عنونت صحيفة "الجرديان" البريطانية، افتتاحيتها اليوم، بـ "رأي الجارديان في وفاة مرسي في مصر: صادمة لكنها متوقعة".
وقالت الافتتاحية، بحسب "عربي21"، إن "أحداث الحياة الحقيقية عادة ما تحمل قوة رمزية، وكان ظهور أول رئيس مصري انتخب بطريقة ديمقراطية عام 2012 واحدا منها، وكان انهياره في قاعة المحكمة بعد سنوات من الإهمال الطبي، حدثا آخر".
وأشارت الافتتاحية إلى أن مرسي وصل إلى السلطة بعد احتجاجات الربيع العربي، التي أنهت ثلاثة عقود من حكم حسني مبارك، إلا أن العلمانيين والليبراليين دعموا تحرك الجيش بقيادة وزير الدفاع في حينه عبد الفتاح السيسي للإطاحة به، وزعم وزير الخارجية الأمريكي في حينه جون كيري، أن الجيش "يقوم باستعادة الديمقراطية".
ولفتت الصحيفة إلى أن قادته قاموا بدلا من ذلك باستعادة حكم الجيش، وأشرفوا على مذبحة قتل فيها المئات من مؤيدي مرسي في ميدان رابعة، وفرضوا نظاما قمعيا أكثر وحشية.
ونوهت الافتتاحية إلى أن محاكم السيسي حكمت على المئات من مؤيدي الإخوان المسلمين الذي احتجوا على الانقلاب بالإعدام في محاكم جماعية، في وقت لم يحاكم فيه أي عنصر من عناصر قوات الأمن التي شاركت في قتل المعتصمين في ميدان رابعة، مشيرة إلى أن القاهرة أعدمت قبل عدة أشهر رجالا احتجوا بأن اعترافاتهم أخذت منهم بالقوة بعد اتهامهم بقتل مسئول.
وتقول الصحيفة إن "ما يجعل وفاة مرسي صادمة هو رغم أنها مفاجئة إلا أنها (متوقعة)، بحسب النائب البريطاني سير كريسبن بلنت، الذي كان واحدا من البرلمانيين البريطانيين الذين حققوا في طريقة معاملة مرسي العام الماضي، وحذر التقرير الذي أعده النواب والمحامون، كما فعل آخرون، من أن الظروف التي يعتقل فيها الرئيس مرسي تصل إلى حد التعذيب، ودون عناية طبية عاجلة لمرض السكري والكبد الذي يعاني منهما فإن (الضرر سيكون دائما وربما مهلكا)، وأصيب بنوبة سكري في أثناء احتجازه.
وأكدت أن "المحاكمات الظالمة والمعاملة القاسية أمران معروفان في السجون المصرية التي يسجن فيها ما يقدر عددهم بـ60 ألف سجين سياسي، وقيل إن مرسي احتجز في زنزانة انفرادية لـ 23 ساعة في اليوم، وحرم من الاطلاع على الصحف والتلفزيون، ولم ير عائلته سوى ثلاث مرات خلال ستة أعوام من اعتقاله، ورغم صحته المعتلة أخبرهم في تلك الزيارات أنه ينام على أرضية الزنزانة".
وذكرت الصحيفة أن مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قاد الدعوات لتحقيق "سريع" نزيه وشفاف وعميق في ظروف وفاته.
ونبهت إلى أن الطريقة المتعجلة لدفنه أثارت أسئلة، متسائلة عن التعاون الذي سيحصل عليه المحققون من النظام السري الذي يتصرف مثل قطاع الطريق.
وتعلق الصحيفة قائلة: "يجب إجراء تحقيق سريع ونزيه وشامل وشفاف، ليس لأن الحقائق حول الوفاة مهمة، لكن لأنه يرسل رسالة إلى الديمقراطيات الغربية المصممة على متابعة ما تقول بريطانيا إنها (علاقة بناءة) مع مصر، وترى فرنسا وغيرها مخطئة أن السيسي هو قوة استقرار في المنطقة، وحاجز ضد تدفق المهاجرين، وعميل جاهز لشراء السلاح".
أضف تعليقك