد من جانبهم مع جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنهم أعلنوا فورًا رفضهم لفض الاعتصامات بالقوة.
كان من أبرزهم الممثل خالد أبو النجا، مؤكدًا أن اختلافه في الرأي مع المتظاهرين لا يعني فض الاعتصام بالقوة؛ لأن ذلك يعيد البلاد إلى الوراء وفق تصريحاته، ورغم تأييده لمظاهرات 30 يونيو إلا أنه اعتبر ما حدث "نقطة سوداء".
ولم يختلف الممثل هشام عبد الحميد عن سابقه قائلًا: "كنت أتمنى أن يتم فضه بالمعايير الدولية وليس بالطريقة التي تم بها وهى غير مقبولة".
وبعد مرور شهرين على فض اعتصامي "رابعة والنهضة"، نشر الممثل أحمد حلمي في 20 أكتوبر 2013، العديد من الانتقادات لحكومة الانقلاب وطريقة أدائها في إدارة شئون البلاد، وهاجم من خلال صفحته على فيسبوك عددًا كبيرًا من مؤيدي فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، قائلًا: "اكتشفت الفترة الأخيرة إن فيه مصريين كتير، ماشيين بمبدأ طز في الإنسانية والدم والكرامة والثورة، بس المهم مرسي ميرجعش الحكم".
كما كان حمزة نمرة من أبرز من رفض فض الاعتصامين، وشارك بعد ذلك في عدد من المسيرات التي خرجت لرفض 30 يونيو، وبعد الفض كتب على حسابه الشخصي على موقع تويتر: "رجاء وإنت بتعيد وقاعد وسط أسرتك وولادك، افتكر إن فيه ناس ولادهم دمهم ساح، وناس ولادهم مرميين في السجون ظلم، وناس ولادهم اتيتموا".
وشارك فنانون عرب؛ فكانت أغنية "طالع" للفنان المغربي رشيد غلام، في شهر أكتوبر 2013، التي أهداها لضحايا رابعة العدوية، لترسم صورة ما وقع في يوم حزين عاشته مصر بعد الانقلاب العسكري، وتلا ذلك مشاركته في أوبريت "رابعة الصمود"، في مارس 2014، والذي خاطب العالم بعدة لغات، منها العربية والتركية والإنكليزية والإسبانية، وجمع عددًا من الفنانين، مثل وجدي العربي، وحامد موسى المصريين، والأردني إبراهيم الدردساوى، والتركي محمد علي أرسلان، والفلسطينية ميس شلش، وإسلام شكري من إسبانيا، والجزائري عبد الرحمن بوجبيلة، والكويتي أحمد الهاجري، واللبناني عبد الله الزعبي، والسوري يحيى حوا، إلى جانب فريق غنائي من أمريكا، وعددا آخر من الفنانين المؤيدين لقضية ضحايا رابعة.
وشارك المغني اللبناني الأصل السويدي الجنسية، ماهر زين، عبر إصداره في نوفمبر 2013، أنشودة "حتى لا ننسى"، أكد فيها أن الثورة قادمة لا محالة بقوله: "حتما سنعود".
وكان لأسماء البلتاجي ابنة القيادة الإخواني والمعتقل حاليًا، محمد البلتاجي، النصيب الأكبر من الأغاني، بعد استشهادها في المذبحة، وكانت أولى تلك الأغنيات التركية هي "نامي في سلام"، مستوحاة من كلمات والدها لها، وغنتها فرقة "جروب يورويوش"، وتمت إذاعتها في 27 أغسطس 2013.
وفي 30 أغسطس 2015، أهدى الفنان التركي محمد علي أرسلان أغنية جديدة لأسماء البلتاجي، وناداها فيها بـ"يا لؤلؤة الأرض ويا زينة السماء"، بجانب أغنية حورية وطن والتي غناها محمد الصنهاوي، من كلمات إسلام هجرس وألحان صهيب شكري.
أضف تعليقك