بقلم عز الدين الكومي
مظلومة هى جماعة الإخوان المسلمين، تتقاذفها حراب الأعداء والأصدقاء، من كل مكان، لتسويق النيل من الإسلام فى شخص الإخوان، فقد وصفها، “تركي الحمد” -كاتب سعودى متقلب المزاج- بـ”الفاشية والنازية”، رداً على رفض تركيا، اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
وقال الحمد في تغريدة له عبر “تويتر”: “يقول أردوغان، إن إدراج الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، فيه تدمير للديمقراطية”. “منطق غريب، إذ كيف لمنظمة استبدادية قائمة على أوامر المرشد، كما النازية والفوهرر، والفاشية، والدوتشي، أن تكون تهديدا للديمقراطية؟”. “الديمقراطية ليست من أبجديات الإخوان”، متسائلا: “فكيف يكون منعهم مضادا للديمقراطية؟ عجبي”.
وهذا ليس بجديد على “تركى الحمد” الذى يتطاول على مقام النبوة بقوله:”جاء رسولنا الكريم ليصحح عقيدة “إبراهيم الخليل”، وجاء زمان نحتاج فيه إلى من يصحح عقيدة محمد بن عبدالله! وقال أيضاً: خدعوك فقالوا شرع الله، وماهو فى النهاية إلا بنات أفكارهم. وقال: حمدا لله أنني عشت حتى أرى انقشاع أفيون الصحوة، وسقوط رداء القداسة عن دعاة المال والتحريض والعنف، وانكشاف من يحب الوطن ومن لا يعترف بالوطن..
“تركى الحمد”، يريد أن يحصر الدين فى زوايا المساجد والروحانيات، وأنه لا علاقة له بالحياة، فقط علاقة بين العبد وربه، أما إقحام الدين فى واقع الحياة، وتحكيم شرع الله، عز وجل، فهو تسييس للدين، للوصول إلى السلطة والحكم.
والطريف أن ذاك الحمد ومن على شاكلته يتحدثون عن فاشية الإخوان، وهم يسبحون بحمد سلطة تعتقل كل من يخالفها الرأي، وهل نسينا تصريحات الحمد عن المرحوم”خاشقجى” الذى قال: لو ثبت أن قطر لها يد في مقتل “خاشقجي” تنتفي عنها صفتها كدولة، لأن هذه أساليب عصابات ومافيا وليس دول، وأن الإخوان وتركيا وإيران هم المستفيدون، و السعودية ليست غبية لتغتاله بهذه الطريقة.
ولكن بعد أيام اعترفت السعودية بارتكابها جريمة مقتل خاشقجى، وأن نيابتها العامة أكدت، أن تحقيقاتها في هذه القضية مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية، و البالغ عددهم حتى الآن ( 18 ) شخصاً جميعهم من الجنسية السعودية، تمهيداً للوصول إلي كافة الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية و تقديمهم للعدالة و محاسبتهم.
فهل ياترى انتفت صفة الدولة عن السعودية، أم مازلت تكابر؟!!
وله تصريحات مثيرة عن القدس قال فيها:”نُشر عني في تويتر أنني قلت إن القدس ليست القضية.. وهذا غير صحيح.. ما قلته هو أن فلسطين لم تعد قضية العرب الأولى، بعد أن باعها أصحابها. لدي قضية بلدي في التنمية والحرية الانعتاق من الماضي.. أما فلسطين.. فللبيت رب يحميه حين يتخلى عن ذلك أهل الدار. منذ عام 1948 ونحن نعاني باسم فلسطين.. الانقلابات قامت باسم فلسطين.. التنمية تعطلت باسم فلسطين.. الحريات قمعت باسم فلسطين.. وفي النهاية حتى لو عادت فلسطين فلن تكون أكثر من دولة عربية تقليدية.. كفانا غشا. في جنوب أفريقيا ناضل الصغير قبل الكبير.. فهل فعل الفلسطيني ذلك رغم كل الدعم؟.. كلا.. لن أدعم قضية أهلها أول من تخلى عنها.
ولا شك أن “تركى الحمد” يعنى بالفاشية الإسلام؛ أما الزج باسم الإخوان فهو فقط لإيجاد مسوغ، لتسويق كراهية الإسلام، والعداء لشريعته.
وسؤال بسيط للحمد وأمثاله، هل من فاز فى كل الاستحقاقات الديمقراطية التى تمت بعد ثورة يناير، ونافس، مثله مثل غيره، بشهادة العالم أجمع فى انتخابات حرة ونزيهة، يوصف بالفاشية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فبم توصف الأنظمة الدكتاتورية العسكرية، وحكام القبائل والأسر والمشايخ؟
لكن فاقد الشيئ لا يعطيه، لأن آخر انتخابات تمت فى بلاد الحمد، كانت عندما قرر أبوجهل اختيار شاب من كل قبيلة لقتل النبى صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة، إن مثلك ياحمد لايتكلم عن الديمقراطية!!
وعلى طريقة الحمد يأتى “المغامسي” المعروف بالشيخ البكاء، وهو الذى كان يقول: أردوغان حاكم مسلم، وحماس إخوانية وقدمت صورة مثالية في الجهاد، وكنت وما زلت أُجِلُ هؤلاء المرابطين في غزة. ومع موضة الترفيه قال: إن دولا وجماعات وصحفا تواطأت على محاولة التقليل من شأن ولي العهد وهيبته، وإن الله نجاه برباطة جأشه، وبسبب أنه قد يكون ثمة شيء بينه وبين الله.
لكنه انقلب على عقبه، -نسأل الله الثبات والعافية-وعلى إحدى فضائيات الخلاعة والمجون يقول: “أردوغان عدو للسعودية، وهو مهووس بحلم الخلافة، وأخذ الدين كغطاء مستغلاً النزعة الدينية لدى شعبه حتى يصل لكرسي الرئاسة. “ظهر أول أمره مُحبا للإسلام وإخوة المسلمين، وهو يعلم أن الشعب التركي تغلب عليه العاطفة الدينية، ومتعلق كثيرا بأرض الحرمين، فكان يأتي المملكة معتمرًا وزائرا للمسجد النبوي، ويطلب من ولاة الأمر فتح باب الحجرة. ثم استمر في استغلال هذه العاطفة حتى تحقق له تغيير النظام في بلاده إلى النظام الرئاسي.
“وقضية خليفة المسلمين لعبة قديمة ابتدعها الإخوان المسلمون عندما كان لهم سيطرة على قضية تحرير المناهج الدراسية، وبثوها عبر مقالات وكلمات وأحاديث وآيات في الأمة حتى يهيؤوها لأنفسهم لا لرجب طيب أردوغان، والآن تقاطعت المصالح، فيجعلون أردوغان في الواجهة، ولو وقع إن استطاعوا إزاحة كل خصومهم ولم يبق إلا هو لأخرجوه”.
ولم يكتف المغامسى بما قاله ويتحمل وزره كاملاً، لكنه أقسم بالله، ثلاثًا: أنه لو بُعث عمر بن الخطاب من قبره وهو المثل الأعلى في السياسة في الإسلام، لما رضى به الإخوان المسلمون خليفة، لأنهم لن يرضوا إلا بمن كان منهم. “وهذا أمر بالنسبة لي والله العظيم أوضح وأظهر من الشمس في رابعة النهار”.
كذب الحمد، وكذب المغامسى، كما كذب القرنى وغيرهم، وستبقى جماعة الإخوان المسلمين رأس الحربة لمشروع إسلامى سنى، فى مواجهة التغريب والمشروعات الصهيوأمريكية رغم حقد الحاقدين!!
أضف تعليقك