رسالة من المستشار/ محمد المأمون الهضيبي المرشد السادس للإخوان المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد....
فعلى مدى ثلاثين عامًا والأمة تحتفل كل عام بنصر السادس من أكتوبر- العاشر من رمضان، وستظل تحتفل به- بإذن الله- كيوم له شأنه، ونصرٌ له وقْعُه، حقَّقه جنودها البواسل المؤمنون المخلصون على ساحة معركة اختلت فيها موازين القوى، كما بدا من ظاهرها أو من خلال الأجواء والظروف القاتمة التي سبقتها وأحاطت بالاستعداد لها، فإذا بها تسفر- بعد ما جرى فيها من وقائع، وفيما حققه الجنود الأبطال من نصر، وفيما وصلوا إليه من أهداف وغايات- عن حقائق بالغة الأهمية، ودروس وعظات عظيمة الشأن، ودلائل وشواهد جليلة القدر.
ما حدث في السادس من أكتوبر- العاشر من رمضان منذ ثلاثين عامًا، وعلى ضفاف (القنال)، حيث تم العبور وفوق رمال سيناء، حيث تم تحطيم خط بارليف، وتدمير مواقع العدو الصهيوني في الجولان... كانت ملحمة احتلت مكانها، محاطة بالتقدير والاحترام في الأذهان والقلوب.
لقد جاءت حرب السادس من أكتوبر- العاشر من رمضان بعد ست سنوات من هزيمة 1967م النكراء لتجسد العديد من الحقائق التي كادت تختفي تحت ركام الدعايات وأباطيل الدعاوى والمزاعم التي روَّجت لها جهات في الخارج وجهات في الداخل؛ بهدف تثبيط الهمم، وحتى يتسلل اليأس والقنوط إلى النفوس، ولإبعاد الأذهان والعقول عن الحقائق فأتت حرب أكتوبر ومضةً مضيئةً لتبرزها واضحة جلية، لا مجال فيها للمِراء أو التضليل.. وليَعرِف القاصي والداني أن ما تحقق من نصر في السادس من أكتوبر- العاشر من رمضان لم يكن فقط عبورًا لـ(القنال)، وسحقًا لمواقع البغي والعدوان في الجولان، وإنما كان محصلةً لعوامل تضافرت جنبًا إلى جنب، فسهل وتيسر أمامها الطريق للوصول إلى ما تحقق من نصر، وفي نفس الوقت ليدرك القاصي والداني الأسباب والعوامل التي أدَّت إلى ما لحق بالأمة من هزيمة نكراء في يونيو 1967م.
في 1967م غابت العقيدة، ولم تحتل مكانها ودورها على مستوى رسم السياسات، وأيضًا على مستوى مَن يقوم أو ينهض بتبعة تنفيذ السياسات.
لقد احتل مواقع القادة والمسئولية على المستوى العسكرى أهل الثقة وأصحاب المصالح، فلم يشعروا بجسامة المسئولية وعظم الأمانة وحتمية المواجهة وحتمية الإعداد والحشد على كل المستويات، والأدهى من ذلك أنهم كانوا يفتقرون إلى الخبرة والعلم، في الإعداد والحشد وفي اتخاذ القرار الصائب....
وسبق هزيمة 1967م كما صاحبها تسخير للإعلام لا على ساحة استنهاض الهمم وشحذ العزائم وتهيئة الأمة للمواجهة.. والجنود للمعركة.. ولكن للدعاية والترويج للأشخاص وإطلاق التصريحات الرنانة.. التي خدعت أُناسًا فظنوا أن القائمين على الأمر قد أعدوا للأمر عدته، وأن النتائج محسومة والنصر مضمون، والهزيمة لاحقة بالعدو دون شك، بل وانتعش هذا الظن في الأذهان، خاصةً بعد ما زعمت الإذاعات ووسائل الإعلام حينئذ أن الجنود قد اقتربوا من تل أبيب، وأن طائرات العدو قد تم إسقاطها؛ لتصحوا الأمة على واقع مأساوي تمثل في وصول الصهاينة إلى ضفة (القنال)، واحتلالهم لغزة وللضفة والقدس وفيها المسجد الأقصى، وإشرافهم على دمشق بعد أن صاروا يرتعون فوق الجولان، وبدل أن يجري تسخير الإعلام في تبصير الأمة بالحقائق والاعتراف أمامها بالتقصير في المسئوليات والعجز عن النهوض بالأمانات وفتح المجال أمام أصحاب الفكر والرأي للتدارس في النكبة والخروج منها... جرى تسخير الإعلام للترويج لدعاوى ومزاعم لا تعني غير الضحك على العقول أو خداع الأمة، فصار الناس يسمعون- مع المظاهرات التي حُشدت في التاسع والعاشر من يوليو 1967م ضد تنحى رئيس الجمهورية حينئذ- أنه ليس ثمة هزيمة لحقت بمصر؛ لأن الإرادة لم تهزم، وأن مصر لم تخسر الحرب حتى وإن خسرت معركة.
