• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

من بين أكثر من مائة شهيد سقطوا في مذبحة الفجر أمام دار الحرس الجمهوري يوم 8 يوليو 2013، كان لمحافظة الشرقية ثلاثة شهداء هم المهندس محمد إمام خليفة والمهندس محمد توفيق عبد المنعم من مركز فاقوس، بالإضافة للطالب عبد الحميد الشبراوي من مركز أبو حماد.

والشهيد محمد إمام خليفة هو أحد قيادات الإخوان المسلمين بمركز فاقوس ومسئول الجماعة في الصالحية القديمة.

واستشهد خليفة (39 عاما) في مذبحة الحرس الجمهوري الأولى التي وقعت يوم الجمعة 5 يوليو 2013.

والشهيد المهندس محمد إمام خليفة، هو صاحب فكرة الاعتصام أمام مبنى نادي الحرس الجمهوري لتحرير الرئيس المُختطف محمد مرسي عقب انقلاب الجيش على شرعيته.

وقاد "خليفة" يوم الخامس من يوليو، جمعًا من المعتصمين بميدان رابعة العدوية، حتى وصلوا لمقر نادي الحرس الجمهوري في تظاهرة سلمية من أجل المطالبة بتحرير أسر الرئيس محمد مرسي، وحين كانوا في أثناء صلاة الفجر كانت في استقبالهم رصاصات العسكر الغادرة، التي سكنت إحداها في قلبه فاردته شهيدًا إلى ربه.

وبعد ثلاث سنوات من استشهاد والدها، حصلت الابنة "جهاد" على المركز الأول على مستوى إدارة الصالحية الجديدة في الثانوية العامة الشعبة الأدبية بمجموع 98.5%.

وأهدت جهاد، تفوقها لروح والدها الشهيد محمد خليفة، قائلة إنها عانت الحرمان من والدها وافتقادها لعطفه وحنانه وتوجيهاته، منذ ثلاثة سنوات، كانت حينها في الصف الأول الثانوي العام.

وأكدت الحائزة علي المركز الأول علي مستوي إدارة الصالحية الجديدة، أنها منذ اللحظة الأولي للعام الدراسي وهي حريصة علي التفوق تلبية لرغبة والدها الشهيد، التي أكدت علي أنها لن تترك حقه وكافة شهداء الشرعية.

 

الشهيد محمد توفيق

شيع الآلاف من أهالي قرية كفر شاويش ومدينة فاقوس، في الساعات الأولي من صباح 9 يوليو 2013، جثمان الشهيد محمد توفيق عبد المنعم خريج معهد التكنولوجيا بالعاشر من رمضان.

وشيع الجثمان فور وصوله إلى مسقط رأسه بعد الصلاة عليه في المسجد الكبير بالقرية وسط بكاء من أقارب وأصدقاء الشهيد الذين رددوا هتافات "لا إله إلا الله .. الشهيد حبيب الله" ،"يا شهيد نام وارتاح .. واحنا نكمل الكفاح".

والشهيد محمد توفيق، تمكن من الحصول على بكالوريس الهندسة قسم مدني، وعمل أمينا للجنة الرياضية بالمعهد التكنولوجي بالعاشر من رمضان، وكان رياضيا مجيدا لكرة القدم.

وبعد وقوع الانقلاب العسكري، توجه مع إخوانه إلى ميدان رابعة رافضا لظلم الظالمين وعمره آنذاك 23 عامًا.

وفي مذبحة الساجدين، أُصيب بطلق ناري في القلب، وخرطوش خلف الأذن اليسرى، علي أيدي العسكر.

كان "محمد" شخصا ذا خلق رفيع، وصاحبا مخلصا، وكان تقيا نقيا ورجلا ثائرا ذا همة عالية، حافظا لكتاب الله، بارا بوالديه .

عرف وسط زملائه بالابتسامة النقية الصافية، ويشهد له بتفوقه في الدراسة منذ الطفولة، وكان محبا للأعمال الخيرية.

الشهيد عبد الحميد الشبراوي

ولد الشهيد عبد الحميد محمد عبد الحميد الشبراوي، عام 1992 في قرية كفر حافظ التابعة لمركز أبو حماد، وكان طالبا في كلية التجارة إنجليزي جامعة الأزهر.

شارك الشبراوي في اعتصام رابعة العدوية منذ البداية، وكان يحث إخوانه للذهاب إلى الحرس الجمهوري.

وبعد اعتداء قوات العسكر على المعتقلين، سارع عبد الحميد في مشاركة الشباب لنقل المصابين والشهداء الذين اغتالتهم يد الغدر، وبعد لحظات اختاره الله شهيدا بعد إصابته بثلاث طلقات واحدة في البطن والثانية في الظهر والثالثة في الرجل.

 يعرف عن الشهيد أنه ذو خلق رفيع، يشهد له الجميع بالاحترام وبالتربية والتعاون على فعل الخير، وكان حافظا للقرآن الكريم كاملا وأصبح مربيا للأجيال رغم صغر سنه، حتى صار قدوة بين الصبية.

ويجمع كل من تعرف عليه على مكانته الخاصة في قلبه لما يتمتع به من محاسن الأخلاق والمشاعر الفياضة التي تجذب القلوب، فضلا عن دوره الخدمي والاجتماعي البارز رغم حداثة سنه داخل قريته بكفر حافظ التى عرف فيها باهتمامه بتنظيم حلقات العلم الشرعي وتحفيظ القرآن الكريم، ونشر الخير والسعي فى قضاء حوائج الناس لتظل صورته وذكراه حية رغم مرور السنين في قلوب الجميع.

وأكد والده "محمد عبد الحميد" أن نجله حافظ القرآن الكريم، وطالما تمنى ودعا الله بأن يلحقه بالشهداء فصدقه الله، داعيا أن يتقبله في الشهداء، مشيرا إلى أن خبر ارتقائه تعرف عليه من خلال القنوات الفضائية التي كانت تنقل الأحداث من داخل الاعتصام، بعدما ظهرت صورة الشهيد وهو غارق في دمائه الذكية، التي لا يمكن أبدا أن يتم التفريط فيها طال الزمان أم قصر.

وذكرت السيدة/ تحية إبراهيم، والدة الشهيد، أن آخر حوار دار بينها وبين الشهيد قبل ارتقائه طلبت منه أن يعود لقضاء يوم معهم ثم يعود، غير أنه رفض ترك الاعتصام، مؤكدة بره بها وحسن خلقه الذي يشهد به الجميع.

 

أضف تعليقك