• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

حملت زيارة نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، للقاهرة أمس الإثنين، رسائل وأهدافا عدة.

وتزامنت الزيارة مع كشفته مصادر عن مطلب أمريكي بحلّ قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي والمعروفة بمليشيات "الجنجويد"، نتيجة تورطها في انتهاكات عدة، آخرها مجزرة فضّ اعتصام القيادة العامة في الخرطوم في يونيو الماضي.

وجاءت زيارة حميدتي للقاهرة، بعد أسبوع واحد من زيارة رئيس الأركان السوداني الموقوف بتهمة محاولة تنفيذ انقلاب عسكري، الفريق الركن عبد المطلب هاشم للقاهرة، في وقت تسعى فيه كل من مصر الانقلاب والإمارات إلى البحث عن شخصية عسكرية في السودان غير متورطة في أيّ أعمال يعاقب عليها القانون الدولي، لتصديرها للمشهد السوداني، ودعمها في ظلّ رفض أمريكي وغربي لحميدتي، المتهم بارتكاب جرائم حرب في دارفور، إبان عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.

وبحسب مصادر دبلوماسية، للعربي الجديد، فإنّ زيارة حميدتي هدفها الرئيس بحث الدور المصري في التوصّل لاتفاق سلام مع الحركات المسلحة، في أعقاب جمع حميدتي بعدد منهم في جوبا عاصمة جنوب السودان قبل زيارته لمصر بيوم واحد فقط، حيث كان رئيس مخابرات الانقلاب اللواء عباس كامل، قد زار جوبا للغرض ذاته، منتصف شهر يوليو الحالي.

من جهته قال مصدر سوداني، إنّ القاهرة وجدت نفسها مضطرة للتعامل مجدداً مع حميدتي بعد المحاولة الانقلابية التي كان يقودها عبد المطلب، وعدد من قيادات الجيش السوداني، والتي كانت تدعمها كل من مصر والإمارات، فيما أفشلتها معلومات استخباراتية سعودية زوّدت بها الرياض حميدتي قبلها بأيام.

وأضاف المصدر، أنّ القاهرة عادت ولو بشكل مؤقت لما يمكن تسميتها "خطة البشير"، إذ كانت رافضة في وقت من الأوقات وجود الرئيس السابق على رأس الحكم في السودان، ولم تكن تربطه بنظام الانقلاب المصري علاقات جيدة، إلا أنّ القاهرة وجدت نفسها في النهاية مضطرة للتعامل معه لحماية مصالحها وأمنها القومي، سواء بشأن ملف المياه وأزمة سدّ النهضة الإثيوبي، أو ملف الحدود الجنوبية.

وأوضح المصدر أنّ الجميع تابع الكشف عن محاولة الانقلاب الأخيرة في السودان، وعدم إشارة البيان العسكري الذي أعلن ذلك، لأي جهات إقليمية تدعمها، على الرغم من أنّ رئيس الأركان الموقوف والوفد المرافق له بالكامل الضالعين في التخطيط للمحاولة، كانوا في زيارة للقاهرة قبلها بأسبوع واحد فقط، والتقوا مسئولين مصريين رفيعي المستوى، بل وصل الأمر لتحميل المحاولة للإسلاميين لإيصال رسائل للخارج من وراء ذلك.

في المقابل، قال مصدر دبلوماسي مصري، إنّ "مصر والإمارات تحاولان إقناع حميدتي بعدم تصدّر المشهد في بلاده على الأقل في الفترة الراهنة، في ظلّ قلق دولي من مساعيه الرامية لقيادة السودان"، مضيفاً أنّ "القاهرة وأبو ظبي والرياض عطلت عقوبات أمريكية وغربية أخيراً كانت تستهدف قوات الدعم السريع التي يقودها، مع وعد بالتدخل بتنحيته عن المشهد".

وكشف المصدر أنّ الإدارة الأمريكية تعتبر ملف قوات الدعم السريع من الملفات التي يصعب التعاطي معها، وقال: "هناك حدود بالنسبة للإدارة الأمريكية في التعاطي مع رؤى الحلفاء الخليجيين"، مضيفاً: "هناك أطراف في الإدارة الأمريكية أبدت تجاوباً في التعاطي مع الجيش السوداني وتصدره للمشهد، ولكن عبر قيادات غير متورطة في جرائم حرب".

وأكد المصدر نفسه أنّ "القاهرة وأبو ظبي لا تعترضان على دور لحميدتي في السودان، ولكن الاعتراض يأتي من واقع الرفض الغربي والأمريكي لقيادته للبلاد، في وقت لن يقبل فيه المجتمع الدولي بذلك".

ومن جهته، قال مصدر دبلوماسي مصري آخر إنّ "هناك مطالبات أمريكية بحلّ قوات الدعم السريع، وخصوصاً في ظلّ تقارير حديثة عن تورطها في أعمال إجرامية خلال فضّ اعتصام القيادة العامة، وكذلك خطورتها على وحدة السودان وتماسكه، فضلاً عن وجود خشية دولية، من أيّ اضطرابات جديدة في المنطقة، خوفاً من تجمع العناصر المتطرفة بها في حالة انتشار الفوضى".

وأضاف المصدر: "المطالب الأمريكية اقترحت عدم تسريح تلك القوات، ولكن دمجها في وحدات الجيش المختلفة بشكل طبيعي، وتحت القيادة الطبيعية للجيش، لا بقيادة منفصلة".

أضف تعليقك