إيمان وإعداد
'في السادس من أكتوبر'- العاشر من رمضان كان هناك نصر تحقق، سبقه إعداد جيد، وتوفرت له أسباب الإعداد والحشد، فقد تم اختيار قيادات ذات علم، وخبرة، وهمة، وإحساس بالمسئولية، كما تم الأخذ بأسباب السرية والكتمان، وبُذلت الجهود من أجل توفير السلاح والعتاد على مستوى المرحلة ومتطلبات المواجهة، وقبل كل ذلك كان هناك عنصر الإيمان يملأ القلوب، ويربط الجنود بربهم، مصدر القوة، ومصدر النصر، وفي سبيله يكون السعي لنيل الرضا وحُسن الجزاء.
كما كان هناك عنصر اليقين؛ يمنح الصلابة والإصرار مع الطمأنينة والثقة، مصحوبًا بعنصر الأمل في الله سبحانه، وهو القائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد:7)، وهو القائل:
﴿إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ (يوسف: من الآية87).
لقد كان للعقيدة دورها في الإعداد، كما كان لها دورها في بسالة القتال، كما كان لاجتماع الكلمة والصف العربي، مع المساهمة في المعركة.. أثره فيما وصلت إليه ملحمة أكتوبر- رمضان من نتائج.
ومن ثم كانت- وستظل- حرب أكتوبر- رمضان بالنسبة للأمة شعاع أمل كبير، ونقطة ضوء ساطعة في مسيرتها، ورصيدًا من أرصدة جهادها؛ من أجل حقوقها، وسعيِها للحفاظ على حريتها وأمنها، وإصرارها على العيش في عزة وكرامة، ونهوضها بدورها الريادي والحضاري على ساحة العالم.
وهو رصيد يضاف إلى أرصدتها التاريخية التي حققتها في معاركها الخالدة من بدر إلى حطين وعين جالوت، وتؤكد كلها أن الأمة تمتلك من الإمكانات والطاقات الإيمانية والمادية ما يوفر لها مفاتيح أو أسباب النصر من خلال مسيرة للجهاد محرِّرة لكل مقدساتها وكامل أرضها، إلا أن المسيرة بعد حرب أكتوبر- رمضان مضت على درب التفاوض؛ مما ضيَّع ثمرات حرب أكتوبر، فعلى درب التفاوض جردت الأطراف العربية من حق التسلح، ودفعت إلى رفع شعار خيار السلام ونبذ السلاح ونبذ كل الخيارات الأخرى، وعلى درب التفاوض أيضًا غابت أو غيبت مصر، وانفرط وتفرق شمل العرب، وحين انخرط الفلسطينيون في مفاوضات السلام المزعوم كان هناك شرط تغيير الميثاق ونبذ السلاح، والاعتراف بالكيان الصهيوني جاثمًا على أرض فلسطين 1948م، ثم مع القبول بعد ذلك بحكم ذاتي حصَر اتفاق (أسلو) مهامَّه في حفظ الأمن الصهيوني، كما فتح الباب أمام العدو الصهيوني ليتوسع في بناء المستعمرات في الضفة وغزة، ويفصل ويهدد القدس، ثم مهد الطرق لابتلاع أراضي 1967م؛ ليتفرغ بعد ذلك لأراضي ما حول فلسطين.
إن الأمة إذا كانت قد لجأت إلى أسلوب التفاوض في مواقف أو في محطات عبر تاريخها الطويل.. فإنها لم تقبل أن تتفاوض وهي مجردة من السلاح ولم تقبل في تاريخها شعارًا يقول بخيار السلام ولا خيار غيره، فإنها لم تخسر في عصرنا الراهن مثلما خسرته يوم أن مضت في مسيرة السلام المزعوم مع الكيان الصهيوني الغاصب مجردةً من أي سلاح بينما عدوها مدجج بكافة أنماط السلاح، ويحظى بكافة أنواع الدعم الأمريكي.. لقد ابتلع العدو الصهيوني أراضي فلسطين 1948م.. ويسعى لابتلاع ما بقي من فلسطين..
