• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: محمد عبد القدوس

ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، بدأ قبل أيام أول جولة خارجية له بعد مقتل المعارض السعودي “جمال خاشقجي” في قنصلية بلاده في تركيا، وتشير دلائل عدة إلى أن الأمير السعودي هو الذي أعطى الأوامر بتصفيته. وشتان الفارق بين جولة “بن سلمان” بعدما أصبح وليًا للعهد، وجولته الحالية من حيث حفاوة الاستقبال: في المرة الأولى عندما زار أوروبا وأمريكا كان يُنظر إليه على أنه محرر السعودية من الجمود والتخلف، خاصة بعد السماح للمرأة بقيادة السيارة، ولذلك لقي استقبالًا حافلًا، وساعدت الأموال السعودية في تلميع صورته!.

وبدأت الشكوك تحوم حوله بعد حملة اعتقالات للمعارضة هناك، وكان بينهم عدد من النساء، ثم تحول الشك إلى يقين بمقتل المعارض السعودي البارز.

وجولته الحالية تشمل عددًا من الدول الحليفة لبلاده مثل مصر والإمارات. وفي بلادي أعربت العديد من المنظمات الحقوقية والأحزاب وأصحاب الأقلام عن رفضهم للزيارة، وهو لا يجرؤ حاليًا على زيارة أوروبا وأمريكا، فهو غير مرحب به على الإطلاق، وما زال مترددًا في زيارة الأرجنتين لحضور قمة أغنى عشرين دولة في العالم، ومن بينها السعودية، فهو يخاف من إحراجه هناك وسؤاله عن الجريمة التي وقعت ودوره فيها.

ومن حقك أن تسألني: ولماذا هذه الضجة حول مقتل خاشقجي وهناك العديد من المعارضين يلقون حتفهم في مختلف الدول العربية وكأنه شيء عادي لا يلفت انتباه أحد؟ والإجابة أن ذلك يرجع إلى سببين والله أعلم: فالجريمة وقعت في بلد غير بلده، ومن الطبيعي أن يغضب أصحاب تلك الدولة، وهي تركيا، على ما حدث في أراضيها، حتى ولو كانت قد وقعت داخل القنصلية السعودية، وكان الأمر سيظل محدودًا لولا العامل الثاني والأهم، ويتمثل في أن القتيل كان على علاقة واسعة بأصحاب القرار وأجهزة الإعلام في أمريكا، ويكتب في “الواشنطن بوست”، أهم صحيفة أمريكية، والتي ثارت ثائرتها لمقتل كاتبها، وهكذا دخلت أمريكا على الخط وتحولت إلى أزمة دولية هي الأسوأ التي مرت على السعودية منذ عقود، وأحدثت شرخًا في العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة، واضطرت معها إلى عزل العديد من المقربين لولي عهد السعودية من مناصبهم، وتقديم بعضهم إلى المحاكمة.. ولكن هل هذا يكفي؟.

وأخيرا فإن تلك المصيبة نزلت بردًا وسلامًا على عدد من الأمراء وكبار الأثرياء في السعودية، الذين اعتقلهم محمد بن سلمان بتهمة أنهم مفسدون في الأرض!.

وفي رأيي أن الاتهام بالقتل وإصدار أوامر بتصفية المعارضين أشد بشاعة من الفساد. أليس كذلك؟.

أضف تعليقك