بقلم عز الدين الكومي
تابعت بيان “الحركة المدنية الديمقراطية” بمناسبة اعتقال “زياد العليمى” ومن معه من رفقاء 30 يونية، وقد أدهشنى ماتضمنه بيان الحركة، من أن المعتقلين ليسوا من الإخوان، وكأن اعتقال الإخوان، أمر مقبول ومبرر عند الرفقاء. كما احتوى البيان عبارات إدانة للإخوان، أكثر من إدانة النظام الانقلابى، الذى اعتقل الرفقاء، فضلاً عما تضمنه البيان من همز ولمز للإخوان !!، لعل ذلك يشفع للرفقاء عند العسكر!!
حيث قال البيان: “إن هؤلاء الشباب والحركة المدنية الديموقراطية وكل من يسعى حاليا من تجمعات أخري شبيهة للانخراط في الحياة السياسية، لا علاقة لهم لا من قريب أو بعيد بجماعة الإخوان وأن كل ما يتم الترويج له في هذا السياق مجاف للحقيقة، ومحاولة للربط بين نقيضين بشكل تعسفي لتحقيق أغراض لا نعلم طبيعتها أو الهدف من ورائها.
وأن هذا النهج والإصرار علي الربط بين قوى وأحزاب مدنية تؤمن وتعلن في كل لحظة التزامها بالدستور ومبادئ العمل الديموقراطي، وبين جماعة مناوئة للنظام تهدف الي إسقاطه وتغييره بأساليب تختلف تماما مع نهجنا واختياراتنا باعتبارنا جزءا من الدولة المصرية ولسنا خارجين عليها، هو في الحقيقة يخدم ويصب في مصلحة تلك الجماعة ويروج لها بالباطل وينسب إليها ما لا تستحقه.
وقد رأيت من أدعياء الثورية والوطنية، من تعاطف مع رفاق الحركة المدنية، وهذا حقهم، ولايملك أحد مصادرة حق من تعاطف مع الرفاق، لكن جاء بيان الحركة مخيبا لآمال من تعاطف مع الرفاق، لأن البيان أظهر مكنون الرفاق، الذين يطالبوننا بالاصطفاف، ليقول لا صلة لنا بالإخوان لا من قريب ولا من بعيد، وإنهم يحترمون نظام ودستور العسكر الذين حشدوا قبل شهور للتصويت بلا، كما أن هؤلاء مازالوا يعلنون أنهم متيمون بثورة يناير !!
فتذكرت رسالة الرئيس الشهيد “محمد مرسى”من وراء قضبان سجون العسكر، مخاطباً ثوار يناير، قائلاً لهم فى رسالته المسربة: الله يشهد أني لم آل جهدا أو أدخر وسعا في مقاومة الفساد والإجرام بالقانون مرة وبالإجراءات الثورية مرات فأصبت وأخطأت، ولكني لم أخن فيكم أمانتي ولن أفعل ولقد بذلت سنين عمري في مواجهة إجرامهم وسأبقى كذلك مادام في عمري بقية.
نعلم ذلك سيدى الرئيس، وأنك وقفت بمفردك تقارع الظلم والظالمين، وبقيت ثابتاً على مبادئك، حتى قتلوك قتلهم الله!!
حقاً سيدى الرئيس نحن نعيش زمان الرويبضات، الذى أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: (سيأتي على النَّاس سنوات خدَّاعات؛ يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصَّادق، ويُؤتمن فيها الخائنُ، ويُخون فيها الأمين، وينطِق فيها الرُّوَيْبِضة)، قيل: وما الرُّويبِضة؟ قال: (الرجل التَّافِه في أمر العامَّة).
ورأينا كيف يمجد الخائن المنافق المخادع، الذى يوالى أعداء الله من الصهاينة وغيرهم، ويفرط في الأرض، ويتنازل عن مقدرات الشعب، فى الوقت الذى يهان فيه الشرفاء، ويتم رميهم بأقذع التهم، في الإعلام المأجور، الذى تخصص فى نشر الأكاذيب، ويغطى على فضائح الخونة وخياناتهم !! رأينا الطابور الخامس، يمارس الخيانة العظمى والصغرى في أحط صورها، ويتعاون مع أعداء الداخل والخارج لإشاعة الفوضى، وافتعال الأزمات، وبث أحاديث الإفك والأراجيف!!
وقد واجهت سيدى الرئيس كل هذه المؤامرات، بصبر وثبات واليوم يطلقون كلابهم لتنبحك، وتنسب إليك الخيانة، والسذاجة والضعف السياسى، والتآمر والتخابر، وأنّى لك ذلك وأنت تعلم أن الخيانة من صفات المنافقين، كما قال -صلى الله عليه وسلم -: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان)، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الخيانة ويقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، ومن الخيانة فإنها بئست البطانة).
لذلك فرح الصهاينة بموت الرئيس الشهيد، ولم يبكه خائن متصهين، فقد قالت الباحثة الصهيونية “أورلي نوي”: إنّ إسرائيل فرحت بموت الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، “لأنّ وصوله للحكم جسّد في حينه إرادة الشعب المصري في تحقيق التحوّل الديمقراطي، وهذا ما يتعارض مع مصالح تل أبيب”.
وكما قال وزير القضاء الصهيوني السابق “يوسي بيلين”: لا أحد في إسرائيل يذرف دمعة على محمد مرسي، وأنا أفضل ديكتاتورية السيسي على حكم مرسي الديموقراطي.
هذا النظام الذى يمجده الرفاق، ويقولون إنهم يقومون على احترامه، بالرغم من أنهم منحوه التفويض للقتل وسفك الدماء وانتهاك الحقوق والحريات، والآن يعلنون توبتهم بأنهم ليسوا إخوانا ولا ثوريين!
أضف تعليقك