معلنًا في سفور عن عزمه لتهجير الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة.. وعن تهويد القدس وهدم الأقصى..
وتحت شعار خيار السلام ولا خيار غيره نسى قومنا أو تناسوا طبيعة العدو الصهيوني وحقده غير المحدود على الإسلام والمسلمين.. وقد نزل فيه قول الله تعالى ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ (المائدة: من الآية82)، وبالتالي نسوا أو تناسوا سعيه المحموم لتصفية قضيتهم ومصادرة حقوقهم ووجودهم وإقامة مشروعه الصهيوني على حساب حاضرهم ومستقبلهم.
العدوان على سوريا
ها هي الأحداث تزيدنا يقينًا بما أنزل الله من الحق.. فالعدو الصهيوني قام هذا الأسبوع بغارةٍ جويةٍ على قريةٍ صغيرةٍ بجوار العاصمة السورية غير آبهٍ بالحرمات وقتل الشيوخ والنساء والأطفال.. ثم يُعلن "شارون" أن من حق إسرائيل (الكيان الصهيوني) أن تضرب أعداءها في كل أرض وأي زمان وبأي طريقة.. وهذا نائبه "أيهود ألمرت" يقول إنه لا حدود لما سوف تستهدفه إسرائيل(الكيان الصهيوني) من ضربات ما دامت هناك مصادر تهديد مرتبطة بالأفعال الإرهابية، يعني ذلك كل عمل مشروع من مقاومة الاحتلال.
ماذا لو لم تكن الانتفاضة؟
ومن ثم تأتي الانتفاضة الفلسطينية المباركة لتنهض بدور هامٍ وضروري بالنسبة للقضية الفلسطينية وبالنسبة لكافة قضايا الأمة.. خاصةً وهي تتعرض إلى جانب الهجمة الصهيونية إلى هجمة أمريكية تستهدف وجودها ودورها الحضاري.. لقد جاءت الانتفاضة لتؤكد أن الشعوب العربية والإسلامية مهما تعرضت للقهر أو الحصار.. أو للغزو والاجتياح.. فإن عامل الإيمان.. حي في القلوب.. كما أن استعدادها وقدرتها على العطاء والتضحية لا يفتران.. وما يجري في فلسطين خير دليل وأعظم شاهد.. فعلى مدى ثلاث سنوات والشعب الفلسطيني قد فرض حوله الحصار.. وجرى ويجري قصفه بكافة أسلحة الإبادة الأمريكية.. ويحظى الكيان الصهيوني بكافة أشكال الدعم والعون الأمريكية والغربية.. والعالم بمنظماته الدولية يكاد يغض النظر عما يلحق بالشعب الفلسطيني من مجازر وحشية وحملات اعتقال وتعذيب بشعة.. مع التجويع والحرمان.. ورغم ذلك رفضت المقاومة الرضوخ والاستسلام.. وأكدت على التمسك بالأرض وأيضًا أكدت رفضها للهجرة أو التهجير.. وأصرت على إفشال كافة خطط الكيان الصهيوني لتوفير الأمن من أجل المضي في سياسة التوسع في فلسطين وخارج فلسطين.
