بقلم: عز الدين الكومي
ما كتبه إعلامي عن فشل تجربة الإسلاميين في مصر والسودان، ذكرني بالزول السوداني، الذى هتف في أحد ميادين القاهرة، بأن مصر والسودان هتة واهدة، فلما أنهى هتافه فتش عن حافظة نقوده فلم يجدها، فهتف بغضب قائلاً: مصر والسودان ستين هتة!!
فرق شاسع بين من يتبنى الفكرة الإسلامية، ولديه مشروع إصلاحي متكامل، وبين من يتعاطف مع الفكرة، فالإخوان المسلمون في مصر تبنوا الفكرة الإسلامية ، وعملوا من أجلها وسعوا لتطبيقها ، لكن أعداء الإسلام في الداخل والخارج ، لم يرق لهم ذلك ، فعملوا على إفشالهم وتشويههم .
لكن بعض المتأثرين بمواقف مسبقة، لا هم لهم إلا اتهام الإسلاميين بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة بالفشل، ومن هؤلاء إعلامي يقول : إن تجربة الإسلاميين فى الحكم فى مصر و السودان، أكدت الفارق الهائل بين المنهج القويم والقيم العليا للإسلام، والقيادات الفاشلة المستبدة، التى تولت السلطة فى بلاد غنية بمواردها البشرية والطبيعية، فحققوا فشلا ذريعاً فى كل شيء، وشوهوا الإسلام، ودمروا مستقبل الحركات الإسلامية وقناعة الناس بمشروعها”.
نحن لا نزعم بأن الرئيس مرسى حقق معجزة خلال السنة الوحيدة، التى حكم فيها ،لكن هذه الإنجازات التى تمت في كافة المجالات، وباعتراف قائد الانقلاب أن مرسى لم يكن فاشلاً، وإلا كان من الممكن أن نصبر عليه أربع سنوات:
أولا: في مجال الاقتصاد:
ارتفع معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي 2013 من 1.8% إلى 2.4%.
كما ارتفع إجمالي الاستثمارات أيضاً من 170.4 إلى 181.4 مليار جنيه.
وشهدت أعداد السائحين زيادة من 8.2 إلى 9.2 ملايين سائح، وزاد الناتج المحلي بسعر السوق من 1175.1 إلى 1307.7 مليارات جنيه.
ثانياً: الكهرباء:
بلغ الإنتاج 26.150 ميجاوات، في حين بلغ الاستهلاك 28.280 ميجاوات، وبلغ العجز بذلك 2.13 ميجاوات.
رابعاً: في مجال الدعم :
استفاد محدودو الدخل من دعم المواد الغذائية، وبلغ عدد المستفيدين 67 مليون مواطن، وبلغ عدد المخابز المشاركة في منظومة الخبز الجديد 17356 مخبزا، كما تم توفير 74 مليارا و400 مليون جنيه لدعم وتوفير المواد البترولية.
خامساً:العدالة الاجتماعية:
استفاد 1.9 مليون موظف من رفع الحد الأدنى للأجور، كما استفاد 1.2 مليون معلم من الكادر الخاص بالمعلمين.
كما استفاد 750 ألف إداري من تحسين أوضاع العاملين الإداريين بالتربية والتعليم والأزهر.
كذلك استفاد 150 ألف عضو هيئة تدريس و58 ألف خطيب وإمام من تحسين أوضاعهم.
وبالنسبة لمحدودي الدخل استفاد 1.2 مليون مواطن من العلاج على نفقة الدولة.
واستفادت 90 ألف أسرة من مشروع “ابنِ بيتك” واستفادت 1.5 مليون أسرة من معاش الضمان الاجتماعي.
واستفادت أكثر من 489 ألف امرأة من التأمين الصحي على المرأة المعيلة، كما استفاد 13.2 مليون طفل دون السن المدرسي من التأمين الصحي.
واستفاد 593 ألف عامل من تقنين أوضاع العمالة، واستفاد 150 ألف عامل من مساندة المصانع المتعثرة، وتم تأسيس 7367 شركة.
تم إعفاء 52.5 ألفا من صغار المزارعين المتعثرين من المديونيات واستفاد 2793 من صغار المزارعين من مشروع تنمية الصعيد.
سادساً:التحول الديمقراطي:
إصدار الدستور بموافقة ثلثي الشعب في استفتاء تمت إدارته بنزاهة وشفافية وتم نقل سلطة التشريع إلى مجلس الشورى المنتخب، إلى جانب حرص الرئيس على تنفيذ أحكام القضاء فيما يتعلق بسلطاته، مثل سحب قرار عودة مجلس الشعب ووقف الدعوة للانتخابات البرلمانية.
كذلك التزم الرئيس بكل ما توصل إليه الحوار الوطني والمشاركة المجتمعية، مثل تعديل الإعلان الدستوري وتعيين 90 من الأسماء المقترحة في مجلس الشورى.
وتم تعيين 14عضوا قبطيا في مجلس الشورى، وتفعيل المجلس الوطني للعدالة والمساواة.
وإطلاق سراح المدنيين المحكوم عليهم عسكريا بعد تشكيل لجنة حماية الحرية الشخصية.
وإلغاء الحبس الاحتياطي في قضايا النشر.
