قدّم المحقق الخاص روبرت مولر تقريره النهائي، مساء الجمعة، من دون أن يُكشف عن مضمونه، بعد 22 شهراً من التحقيقات حول التدخّل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، والتي أرّقت الرئيس دونالد ترامب والمقربين منه.
ويُتوقع أن تبدأ معركة جديدة محورها هل سيُنشر تقرير مولر كاملاً أم أجزاء منه، ومن سيكون لديه الإذن للاطلاع عليه قبل نشره.
ولم يتوانَ ترامب منذ إطلاق التحقيقات في 2017، عن مهاجمتها هي والمحقق مولر، واصفاً إياها بـ"مطاردة الساحرات".
ولم يُعرف حتى الآن ما إذا كان التقرير يتضمّن تبرئة ساحة الرئيس الأميركي أم إدانته هو أو أحد أفراد عائلته أو مستشارين سابقين له بالتواطؤ مع روسيا أو إعاقة العدالة، وهما المحوران الرئيسيان للتحقيق، مع ذلك يُتوقع أن تكون لخلاصات التقرير وبغض النظر عن طبيعتها، تأثيرات بالغة على الساحة السياسية الأميركية، لاسيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ورئيس الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، في بيان مشترك، إنه "من الملزم للمدعي العام بيل بار أن ينشر التقرير كاملاً، وكذلك أن يقدّم الوثائق المتعلقة به والنتائج التي توصل إليها إلى الكونجرس".
وأضاف البيان أنه يجب على بار ألا "يعطي الرئيس ترامب أو محاميه أو موظفيه الحق بأي معاينة سريعة للنتائج والأدلة التي توصل إليها المحقق الخاص مولر، ويجب ألا يُسمح أيضاً للبيت الأبيض بالتدخّل في القرارات حول الأجزاء التي يجب نشرها".
في المقابل، رحب البيت الأبيض بتقديم التقرير الذي طال انتظاره. وقالت المتحدثة باسمه سارة ساندرز إن "الخطوات التالية تعود إلى المدعي العام بار، ونحن نتطلع إلى أن تأخذ العملية مجراها.
وهناك معلومة رئيسية واحدة أكدتها بالفعل وزارة العدل، وهي أن مولر لا يوصي بتوجيه اتهامات أخرى. وخلال التحقيق الذي أجراه، وجّه مولر اتهامات إلى ما يزيد عن ثلاثين من الأفراد والكيانات، بما في ذلك 25 من الروس وستة من مساعدي ترامب السابقين. لكن الأخبار التي تفيد بعدم التخطيط لتوجيه مزيد من الاتهامات تعني أن شخصيات قريبة من الرئيس، بما في ذلك ابنه دونالد ترامب جونيور، وصهره جاريد كوشنر، يمكن أن يرتاحا.
هذا الأمر استغله سريعاً فريق ترامب، وقال محاميه رودي جولياني، إنه "واثق من عدم وجود تواطؤ من قبل الرئيس" وإن ترامب لم يرتكب أي "خطأ". كما اعتبر النائب الجمهوري ستيف سكاليز، في بيان أن "التقارير التي تفيد بعدم وجود لوائح اتهام جديدة تؤكد ما عرفناه طوال الوقت: لم يكن هناك أي تواطؤ مع روسيا".
وعلى الرغم من أن تحقيق مولر حظي بالعديد من الإشادات، غير أن المحقق الخاص لم يستطع الاستماع لشهادة الشخص الأساسي، وهو ترامب. وبعد التفاوض لعدة أشهر، وافق محامو الرئيس على تقديم إجابات مكتوبة على أسئلة المحقق الخاص. وفي النهاية، لم يقم مولر باستدعاء ترامب، وهو ما كان يمكن أن يؤدي إلى معركة في المحكمة العليا.
وكشفت رسالة المدعي العام بار إلى الكونغرس الجمعة، أن رؤساء مولر لم يرفضوا أبداً أي خطوة تحقيق أراد أن يتخذها، مما يعني أن المحقق الخاص لم يطلب رسمياً إذناً لاستدعاء الرئيس. ولكن وراء الكواليس، استمر مولر وفريقه في التمسك بالتهديد لاستدعاء ترامب حتى ديسمبر ، وأصروا على ضرورة إجراء مقابلة مع ترامب لاستكمال عملهم.
وكان ترامب وبعد فترة وجيزة من إعلان ترشيحه للرئاسة في يونيو 2015، أشاد مراراً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كقائد قوي. وحتى بعد توليه منصبه، كان ترامب متردداً في إدانة تصرفات روسيا.
أضف تعليقك