• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

متى نصر الله وقد استشهد منا أكثر من 5 آلاف شهيد وأكثر من 10 آلاف معتقل وأكثر من 20 ألف مصاب؟ هكذا ينتاب الكثير من أصحاب الحق والمدافعين عنه والمؤمنين به والباذلين دماءهم وأرواحهم في سبيله هذا السؤال المشروع وغيره من الأسئلة: هل تأخر النصر؟ ولماذا؟ وما الأسباب؟ ومتى نصر الله؟ ولم كل هذه الدماء والتضحيات ولم يأت النصر بعد؟ وغيرها من التساؤلات المشروعة، وكل ذلك يحتاج منا أن نقف وقفات تربوية مع بعض آيات سورة الأحزاب نقرأها قراءة تربوية متأنية لندرك من خلالها أن نصر الله قادم وربما قائم فعلاً، وأن النصر له قواعد وقوانين وسنن إلهية لا بد من توافرها وتحققها، تمثلها هذه النقاط العشر:

 

1 - نصر الله قريب وقادم وقائم وله جنود لا يعلمها إلا الله، ولا يعلم أحد متى تتنزل ولا كيف إلا هو وقد تكون هذه الجنود خفية لا يعلمها إلا هو ولا تخطر ببال أحد بل قد تكون هذه الجنود في صفوف أعدائنا، فينقلها الله ويعطف قلبها علينا لتكيد لأعدائنا، وقد تكون هذه الجنود من الجمادات، ولكننا لا نرى النصر ولا جنوده لحكمة يريدها الله: "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا".

 

2  - نصر الله قريب وقادم وقائم حين نقدم أقصى ما لدينا من جهد وتضحيات: نعم قدمنا آلاف الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين وآلاف المعتقلين وبذلنا الوقت والجهد والمال والولد والنفس والحياة فيأتينا الرد الإلهي "وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا" فهو معنا يرى مكاننا ويعلم حالنا .

 

3  - نصر الله قريب وقادم وقائم حين تشتد المحنة وحين تزداد شراسة الباطل وتتجمع كل قوى الشر على أهل الحق من كل صوب وحدب وتحيط مؤامرتهم بنا من كل مكان، وحين تتجمع علينا الصهيونية العالمية والصليبية الحاقدة وعملاؤهم بعالمنا العربي "إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ" فهي بشرى نصر الله القريب .

 

4  - نصر الله قريب وقادم وقائم حين يتحقق الامتحان الإلهي ويصل المؤمنون إلى مرحلة الزلزلة وتبلغ المعاناة بالمؤمنين شدتها ويزداد البلاء نزولاً بهم وتضيق الأنفس وتنخلع القلوب وتبلغ الحلقوم وهي أقصى محنة تواجههم قبل نزول النصر "وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا" حينئذ يتنزل النصر .

 

5 - نصر الله قريب وقادم وقائم حين تتمايز الصفوف ويظهر مرضى القلوب والمنافقون على طبيعتهم وينكشف أمرهم لكل من خُدع بهم "وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا".

 

6   - نصر الله قريب وقادم وقائم حين تتساقط كل أوراق التوت ويظهر أدعياء الحق ويفتضح أمرهم وينكشف خذلانهم للحق وأهله في وقت المحنة وفرارهم من مواجهة الباطل "يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا".

 

7   - نصر الله قريب وقادم وقائم حين ينكشف المثبطون والمتخاذلون عن نصرة الحق ويظهر سوء سريرتهم ونقضهم للعهود، وحين يطهر الصف المسلم من الخبث وينقى من الشوائب وحين تتساقط الأقنعة عمن دلسوا علينا وخدعونا باسم الدين، وهاهم يقولون لنا لن يرجع مرسي ولا فائدة من التظاهر ولا يجب الخروج على الحاكم "قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً". وبالتالي تختفي من حياتنا المنطقة الرمادية فيتحقق النصر.

 

8   - نصر الله قريب وقادم وقائم حين نكون على خطى الحبيب في نصرة الحق وحين يكون الإتباع للرسول والاقتداء به كاملاً في منهج حياتنا "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا".

 

9- نصر الله قريب وقادم وقائم حين تقوى صلتنا بالله عز وجل وحين لا يخاف العبد غير ربه فإنه كافٍ أمره، وتصبح الثقة في الله يقينًا لدى المؤمنين وحين نستبشر خيرًا بما نرى من وقائع اليوم ولو كانت مؤلمة وندرك أنها بشرى نصر الله القريب "وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا".

 

10- نصر الله قريب وقادم وقائم حين يفي المؤمنون بعهدهم مع الله ويقدم الرجال دماءهم رخيصة لله ويثبت الباقون من خلفهم ويحافظون على العهد ويواصلون الطريق مهما كانت التضحيات "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً".

مسك الختام: نصر الله قريب جدًّا، فلا يجب أن يقع الصف المسلم فريسة لإحباط الأخبار السيئة المنتشرة هنا وهناك ولا أن يتركوا الشعب يقع فريسة لها، وكلما تأزم الموقف واشتدت المحنة يلزم منا مضاعفة الجهد والبذل والثبات والتضرع لله وليس اليأس، وللنصر وقت محدد يعلمه الله وحده لا يتأخر ولا يتقدم، والنصر يأتي بطريقة إلهية وترتيب رباني، حتى يعلم الجميع، ويوقنوا أن النصر من عند الله، والنصر له جنود لا يعلمها إلا الله، ولحظة النصر قد تأتي بدون مقدمات بل ربما نكون نعيشه ولا ندركه، وأن نصر الله يأتي بعد استنفادنا كل الوسع وبذلنا كل التضحيات واستيئاسنا من بوادر النصر، وإن الله عز وجل يهيئ هذه الأمة لأمر عظيم يتطلب منا عظيم التضحيات وآلاف الشهداء وليفضح الله كل المنافقين وينقي الصف من الشوائب، وتصبح المعركة علنية واضحة بين الحق والباطل ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة، فأبشروا بنصر الله القريب واثبتوا على الحق وإنما النصر صبر ساعة "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا"، والله أكبر ولله الحمد.

أضف تعليقك