بقلم: حازم غراب
تكسَّرت أربعة من نظم الحكم الفاسدة الطاغوتية في مصر على عتبة قضية فلسطين. انتهى النظام الملكي عام ١٩٥٢ عقب خيانته للقضية الفلسطينية وعدوانه على الإخوان المسلمين. في ذلك الوقت كاد متطوعو الإخوان أن يهزموا العصابات الصهيونية ١٩٤٨، لولا خيانة الملك فاروق والنقراشي.
وكانت بداية انهيار واندحار نظام الطاغية عبد الناصر عندما انهزم بجيشه المهلهل الفاسد وقياداته عام ١٩٦٧. وكان المهزوم المنكوس قد اعتقل وقتل وعذب الإخوان المسلمين.
وانتهى السادات ونظامه بشكل مختلف نسبيًّا عندما خان القضية الفلسطينية. وقع السادات في حبائل الصهيونية العالمية ووقع معاهدة تحمي الكيان الصهيوني، وأصبح جيش مصر حاميًا لحدود الاحتلال. نحو ثلاث سنوات فقط عاشها بعنجهيته وظلمة للإخوان وغيرهم عقب توقيع تلك المعاهدة المسماة تضليلا معاهدة السلام.
قاد نظام السادات حملات تشويه ضد الفلسطينيين وضد معارضي المعاهدة. وجند لتلك الحملة مطايا وأبواق صحفية كأنيس منصور وإبراهيم سعدة وأدوات عنف السلطة، إضافة إلى النيابة والقضاء. راجعوا الصحف المصرية في المدة من نهاية ١٩٧٧ إلى سبتمبر ١٩٨١. في الخامس من ذلك الشهر بلغت الحملات التشويهية التضليلية ذروتها بأن اعتقل السادات أكثر من ألف وخمسمائة من رموز القوى السياسية والدينية. ولم يمض إلا شهر حتى دفع السادات حياته ونظامه ثمن خيانة القضية، وما اقترفته يداه من حملات الاعتقال والتعذيب.
وارتبطت نهاية شخص ونظام كنز إسرائيل الاستراتيجي مبارك بخيانته القضية الفلسطينية أيضا. كانت ذروة الخيانة إعلان وزيرة خارجية الصهاينة بدء الحرب على غزة من عقر دار نظام مبارك قبل سنوات قليلة من ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١. وقبلها كان المجرم مبارك ونظامه وأبواقه قد لفقوا تهمًا يعلمون كذبها للإخوان، وقدموا قيادات منهم لمحاكمات عسكرية أودعتهم السجون ظلما وصادرت أملاكهم. ولا شك أن تنامي قوة وفعالية دعم الإخوان للقضية الفلسطينية وحماس على وجه الخصوص كان من بين أهم أسباب حرب مبارك للإخوان.
وها نحن نرى جولة خيانة أخرى للقضية الفلسطينية. إن فلسطين للمسلمين بمثابة دين وشرف. ومن يخونون قضيتها يخونون دين الله ورسوله. ولهذا وغيره لن يبقى طويلا في السلطة المصرية من يبيعون شعب فلسطين للصهاينة أعداء الدين والإنسانية. الفرج قادم إن شاء الله.
أضف تعليقك