سابعاً: العدالة الانتقالية:
تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وإنشاء نيابة الثورة، وقد صدر تقريران كشفا عن بعض الأدلة التي كان يتم طمسها لإعادة محاكمات رموز الفساد.
ثامناً: العلاقات الخارجية:
خلال زيارة الرئيس مرسي للسعودية تم الاتفاق على خط ائتمان لتمويل الصادرات السعودية غير النفطية لمصر بقيمة 750 مليون دولار، وتوقيع اتفاقية بقيمة 230 مليون دولار لتمويل ثلاثة مشروعات في مجال الصوامع وتجديد أدوات الري والشرب، كما بلغت الاستثمارات السعودية خلال العام 170 مليون دولار.
وخلال زيارة الرئيس للدوحة تم الاتفاق على أن تقدم قطر مساعدات لمصر بقيمة مليار دولار ،إلى جانب ثلاثة مليارات دولار أخرى في صورة سندات، وضخ استثمارات بقيمة ثمانية مليارات دولار في قطاعات الحديد والصلب وتوليد الكهرباء والسياحة، إلى جانب تقديم ثلاث شحنات غاز هدية للشعب المصري.
وخلال زيارة السودان تم الاتفاق على زراعة مليون فدان قمح بالمشاركة مع مصر، وافتتاح الطريق البري الشرقي بين البلدين، وسرعة استكمال الطريق الغربي، وإقامة منطقة صناعية مصرية في الشمال السوداني على مساحة مليوني متر مربع.
وخلال زيارة تركيا تم الاتفاق على تقديم تركيا قرضا لمصر بقيمة مليار دولار، وتمويل مشروعات في مجال الغزل والنسيج والنقل العام بقيمة مليار دولار، وتوريد 150 سيارة لجمع القمامة.
وفي زيارة الصين تم الاتفاق على تطوير المنطقة الصناعية شمال غرب خليج السويس، وتوقيع برنامج تنفيذي للتعاون في مجال السياحة، ومنحة صينية لتمويل مشروعات البنية التحتية.
وخلال زيارة الهند تم الاتفاق على زيادة الاستثمارات الهندية وتوثيق التعاون العسكري والسياحي ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر.
وخلال زيارة إيطاليا تم الاتفاق على إنشاء منطقة صناعية إيطالية في مصر ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمبلغ 45 مليون يورو ، وإنشاء مخابز آلية جديدة بقيمة 50 مليون يورو.
وفي زيارة برلين تم الاتفاق مع الجانب الألماني على تمويل مشروعات لدعم البنية الأساسية في محافظات قنا وأسيوط وكفر الشيخ والغربية، وتنمية المناطق العشوائية في مصر والاتفاق على التعاون الصحي بين البلدين.
وتم تعزيز وتعظيم التواصل مع المصريين في الخارج، والربط بين المؤسسات الرسمية المختصة والمراكز البحثية، وتأسيس منتدى السياسة الخارجية كأول مركز فكر رسمي للدولة المصرية لدعم صنع قرارات السياسة الخارجية المصرية، وتفعيل دور مجالس رجال الأعمال المشتركة.
تاسعاً: الأمــن:
تم ضبط الأمن بصورة ملموسة ،بالرغم من تقاعس ضباط الداخلية، عن القيام بدورهم ، وإطلاق وقطعان البلطجية لنشر الفوضى ،فقد تم ضبط تهريب المواد البترولية و ضبط تهريب المخدرات إلى داخل البلاد.
عاشراً: تنمية محور قناة السويس:
تم طرح مشروع تنمية ممر قناة السويس لإقامة مجتمعات صناعية لوجستية توفر 40 ألف فرصة عمل باستثمارات 1.5 مليار دولار.
حادى عشر:إنجازات أخرى:
تم خلال العام الذي حكم فيه الرئيس مرسى ،زيادة إنتاج محصول القمح بنسبة 30% ونهاية طوابير العيش، وحل مشكلة أنابيب الغاز ، وبدء تطبيق الكروت الذكية لصرف السولار للقضاء على مهربيه، وارتفاع عائدات قناة السويس بزيادة حوالي مليار دولار في الربع الأول من العام الحالي.
فما هى معايير النجاح بالنسبة لأحمد منصور وغيره من الذين يلوكون مقولة فشل الإسلاميين صباح مساء؟!!
كل تلك النتائج تحققت، بالرغم من تعاون أجهزة الدولة العميقة بأضلاعها الثلاثة من جيش وقضاء وشرطة ومن ورائها الإعلام العكاشى الفاسد ، لإجهاض هذه التجربة.
أما عن الخلط بين تجربة الإخوان في مصر وتجربة الحركة الإسلامية في السودان ، فهذا خلط ينم عن تحامل وعدم موضوعية.
وهذا لا يختلف كثيراً عمن يقول: إن الله نزعها من مرسى لأنه علم ما فى قلبه ولو كان فى قلبه خير لظل حاكماً، أو الذي قال: لو كانت جماعة الإخوان على حق لأقاموا الخلافة، ولكن لهم 90 سنة لم يوفقهم الله فى شيء!!
إن قراءة المشهد السياسي على المستوى الدولي، والإقليمي، في المنطقة العربية، كان يجب ألا يغيب عن نظرة من يريد الإنصاف في تقييم وتقويم التجربة.أما المتحاملون وأصحاب المصالح والهوى ،فالتاريخ وحده كفيل بالرد عليهم.
أضف تعليقك