قال سامي أبو زهري، القيادي في حركة "حماس": إن الخطة الأمريكية للتسوية بالشرق الأوسط، المعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، تسعى لتحقيق هدفين، الأول تطبيع علاقات الصهاينة مع الدول العربية، والثاني "تصفية القضية الفلسطينية".
ورأى أبو زهري، في تصريحات، أبرزتها "الأناضول"، اليوم السبت أن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني تسعيان من خلال هذه الخطة، إلى دفع الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع الصهاينة وجعلها كيانا شرعيا وأساسيا في المنطقة.
وأضاف موضحًا: "خطة صفقة القرن، إقليمية، أكثر من كونها خاصة بالقضية الفلسطينية، الاحتلال الصهيوني وأمريكا يريدان تطبيع علاقات الاحتلال مع دول المنطقة، وجعله طرفا طبيعيا ومقبولا، في مواجهة أطراف أخرى كإيران".
وتابع: "العدو الحقيقي لدينا هو إسرائيل، ومن هنا، نرفض صفقة القرن من خلال هذه (الاصطفافات) التي تجعل الاحتلال طرفا أساسيا بالمنطقة".
واعتبر أبو زهري أن صفقة القرن تهدف أيضًا، إلى تصفية القضية الفلسطينية، "بشكل نهائي، من خلال إسقاط ملفات القدس واللاجئين"، مشيرًا أن جوهر الخطة الأمريكية يتمثل في حصر الدولة الفلسطينية في قطاع غزة، وتبديد حقوق الشعب في الضفة الغربية.
وأضاف: "نحن أصحاب قضية، وهي التحرر من الاحتلال، وليس إقامة دولة في غزة أو غيرها في هذه المرحلة، حينما نحرر فلسطين نختار كيف نقيم دولة".
و"صفقة القرن" هو اسم إعلامي لخطة سلام تعمل عليها إدارة الرئيس دونالد ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، بما فيها وضع القدس واللاجئين.
وحذرت واشنطن، الثلاثاء، من مغبة رفض الفلسطينيين والدول العربية والمجتمع الدولي، لخطة السلام الأمريكية التي تعتزم إدارة ترامب طرحها قريبًا على الأطراف المعنية.
وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، إنه في حال رفض خطة السلام "فسنعود إلى الوضع القائم منذ 50 سنة (في إشارة للوضع القائم منذ حرب 1967) بينما ستواصل إسرائيل نموها (..) أما الفلسطينيون فهم بحاجة ماسة إلى مثل هذه الخطة".
وشدّد القيادي في حماس، على رفض حركته التام لأي خطوات تطبيعية بين الاحتلال الصهيوني وأي دولة عربية أو إسلامية، لكنه قلل في ذات الوقت من أهمية تصريحات رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، المتكررة، حول حدوث اختراق في علاقات تل أبيب مع الدول العربية.
وقال أبو زهري إن نتنياهو "يحاول التصوير بأن الدول العربية خاضعة له وأنه سيد المنطقة"، معتبرًا أنه "يحاول التغطية على أزماته الداخلية من خلال الإعلان عن انتصارات وهمية".
لكنه أضاف مستدركًا: "نعم، هو نجح في اختراقات سياسية في بعض العلاقات مع بعض الأطراف، لكنها محدودة وليس كما يحاول تصويرها".
وأكمل: "في كل الأحوال، نرفض أي تطبيع مع الاحتلال، ونرفض استقباله في أي ساحة عربية أو إسلامية، ونعتبر أي استقبال لوزراء الاحتلال جريمة بحق القضية الفلسطينية".
ودأب نتنياهو خلال الفترة الماضية على التأكيد بحدوث اختراقات كبيرة على صعيد عملية التطبيع بين تل أبيب والعالم العربي.
أضف تعليقك