يدور نقاش في موقع "تويتر" في فرنسا حول رفض الباحث الفرنسي فرانسوا إيريتون تلبية دعوة إيمانويل ماكرون للقائه في قصر الإليزيه، اليوم الثلاثاء 8 يناير في أفق الإعداد لزيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر، نهاية هذا الشهر.
ونشر الباحث الفرنسي المرموق وعالم الاجتماع والخبير في الشئون المصرية رده على دعوة الرئيس ماكرون في "فيسبوك"، وأعادت الصحفية الفرنسية نصيرة المقدم، نشر هذا الجواب الذي يتضمن شروطا لن يستطيع الرئيس ماكرون تلبيتها، خصوصا إذا اعتبرنا أن النظام المصري هو الذي اشترى من فرنسا أسلحة فرنسية لم تستطع فرنسا تسويقها من قبل، كطائرات رافال وسفنا حربية.
والشروط، كما تضمنتها رسالته إلى الإليزيه: أن تتوقف فرنسا عن دعم النظام المصري الأكثر استبدادية في تاريخ مصر منذ 5000 سنة، وتتوقف عن بيع الأسلحة له، بوفرة، بدعوى أنه يشكل "درعا ضد الإرهاب"، في الوقت الذي يوجد فيه "إرهاب دولة" في مصر.
كما تضمنت الشروط أن يحتج الرئيس الفرنسي لدى الدكتاتور ضد انتهاكات الحقوق البشرية والقمع الذي يطاول كل الجهات، وضد ضخامة عدد السجناء السياسيين، والأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب أو التصفية.
وأضاف أن الوضع السوسيو - اقتصادي في مصر مرعب، فأكثر من 40 في المائة من السكان تحت عتبة الفقر (أكثر من 80 في المائة في المناطق القروية في جنوب مصر)، و"هوة التفاوتات" أصبحت سحيقة. ووضع النظام ميئوس منه، وليست لديه أي وسيلة جدية من أجل "إقلاع اقتصادي"، مضيفا أن النظام ينتمي إلى الليبرالية الجديدة المنفلتة، تحت رعاية جيش قوي يتحكم في الاقتصاد ويبتزّ البلد، والكل في سياق فساد مُعمَّم.
وقد حظيت تغريدة الصحفية نصيرة، وهي من أصول مغربية، وكانت تدير إلى وقت قريب موقع "بوندي - بلوج"، بتفاعل كبير، وتعليقات كشفت الوضع السياسي والاجتماعي المتدهور في هذا مصر، خصوصا منذ وصول عبدالفتاح السيسي إلى السلطة، بعد انقلابه على الشرعية الديمقراطية التي أرستها الثورة المصرية.
يذكر أن الباحث الفرنسي فرانسوا إيريتون عاش في مصر 15 سنة، وله مؤلفات منها: "ديناميات الفقر في شمال أفريقيا والشرق الأوسط"، و"مصر في الوقت الحاضر، جرد لمجتمع قبل الثورة".
أضف تعليقك