• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أكد مركز أبحاث عبري، أن المجلس العسكري في السودان يطبق توجيهات روسية تهدف إلى تشويه المعارضة المدنية وشيطنة الاحتجاجات التي تسعى إلى تحقيق تحول ديمقراطي في البلاد.

وأشار "مركز بيجن السادات للدراسات الإستراتيجية"، التابع لجامعة "بار إيلان"، ثاني أكبر الجامعات الصهيونية، إلى أن نائب رئيس المجلس العسكري، الجنرال محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الرجل القوي في البلاد، يعتمد التعليمات نفسها التي زودتها روسيا للرئيس السوداني عمر البشير لمساعدته على احتواء الاحتجاجات الجماهيرية ضد نظامه.

وذكر المركز، في تقدير موقف نشره اليوم الأربعاء، أن سلوك المجلس العسكري في الخرطوم يدل على أنه يلتزم بمبادئ إستراتيجية الشيطنة التي نصح الروس البشير بإتباعها لمساعدته في وأد الاحتجاجات، وهي الإستراتيجية التي كشفت عنها وثائق صدرت عن مركز "دوسير"، الذي يديره في لندن المعارض الروسي ميخائيل خودوركوفسكي.

ويعد دعم القيادات العسكرية في السودان من أبرز مظاهر الشراكة التي باتت تربط روسيا بكل من الإمارات والسعودية.

ولفت التقدير الذي أعده الباحث جيمس دوسري، بالاستناد إلى الوثائق التي كشفها مركز "دوسير"، إلى أن حميدتي يعمد إلى تشويه المعارضة المدنية التي تضطلع بدور رئيس في الاحتجاجات على حكم المجلس العسكري من خلال التوسع في استخدام الأخبار الكاذبة وإصدار فيديوهات تصم المتظاهرين بأنهم "معادون للإسلام ومؤيدون لإسرائيل"، منوها إلى أن هذه الإستراتيجية تتطابق مع التوجيهات الروسية لنظام البشير.

وحسب المركز، فقد أوصى الروس البشير بإيجاد ظروف تقلص من قدرة المعارضة المدنية على استخدام وسائل الإعلام في نضالها ضد الحكم الشمولي، إلى جانب اتهام أطراف "أجنبية" بالوقوف خلف التظاهرات الاحتجاجية ضد العسكر، لافتا إلى أن المجلس العسكري في الخرطوم يطبق هذا البند بشكل كبير.

وذكر المركز أن التوصيات التي قدمها الروس لنظام البشير هي تلك التي يعمل على أساسها نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تشويه معارضيه داخليا، وهي التي يمارسها المجلس العسكري حاليا في الخرطوم.

ولفت إلى أن الوثائق تفيد بأن بفجيني بروجيتشين، أحد مساعدي بوتين، بعث رسالة للبشير اشتكى فيها من عدم قدرته على الالتزام بالتوجيهات الروسية في التعامل مع الاحتجاجات.

وحسب التقدير، فإن بروجيتشين، الذي اتهمه تقرير المحقق الأمريكي روبرت مولر بأنه لعب دوراً مهماً في الحرب الإلكترونية التي هدفت إلى تعزيز قدرة دونالد ترامب على الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، تم تكليفه من قبل بوتين لتحسين قدرة روسيا على اختراق إفريقيا.

ووفق التقدير، فإن روسيا تشاطر السعودية دعم حميدتي بسبب "تعطشه للسلطة" و"قسوته المفرطة"، مشيرا إلى أن السعوديين معنيون بدعمه لأنه يقف وراء إرسال القوات السودانية لليمن بهدف القتال إلى جانب التحالف السعودي الإماراتي.

ونوه إلى أن الجماهير السودانية تنظر إلى حميدتي على أنه النسخة السودانية من عبد الفتاح السيسي "الطاغية" الذي يتولى زمام الحكم في مصر منذ انقلاب عام 2013، والذي يحظى بدعم كبير من السعودية والإمارات أيضا.

واستخلص المركز أن سلوك كل من الإمارات والسعودية وروسيا يدل على أن هذه الدول الثلاث معنية بإلحاق الهزيمة بالثورات الشعبية الهادفة للتحرر من النظم الشمولية، بغض النظر عن الثمن الذي تدفعه.

وأشار إلى أن الاستنفار الروسي لدعم عسكر السودان يعود إلى رغبة موسكو في تعزيز نفوذها في إفريقيا وتحسين قدرتها على عقد صفقات عسكرية مع أنظمة الحكم في القارة السوداء.

 

 

أضف تعليقك