تسببت "الفوضى والإهمال" في حرمان عشرات المصريين الراغبين في الحج هذا العام، من أداء الفريضة، دون أية محاولة لتعويضهم عن ذلك الأمر، في الوقت الذي يتنصل فيه الجميع من المسئولية.
وبدأت الأزمة بإعادت السلطات السعودية، 300 مصريًا من الأراضي الحجازية بعد أن رفضت دخولهم بتأشيرات الفاعلية كحجاج، وهى التأشيرة الخاصة بدخول المملكة بغرض السياحة وحضور الحفلات التابعة لهيئة الترفيه التي يرأسها تركي آل الشيخ.
تأشيرة الفاعلية
وبدأ العمل بتأشيرة "الفعالية"، أول مارس الماضي، للراغبين في حضور الفعاليات المقامة داخل الأراضي السعودية، وتسمح التأشيرة لحاملها دخول مناطق محددة والتحرك فيها بشكل حر بالأراضي السعودية، إلى جانب الدخول والاستمتاع بالفعالية، وذلك خلال إقامة فعاليات الحدث وقبله وبعده بفترة محددة حسب مدة التأشيرة أو الحدث نفسه.
ومنعت السلطات دخول حاملي هذه التأشيرة لأنها غير مسجلة علي أنظمة الجوازات الخاصة بتفويج الحجاج، وتم إعادتهم مرة ثانية إلى مطار القاهرة الدولي.
اكتشاف النصب
وتعرض عدد من المصريين لعملية نصب، إذ قامت شركات باستخراج التأشيرة الفعالية لهم وتسفيرهم علي مجموعات إلي الأراضي السعودية بهدف قضاء مناسك الحج، وفور وصولهم إلي جدة، اكتشفت السلطات السعودية الحيلة الجديدة من الشركات بسبب عدم تدوين بيانات الركاب ضمن الحجاج، وإنما يتم تسجيلهم علي أنهم سياح، رفضت السلطات السعودية دخول الحجاج بهذه التأشيرة وتم إعادتهم إلي القاهرة.
الحكومة مسئولة
وأوضحت أسر بعض الحجاج الذين أعيدوا إلى مطار القاهرة، أن ذويهم في حالة صدمة شديدة جراء النصب عليهم، وحرمانهم من أداء فريضة الحج، وضياع مدخراتهم، خاصة أن تأشيرة الحج السياحي تتكلف ما بين 60 ألفا و125 ألف جنيه، دون تذكرة الحج التي يتراوح سعرها من 13 ألف جنيه إلى 35 ألف جنيه.
وقال محمد إسماعيل، شقيق أحد راغبي الحج: "ما حدث فوضى، وعدم احترام لحجاج بيت الله الحرام سواء من قبل السلطات السعودية أو المصرية، وكان من المفترض أن يساعدوهم في حل مشكلتهم، فما ذنب هؤلاء في ضياع فريضة الحج عليهم، وربما لا يمكنهم الحج مرة أخرى"، بحسب عربي 21.
واتهم إسماعيل السلطات المصرية بالتقصير "في عدم استخدام علاقاتها الدبلوماسية بالجانب السعودي، والعمل على حل المشكلة، واحترام رغبة وظروف هؤلاء الحجاج"، متسائلا: "أين دور الدولة في الدفاع عن مواطنيها، وما ذنبهم فيما حدث لهم، فهم ليسوا خبراء في التأشيرات حتى يعلموا تأشيرة الفعالية من تأشيرة الحج".
مكاتب وهمية
ومن جهته، قال أشرف شيحة، عضو اللجنة العليا للحج والعمرة بوزارة السياحة، إن أزمة الحجاج المصريين "المنصوب" عليهم بسبب التأشيرة المزورة "تأشيرة الفعالية" جاءت عبر مكاتب وهمية غير مرخصة، ولا تخص شركات السياحة على الإطلاق.
وطالب شيحة، في تصريحات صحفية، بشن حملات تفتيش على هذه الكيانات غير المرخصة، والتي تباشر أعمال شركات السياحة وتنصب على المواطنين البسطاء.
استغلال سماسرة
وفي السياق، قال علاء الغمرى عضو مجلس إدارة غرفة الشركات السياحية، إن عودة مواطنين من السعودية نتيجة صدور تأشيرات مخصصة لحضور الفعاليات والحفلات السياحية "مهرجان جدة"، ولا تتضمن السماح بأداء فريضة الحج.
وأكد الغمرى، في تصريحات صحفية، أن هناك بعض السماسرة وليست الشركات السياحية استغلوا صدور التأشيرات بشكل خاطئ مما أدى لعودة المسافرين الراغبين في الحج.
وتابع: نددنا كثيرا بعواقب التأشيرات الإلكترونية وما قد يترتب عليه من تخلفات ستظهر فى موسم الحج الحالي.
واكتفى أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية ببرلمان العسكر، بقوله إنه سيتواصل مع رئيس بعثة الحج بشأن هذه الوقعة والوقف علي أسبابها بحيث لا يتم تكرارها مرة أخرى، والتلاعب بالحجاج أو النصب عليهم.
أضف تعليقك