بقلم.. عز الدين الكومي
في ظل حالة الرعب والقلق التى يعيشها النظام الانقلابي، طال حكم الإعدام حتى الكتب ،فقد حدثت مهزلة عجيبة أثناء جرد مخازن مجلة “روز اليوسف”، حينما عثرالعمال أثاء الجرد على كتاب يحمل اسم” فضائح السيسي بيه “وهو كتاب ساخر للكاتب الروائي “يوسف عوف” أصدره عام 1994، ليس له أى علاقة بصنم العجوة، لكن فجأة وبدون مقدمات تكهربت الأجواء في المجلة ، وعلى الفور تم إبلاغ الجهات الأمنية، التى أمرت إعدام جميع النسخ التى كانت بالمخازن، لكن الطريف أن الكتاب، الذى تم إعدامه خارج إطار القانون،في مخازن مجلة روزاليوسف، صدر عام ١٩٩٤م ويحكي عن قصة موظف استطاع الوصول لمكانة مرموقة عن طريق المكر والدهاء، واللجوء للنفاق والسهوكة، لإخفاء قدراته المحدودة، ومما زاد من حساسية الوضع، أن الكاتب صدّر كتابه بالآية القرآنية الكريمة: “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها”.
وبعد إعدام الكتاب ،قررت السلطات الانقلابية القبض على المؤلف “يوسف عوف” لكنه كان محظوظاً، فقد توفى منذ عشرين عاماً، أى في عام 1999، والوصول إليه لايكون إلا بخروج الروح!!
ولكن بعد حرق وإعدام الكتاب ،بسبب حماقة النظام الانقلابى ،تم بعث الحياة في الكتاب من جديد ، فقد قام العديد من الناس بنشر الكتاب مصحوبا بروابط للتحميل والقراءة، وكل الناس قرأت الكتاب ،على الرغم من أن معظم الشعب المصرى لم يسمع باسم الكاتب ولا الكتاب من قبل.
أرزاق يادنيا، ناس مكتوب لها شهرة تحصل عليها، ولو بعد الموت بعشرين سنة، ورزق الأموات على المخابيل والمهابيل والبهاليل !!
وقد أهدى الكاتب كتابه:
إلى كل مرشح لرئاسة قطاع في الدولة. ويرغب في الإطلاع على نماذج من الأفعال والتصرفات التى يمكنه أن يمارسها- دون أدنى مساءلة- في قطاعه أثناء رئاسته له. إلى كل معارض لبيع عزبة القطاع العام…
إليهم جميعًا أهدى هذا الكتاب.
وأنا بدورى أتساءل كيف لوأن الكاتب “يوسف عوف” كان يعيش بيننا اليوم، ورأى بأم عينه ،فضائح السيسى بيه الحقيقية من بيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، والتنازل عن حصة مصر التاريخية من مياه النيل،وفنكوش التفريعة، لرفع الروح المعنوية للشعب.
والتهجير القسرى لأهل سيناء تمهيداً لفضيحة القرن- صفقة القرن-.
وكيف لو قرأ تقارير البنك المركزى، عن حجم الدين الداخلى والخارجى ، حيث بلغ إجمالي الدين العام الداخلي 3.414 تريليونات جنيه ، في حين ارتفع حجم الدين الخارجى إلى 93مليار دولار.
وكيف لو استمع لتصريحات وزير مالية الانقلاب وهو يقول: أن القروض وفوائد الدين تأكل من ميزانية الدولة، وأنه بعد خصم القيمة المخصصة لسداد الدين من إيرادات الدولة في الموازنة العامة والتي تبلغ 989 مليار جنيه، سيتبقى حوالي 172 مليار جنيه.
ولما سأله المذيع طب وهنعمل إيه، أجاب: هنستلف تاني.
نستلف تانى وتالت إيه المشكلة يعنى!!
وكيف لورأى قائد الانقلاب وهو يمنح روسيا 2 مليون متر مربع ، من أرض الشعب شرق بورسعيد.
و منح السعودية ألف كيلومتر مربع من الأراضي في جنوب سيناء،-على البيعة- في صفقة تيران وصنافير، لتكون ضمن مشروع مدينة “نيوم” السعودية.
أواستحواذ شركة “أبراج كابيتول” الإماراتية على 12 مستشفى خاص بمصر،منها كليوباترا والقاهرة التخصصي ، بجانب معامل التحاليل الطبية الأهم، في البلاد البرج والمختبر.
أه لولوسمع تصريحات “الفريق مميش” وهو يتحدث عن وجود شراكة وصفقة جديدة، بين قناة السويس وشركة موانئ دبي الإماراتية، تحصل بموجبها القناة على 51% منها وموانئ دبي على 49%، لأنه الرئيس مرسى باع قناة السويس لقطر.
وكيف لو سمع الكاتب أن دولة الضباط ،تخلت عن مهامها التى كفلها لها الدستور، وهى حماية الحدود والثغور،وتفرغت -للبزنس- والاستثمار في كل القطاعات، حتى بلغت سيطرة القوات المسلحة على الاقتصاد بنسبة تصل من 45% و60%، وفقاً لمنظمة الشفافية الدولية، وبعيداً عن أى رقابة برلمانية أوشعبية أو محاسبية.
ولايدفعون ضرائب ولاجمارك ولا أى نوع من الرسوم على المواد الخام التي يستوردونها، ويحصلون على تسهيلات ائتمانية، وتوفيرات العملة الصعبة من البنوك.
وكيف لو رأى الكاتب جيش الكفتة، وجلاوزة الشرطة يؤسسون شركات حراسة خاصة،لخصخصة الخدمات الأمنية بالمخالفة للدستور والقانون.
وكيف لو رأى خير بياعين الأرض فى جيش الكفتة يبيعون المنتجات الغذائية من خلال سيارات العسكر في الشوارع بحجة ضبط الأسعار.
وكيف لو رأى جيشاً يمتلك شعباً طحنه الجوع والفقر ،و يُجبر المجندين من أبنائه على أعمال السخرة ، خلال فترة تجنيدهم .
وكيف لوشاهد الكاتب المذابح والمجازر التى ارتكبها العسكر بحق الشعب، وألاف المعتقلين والمختفين قسريا والقتل خارج إطار القانون ، وتشييد عشرات السجون والمعتقلات ،في الوقت الذى لم تشيد فيه مدرسة ولامستشفى،وأحكام الإعدام التى توزع على الشعب بالجملة والقطاعى.
وكيف لو رأى تراجع القطاع السياحى لتدهور الحالة الأمنية
و حديث الإعلام الانقلابى ليل نهارعن الإرهاب والكباب، مما تسبب فى تسريح نحو 720 ألف عامل.
كيف لورأى الكاتب ونحن في الألفية الثالثة،،وتلاميذ المدارس يجلسون على الأرض.
ترى ماذا كان سيكتب الكاتب عن فضائح عصابة على بابا والأربعين حرامى- وفضائح السيسى بيه؟!!
أضف تعليقك