في الوقت الذي يشدد الكيان الصهيوني من حصاره علي قطاع غزة ويواصل اقتراف المجازر بحق شعبها، وفي الوقت الذي تتواصل اقتحامات قطعان المستوطنين والمسئولين الصهاينة للمسجد الأقصي المبارك والتضييق علي المقدسيين من الصلاة فيه، وتتسارع وتيرة تهويد القدس بعد نقل السفارة الأمريكية إليها، في هذا الوقت وفي خضم تلك الأحداث بدأ المسئولون الصهاينة هجمة تطبيعية جديدة علي منطقة الخليج، حيث تم الترحيب بهم، في خطوة أقل ما توصف به أنها تمثل استهانة بدماء الشعب الفلسطيني وبما يجري من عدوان متواصل علي القدس والمسجد الأقصي، كما تمثل مكافأة للصهاينة علي جرائمهم بحق فلسطين والشعب الفلسطيني المجاهد.
وفي هذا الصدد يجدد “الإخوان المسلمون” موقفهم الثابت والمبدئي الرافض لأي مواقف تطبيعية من أي نوع وعلى أي مستوى مع هذا العدو الصهيوني.
ويؤكد الإخوان أن ما تحتاجه الأمة اليوم ليس التصالح والتطبيع مع هذا العدو المجرم وفتح البلاد لوفوده، وإنما التصالح ووقف العداوات والمقاطعات فيما بينها، فذلك أولي وأوجب تحقيقا لرابطة العقيدة وواجب الأخوة “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” ( الحجرات : 10).
كما يؤكد الإخوان أن عز الأمة وسيادتها علي أرضها، ونيل احترام العالم لها لن يتحقق بالهرولة للصهاينة أو فتح البلاد لاستقبالهم، وإنما بوحدتها وتمسكها بكتاب ربها واعتصامها بحبل الله المتين.
وتطالب جماعة الإخوان الشعوب العربية والإسلامية والقادة والمصلحين وكل الأحرار بالتحرك في وجه هذه الموجة التطبيعية الجديدة والعمل بلا توقف حتي تتحقق وحدة الأمة علي قلب رجل واحد، وتتمكن من الصمود أمام مخططات الأعداء الساعية للنيل منها وتهديد حاضرها ومستقبلها.
والله أكبر ولله الحمد
د. طلعت فهمي
المتحدث الإعلامي باسم جماعة “الإخوان المسلمون”
الأحد ١٩ صفر ١٤٤٠هجريا؛ الموافق ٢٨ أكتوبر ٢٠١٨ ميلاديا
أضف تعليقك