يعتبر السلطان عبد الحميد الثاني هو ثاني الخلفاء العثمانيين بعد المائة، والسلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، والسادس بعد الثلاثين من سلاطين آل عثمان، الذين هم أهل الخلافة والسلطنة.
آخر من امتلك سلطة فعلية من سلاطين الدولة العثمانية هو السلطان عبد الحميد خان ابن السلطان عبد المجيد الأول، وتم إطلاق بعض الألقاب في عصره، مثل السلطان المظلوم، الغازي، الخاقان الكبير، خادم المسلمين، السلطان الأحمر.
اعتلى السلطان عبد الحميد الثاني عرش السلطنة بعد عزل أخيه السلطان مراد الخامس بعد أن أصابه الجنون، شهدت فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني عدة أحداث مهمة مثل مد خط حديد الحجاز الذي ربط دمشق بالمدينة المنورة، وسكة حديد بغداد وسكة حديد الروملي، كما فقدت الدولة أجزاءً من أراضيها في البلقان خلال حكمه.
وُلد السلطان عبد الحميد في مدينة إسطنبول في "قصر جاراخان". تعلّم اللغة العربية والفارسية والفرنسية، وأتم دراسة البخاري في علم الحديث، امتهن حرفة النجارة وكان محباً لها، وعُرف أيضاً بتدينه وإخلاصه لدينه.
واجه السلطان الكثير من المشاكل في عصره، وتعرّض لأكثر من محاولة اغتيال فاشلة، وكانت تُحاك ضده مؤامرات شتّى للضغط عليه لترك عرش السلطنة، السبب يعود لقوة سيطرته على البلاد، وكانت بريطانيا وفرنسا وأميركا تحاول الضغط عليه لمنح اليهود حق العيش في فلسطين وتأسيس دولة لهم هناك، إلا أنه رفض كل هذه المحاولات ورفض رفضاً قاطعاً إقامة دولة لليهود في فلسطين.
رجل بأمّة كان هديةً للتاريخ الإسلامي.. ذكره التاريخ بأجمل صفات.. لم يتواطأ يوماً ولم يخنع للاحتلال والاستعمار، رجل خدم الإسلام حتى مماته.
عُرف السلطان عبد الحميد الثاني بتدينه وإخلاصه لدينه ودولته، كان رجلاً مقداماً قوياً، كان أسداً في وجه المحتلين والانقلابيين، رغم وجود الكثير ممن تآمروا عليه أثناء توليه الحكم، إلا أنه كشف كل مخططات الجواسيس والانقلابيين آنذاك بسبب قوة أفراد الاستخبارات، والذين قام بتعيينهم بشكل سري.
قام المتآمرون باتهام السلطان بأنه وراء حادث 31 مارس، وأنه أحرق المصاحف، وحرّض المسلمين على قتال بعضهم بعضاً، وهي ادعاءات لا أساس لها من الصحة وكلها افتراءات كاذبة للنيل من السلطان وإجباره على ترك الحكم.
تنازل السلطان عن عرشه لأخيه محمد رشاد وانتقل إلى سلانيك للإقامة هناك، بعدما صودرت كل ممتلكاته وأمواله.
توفي السلطان عبد الحميد الثاني في العاشر من فبرايرمن عام 1918 في السبعينات من عمره، ورثاه كثير من الشعراء، بمن فيهم أكبر معارضيه "رضا توفيق" الذي كتب: "عندما يَذكُر التاريخ اسمك، يكون الحق في جانبك ومعك أيها السلطان العظيم، كنّا نحن الذين افترينا دون حياء على أعظم سياسي العصر قلنا: إن السلطان ظالم، وإن السلطان مجنون، قلنا لا بد من الثورة على السلطان، وصدقنا كل ما قاله لنا الشيطان".
أضف تعليقك