أكد أهالي المعتقلين بعنبر 2، وزنازين العزل بعنبر 4 بسجن العقرب أن البرد القارس يوشك أن يقضي على ذويهم داخل الزنازين.
جاء ذلك في تقرير لمنظمة العفو الدولية عن الحبس الانفرادي بسجون الانقلاب؛ حيث يحتجز عشرات الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وقيادات جماعة الإخوان المسلمين بالحبس الانفرادي، في ظل ظروف مروِّعة تقتل كل معاني الإنسانية، وفق وصف المنظمة.
وبين التقرير أن الحبس الانفرادي المطوَّل يُستخدم لإجبار السجناء للإدلاء باعترافات، أو معاقبتهم لاعتراضهم على المعاملة السيئة من مسئولي السجون، وفي بعض الحالات يستمر الحبس الانفرادي لعدة سنوات، وهو الأمر الذي يُعد نوع من التعذيب، حيث يجبر المعتقلين على البقاء في ظروف مروِّعة بالزنازين.
وأوضحت شهادة المعتقل السابق سعيد عبد الله، أنه دخل سجن العقرب بشهر مارس 2014، واستمر محبوسا في زنازين الدواعي الأمنية بعنبر 4 المخصص للمحكوم عليهم بالإعدام، وهي زنازين انفرادية مساحتها 2 متر × 3 متر، وليس بها سوى حنفية مياه، أما دورة المياه فهي جزء من الزنزانة، رغم أنه كان رهن الحبس الاحتياطي، ولم يكن محكوما عليه.
وأضاف عبد الله أن الزنزانة مدهونة باللون الأسود كجزء من العقاب الاستباقي، وللضغط على أعصاب المعتقل، ورغم أن العرف بالسجن أن يظل المعتقل الجديد في هذه الزنزانة لمدة 40 يوما كحد أقصى، إلا أنه ظل بها لمدة 9 أشهر كاملة، قبل أن يتم نقله لعنبر آخر، بعد زيادة أعداد المحكوم عليهم بالإعدام من معارضي السيسي.
ونوه عبد الله إلى أن الزنزانة ليس بها أي شيء من مقومات الحياة، كما أن الطعام الذي يقدم لعنابر التأديب والدواعي هو نصف كمية الطعام الذي يقدم لباقي المساجين، وهو عبارة عن رغيف ونصف من الخبز باليوم، و50 جراما من الفول بالإفطار ومثلهم أرز في الغذاء، أما مياه الشرب فهي مخلوطة دائما بمياه الصرف الصحي.
وعن الوضع بعيدا عن زنازين الدواعي، ذكر المعتقل السابق أن سجن العقرب به 4 عنابر منها عنبر كامل يسع لـ80 زنزانة كلهم حبس انفرادي، وهو العنبر الخاص بقيادات الإخوان المسلمين وبعض قيادات الجماعات الإسلامية الأخرى التي تثير القلق داخل السجن، موضحا أن الوضع في هذه الزنازين أفضل من الدواعي لكونها باللون الأبيض وليس الأسود، ولكنها أقرب لثلاجة الموتى في فصل الشتاء، حيث تنخفض درجة الحرارة فيها عن 3 درجات مئوية.
وفي عنبر الانفرادي بسجن أبو زعبل، روي الداعية الأزهري عبد الرحمن العقبي شهادته موضحا أنه سجن بالانفرادي لعدة أشهر، نتيجة مشادة حدثت بينه وبين أحد ضابط السجن.
ولفت العقبي أن إدارة السجن قامت بحلق شعره "زيرو"، كما جردوه من ملابسه الداخلية، وابقوا على ملابس السجن الخفيفة فقط، وجردوه من نظارته الطبية، وأدوية الضغط التي يتناولها طبقا لتوصية طبيب السجن، وحرموه من الزيارة والتواصل مع أي مخلوق طوال وجوده بالانفرادي، كما منعوه من رؤية الشمس لمدة 6 أشهر متصلة.
وأوضح العقبي أنه في بداية حبسه انفراديا، كان يتعرض لحفلتي تأديب، الأولى قبل الظهر والثانية بعد العشاء، حيث يقوم مجموعة من مخبري السجن بفتح الزنزانة عليه وتعصيب عينيه، وتجريده من ملابسه، ويقومون بضربه والتحرش به بشكل مهين، بالإضافة للشتائم والألفاظ الخارجة، والتهديد باغتصابه، إلا أن أصعب الأوقات التي مر بها كانت في أثناء التحقيق معه من ضابط الأمن الوطني بالسجن.
وعلى حد وصف العقبي، فإنه لم يكن تحقيقا على الإطلاق، وإنما اختبارا للموت، وهل يمكن لميت أن يعود للحياة مرة أخرى، حيث كان يتم صعقه بالكهرباء بأعضائه التناسلية، وإغراقه في برميل مياه، وعندما يفقد الوعي كان يتم إفاقته بأساليب قذرة، لم يكن يتخيل أن يتعرض لها إنسان على وجه الأرض، وعندما قال للضابط إنه سوف يشتكيه، قال له بكل غرور: "حتى لو نزل هنا ربنا ميهمنيش".
وأشار العقبي إلى أنه حاول التقدم ببلاغ للنائب العام أو للمجلس القومي لحقوق الإنسان بعد خروجه من السجن، لكنهم في المجلس القومي رفضوا مقابلته، كما أن أقاربه نصحوه بعدم الذهاب للنيابة؛ حتى لا يتم اعتقاله مرة أخرى.
أضف تعليقك