• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

في 28 يونيو 2013 قرر رموز الثورة المصرية ثورة الخامس والعشرين من يناير الدخول في اعتصام سلمي مفتوح رفضا لحالة الاستقطاب المفتعلة لقيادات الانقلاب العسكر من جر الشعب المصري إلى الانقسام على الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي وذلك في ميدان رابعة العدوية وأيضا لدعم الرئيس والتنديد بالمظاهرات المزعومة والمناهضة له نهاية الشهر ذاته من أنصار الدولة العميقة.

وحذر المعتصمون من سيناريوهات كانت تتشكل ملامحها بوضوح في الأفق ظاهرة الحادي والعشرين من يونيو ألفين وثلاثة عشر تجمع عشرات الآلاف من المصريين دعما للرئيس محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية الذي سيكون له شأن في مقبل الأيام تحت شعار "لا للعنف".

أعلنت هذه الحشود رفضها دعاوى استئصال الإخوان والإسلاميين التي كانت تنطلق على ألسنة أنصار حركة "تمرد" العميلة الداعين لمسرحية الثلاثين من يونيو المرتقبة بدأ في بعض أرجاء الميدان إحساس البعض بأن انقلابا وشيكا على أول رئيس منتخب يوشك أن يقع رغم أن قطاعا واضحا من المتظاهرين حينها لم يكن يستبعد بالمطلق انحياز قيادة الجيش للشرعية المنتخبة مع اقتراب الساعات الأخيرة وصدور الإنذار الأول من الجيش للأطراف السياسية التي يفترض أن رئيس الدولة على رأس أحدها تداعت القوى القلقة على إجهاض المسار الديمقراطي الوليد.

تأسس التحالف الوطني لدعم الشرعية يوم الخميس السابع والعشرين من يونيو عشية بدء اعتصام حاشد في رابعة العدوية في اليوم التالي استباقا لمسرحية الثلاثين من يونيو في الأول من يوليو.

بدأ اعتصام آخر بميدان النهضة بالجيزة لذات الأسباب ورغم كون الدكتور مرسي لم يزل رئيسا حتى ذلك الوقت إلا أن أنصاره في هذين الميدانيين وغيرهما في سائر المحافظات أرادوا باحتشادهم تأكيد عدم انفراد الفرق المضادة بالساحة السياسية وما زال أغلبهم حتى قبيل إعلان الانقلاب العسكري يرفض توقع أن يقع شيء من هذا في مصر بعد ثورة يناير.

كانت صدمة بيان الانقلاب قوية على معتصمي رابعة وغيرهم رغم أن كل المؤشرات كانت تنذر بوقوعه لكنه كان الحقيقة التي حاول كثيرون فيما يبدو طردها من هواجسهم ليدخلوا لاحقا في صراع دام لعامين لإسقاطه سيدفع كثيرون من هؤلاء وغيرهم فاتورة الدم وحريات باهظتين لاستعادة مسار ديمقراطي يرون أن الجيش قد انقلب عليهم.

بدأ الاعتصام في رابعة العدوية يوم 28 يونيو 2013 وانتهي في يوم 14 أغسطس من نفس العام. فبدايته تزامنت مع اعتصام معارضي الرئيس بميدان التحرير تنديدًا بسياساته ومطالبته بالتنحي، وبالتالي خرج الملايين على حد وصف المؤيدين لبقاء محمد مرسي من أطياف أخرى كثيرة من الشعب ليست منتسبة للجماعة واتخذوا من رابعة العدوية مقرا لاعتصامهم منذ يوم 28 يونيو، واتخذ شباب الإخوان وقياداتهم وأنصار شرعية مرسي من كلمة الشرعية شعارا لهم، فنصبوا الخيام الواحدة تلو الأخرى بالميدان في إشارة لوجود دعم من جزء آخر لا يستهان به من الشعب لشرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي في مواجهة المهلة والشروط التي فرضتها القوات المسلحة عليه للخروج من الأزمة، ثم جاء قرار القوات المسلحة بالانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وهو ما اعتبرته القوى السياسية المحلية والإقليمية آنذاك انقلابا عسكريا.

أضف تعليقك