بقلم عز الدين الكومي
فى إحدى محافظات الصعيد، يطلقون على العدس اسم “برجميك” وقد دخل يوما أحد البسطاء القرويين أحد مطاعم المدينة، وسأل عامل المطعم ماذا عندك؟ فأجابه العامل عندنا كذا وكذا، و”برجميك” فقال له أريد واحد برجميك، وإلى أن جاءه العامل بالطلب، ظل القروى مستغرقاً فى التفكير يا ترى ماهو هذا البرجميك؟ وهل يؤكل أويشرب ، إلى أن أتاه العامل بطق من العدس الساخنن وقدمه له، قائلاً له تفضل هذا هو “البرجميك”، فتفاجأ الرجل أن “البرجميك” ما هو إلا العدس، فنادى على عامل المطعم وقال له أقسم بالله أن هذا عدس، وقال عامل المطعم أقسم بالله أن هذا “برجميك” ، فقال القروى البسيط وهو ينظر إلى طبق العدس ،عجايب يا زمن، اسيبك فى البيت عدس أجى هنا ألقيك برجميك!!
نفس الشيئ قائد الانقلاب ،وهو يفتتح أحد مشروعات جمهورية العسكر، وعد المصريين رعايا جيش الكفتة والمكرونة، بأكل “الأورجانيك” وأروجينك محلى من إنتاج ليس مستورد، وقال :أحنا كنا دايما يقولك فى السوبر ماركت، دا أورجنيك والمصريين مبياكلوش أورجانيك ولا إيه… يعنى إللى معاه فلوس ياكل أورجانيكن والمصريين الباقىين مايكلوش أورجنيك، لا إن شاء الله كله هيبقى كدة، بس انتم اجروا معانا ونجرى مع بعض، عشان اللى تحقق النهاردة بكل تواضع أمر يسعد ويشرف، وبالمرة نغنى أغنية عبدالوهاب “أجرى أجرى ودينى قوام وصلنى وصلنى قوام وصلنى …..
والطريف أن مشروع الصوب الزراعية فى مدينة العاشر من رمضان ، الذى أنشأته دولة الجيش لرعايها المصريين ، جعل قائد الانقلاب يقول: أن المؤسسة العسكرية تدير هذه المشروعات ، ولكن العاملين فيها مصريين .
يعنى من جمهورية مصر الشقيقة، لأنه جيش مصرالوحيد الذى له شعب لازم ياكل أورجنيك ومايكونش له كرش، ويبص على نفسه وهو ماشى حسب التعليمات !!
وقد دشن قائد الانقلاب مشروع الانتقال من جمهورية الموز إلى جمهورية البلح، فقرر زراعة أربعين ألف فدان نخل، وسيتم غرس 2,5 مليون نخلة أورجنيك طبعاً لازم كل المصريين يكونوا كدة، مش ناس أورجنيك ، وناس مش أورجنيك !!
والأورجنيك دة معناه أنه المصريين هياكلوا منتجات جمهورية العسكر ، التى يتم ريها بمياه الصرف الصحى ، هو دة الأورجنيك ولا بلاش!!
والعجيب أن الصوب التى يتحدث عنها الجنرال كما يقول خبراء الزراعة، لايمكن بأى حال من الأحوال أن تنتج طعام صحى ، بدون مواد كيماوية ، وأسمدة كيماوية، أومبيدات حشرية وغير ذلك، لأن انتاجيتها عالية التكلفة، وستبقى حكراً على الأغنياء ، من أصحاب الحظوة من ضباط العسكر والشرطة والقضاء والمشخاصتية وأرجوزات الفضائيات العكاشية ، ولاعبى الكرة!!
وقد انفعل الانقلاب ، على أحد جنرلات العسكر، وهو “اللواء محمد عبدالحى”رئيس إدارة الشركة الوطنية للزراعات المحمية، قائلاً له أنت تأخرت 10 شهور، احنا بنحاول نشغل شركاتنا الوطنية”العسكرية” كلها فى المشروع، لكن محتاجين أن تكون الشركات متيقنة أنها تشارك فى حاجة كبيرة!!
لازم الشركات الوطنية التى نطلب منها أن تساهم معنا بالعمل وتنهيه طبقاً للتوقيت المخطط والمتفق عليه.
ليرد الجنرال بأن الإنتهاء من المشروع سيكون بعد شهر واحد فيما سيتم استكمال المشروع برمته بعد شهرين!!
وماذا يفيد الأوراجنيك ، أو حتى البرجميك ، الذى صار طعام الأغنياء فى ظل دولة العسكر الشقيقة كما قال القائل:
الملايين على الجوع تنام،
وعلى الخوف تنام،
وعلى الصمت تنام،
والملايين التى تصرف من جيوب النيام،
تتهاوى فوقهم سيل بنادق، ومشانق
،وقرارات اتهام.
الشعب يريد البرجميك !!
أضف تعليقك