ولد أحمد نصر جرار عام 1994، وترجع أصوله لواد برقين غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية. وهو نجل الشهيد القائد في حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) نصر جرار، الذي استشهد عام 2002 بعد مطاردات مكثفة ومحاولات فاشلة لاغتياله.
تلقى جرار تعليما أساسيا وثانويا، وحصل على شهادة جامعية في إدارة المستشفيات، ليعيش جرار كأي شاب فلسطيني يكابد مرارة الاحتلال ويعاني ويلاته، وعلى المستوى الشخصي عاش الشاب يتيما بعد أن قتل الاحتلال والده نصر جرار -أحد أبرز قادة كتائب عز الدين القسام وأحد مهندسي عمليات المقاومة وتصنيع العبوات الناسفة- منشغلا بالتجارة والبيع والشراء بعيدا عن المظاهر الاستعراضية، متخفيا عن الأنظار وأضواء الكاميرات.
ولم يعرف عن جرار أي نشاط أو اهتمام خارج عمله التجاري قبل العملية التي اتهمه الاحتلال الصهيوني بتنفيذها، والتي أدت في التاسع من يناير 2018 إلى قتل المستوطن أزرائيل شيفح قرب البؤرة الاستيطانية "حفات جلعاد"، وحتى بعد تنفيذ هذه العملية عاد جرار إلى مزاولة أعماله التجارية بشكل اعتيادي وبكل هدوء أعصاب، إلى أن قامت وحدات من القوات الصهيونية بمحاصرة واقتحام منزله في 18 يناير 2018.
وأكدت والدته لوسائل إعلام فلسطينية، أنها لم تكن تعلم أن ابنها مطارد أو مستهدف، ولم تشعر حتى بوجود أي نشاط سياسي أو عسكري له قبل محاصرة واقتحام منزلها، أما هو فقد تمكن من مغادرة المنزل قبل وقت يسير من وصول قوات الاحتلال، واختفى أسابيع، كثفت فيها قوات الاحتلال مطاردته والبحث عنه دون جدوى.
وأثناء أكثر من ثلاثة أسابيع اجتاحت قوات الاحتلال قرى عدة، واقتحمت أكثر من مرة وفي يوم واحد القرية الوادعة وادي بورقين، مسقط رأس أحمد جرار، واعتقلت أقارب له وشبانا آخرين على أمل الحصول على أي معلومة تؤدي إلى الوصول إليه.
وفي السادس من فبراير تمكنت قوات صهيونية من اغتيال الشهيد جرار خلال مواجهة معها في قرية اليامون بقضاء جنين بعد مطاردة استمرت نحو شهر. بعد أن سخّرت المخابرات الصهيونية خلال الأيام التي سبقت اغتياله إمكانيات كبيرة للوصول إلى جرار.
وحاصرت قوات الاختلال مبنى بقرية اليامون بأعداد كبيرة. وحسب رواية جيش الاحتلال -الذي تقدم بقوات خاصة معززة بالمروحيات والكوماندوز- فإنه تمكن من قتل أحمد جرار بعد اشتباك معه في مبنى مهجور في القرية.
وأضاف جيش الاحتلال في بيان له أن جرار خرج من المنزل وهو يحمل بندقية من نوع "أم 16" وقنابل يدوية ليسقط شهيدا بعد أن أطلق الجنود الصهاينة وابلا من النار تجاهه.
وقال وزير الحرب الصهيونب آنذاك أفيجدور ليبرمان: "لقد أغلقنا الحساب مع أحمد جرار وسرعان ما سنصل إلى قاتل ابن غال".
واحتفى عدد من الوزراء والمسئولين الصهاينة بمقتل الشهيد جرار، بينما وصفته إحدى الصحف العبرية بصاحب أطول عملية مطاردة حدثت في الضفة الغربية منذ سنوات.
كما تحول جرار إلى "بطل" ونموذج للشاب المقاوم، وأطلق عليه البعض أوصافا منها "شبح جنين" و"أرطغرل فلسطين" وغيرها من الأوصاف والألقاب التي تعبر عن الاعتزاز والإكبار لابن جنين الذي أعاد سيرة والده مقاومة واستشهادا.
أضف تعليقك