إنَّ مُضِي الحكومات العربية على درب التفاوض والحلول السلمية تحت المظلة الأمريكية، وخاصةً مع القبول بنبذ السلاح بعد حرب أكتوبر حتى اليوم.. كان كفيلاً.. بتصفية قضية فلسطين وإغلاق ملفها وفتح الباب أمام العدو الصهيوني لتحقيق مشروعه الصهيوني من خلال وطنه القوى المزعوم.. من النيل إلى الفرات، وهو الأمر الذي يدعو العرب والمسلمين إلى أن يسألوا أنفسهم ماذا لو لم تقم الانتفاضة الفلسطينية؟، أو ماذا لو تم وأدها؟ وجرى إنهاء كافة أشكال المقاومة في فلسطين؟
من خلال الواقع الذي تعيشه القضية الفلسطينية والذي تعيشه الأمة والذي يعيشه الكيان الصهيوني الغاصب نفسه.. فإن الإجابة ملموسة.. يعكس معالمها وأبعادها تلك المحاولات الصهيونية المستميتة لإنهاء الانتفاضة.. وتلك المحاولات المستميتة لتوفير الأمن للذين احتلوا الأرض والديار.. فلم يتوفر لهم الأمن ولم يشعروا بالاطمئنان أو الاستقرار.. حتى إنه بعد ثلاثين سنة من حرب أكتوبر وثلاث سنوات من عمر الانتفاضة تقول التقارير الاقتصادية والدولية:
إن 50% من اليهود الذي يسكنون المستعمرات رحلوا منها، وقد انخفض إنتاجها.. بعد أن افتقدت الأمن، وإن القطاع العام في الكيان الصهيوني الغاصب من جراء الانتفاضة وافتقاد الأمن خسر في الثلاث سنوات الماضية 5 مليار دولار.. أما القطاع الخاص فقد خسر مليار ونصف المليار دولار، وإن 66% من فنادق الكيان الصهيوني قد أغلقت.. كما تعرضت السياحة الوافدة لخسائر جسيمة، وارتفع معدل البطالة ليزيد عن 17%.. كما تعسر سفر الصهاينة للخارج بسبب الأزمة الاقتصادية.
كما تعكسه المحاولات والضغوط الأمريكية المحمومة على الحكومات العربية لتشارك في حصار فلسطين وتمنع أي دعم أو عون لشعبها الأعزل.. وللحيلولة دون أي عون محتمل يمكن أن يصل إلى الذين يرفعون لواء المقاومة على أرض فلسطين.
في احتفال الأمة بالذكرى الثلاثين لحرب أكتوبر رمضان ومع بداية الانتفاضة الفلسطينية لعام رابع جديد نسجل- ومعنا كل المخلصين المهمومين بقضية فلسطين وكل قضايا العرب والمسلمين- حقيقتَين من سجلات تاريخنا المعاصر:
الأولى: أن العدو الصهيوني درس التاريخ، وسعى للانتفاع بدروسه.. فتتبع الهجمة الصليبية وانتفع بأساليبها في الزحف والاغتصاب.. وأساليب مقاومتها وصدها ودحرها.. كما درس الهجمة المغولية وكيف زحفت ثم كيف اندحرت.. أما على الجانب العربي والإسلامي الرسمي فكان العجز أو الإعراض عن الدرس الإسلامي الذي يؤكد أنه على مدى التاريخ منذ البعثة حتى اليوم أنه ما صد العدوان ودحر الغزاة عن عالمنا إلا الإسلام.. بينما الإسلام اليوم لا يعتمد ولا يؤخذ بعين الاعتبار في المواجهة.. وذلك رغم ومضات النور التي انبعث من نصر أكتوبر- العاشر من رمضان أو شعاع الأمل الذي أحيت وأضاءت به المقاومة الفلسطينية أجواء القضية.
الثانية: أن العدو الصهيوني جاء بالتوراة وبالتلمود، وقد عبث بهما، ومن ورائهما نصوص العهد القديم تقول لليهود:
سأقيم مظلة داود الساقطة، سألتقط شعبي من بين الشعوب وأجيء بهم إلى هذه الأرض؛ ليجعلها حربًا دينية، وليتحرك من على شواطئ الأطلنطي في أمريكا وأوربا، وهم مرتبطون بالعهد القديم؛ ليؤكدوا ولاءهم للصهيونية ويدعموها بكل طاقاتهم.. بينما الحرص عندنا يركز على تجريد المقاومة العربية والإسلامية من هويتها وصبغتها الدينية، بل ويتم الاتفاق على تجريمها وتحريمها؛ ليكون يوم إبعاد الإسلام عن المعركة واعتباره غريبًا في الميدان.. هو يوم الهزيمة.
إن الذين شرفهم الله بالعمل بهذا الإسلام وله عليهم أن يصمدوا ويرابطوا ويواصلوا العمل.. فهم في ميدان الدفاع عن الإسلام ودعوته.. والسعي لنصرة قضاياه وقضايا المسلمين.. يتحملون العبء والعنت ولكن سنظل نذكر أنفسنا ونذكر غيرنا بقول الحق تبارك وتعالى ﴿وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ (النساء:104).
لتكن التضحيات كثيرة.. لتكن الآلام مترادفة.. لكن على الدعاة أن ينطلقوا ويمضوا على الطريق ويؤدوا ما عليهم فإنهم إن شاء الله هم الكاسبون.. وكما أمر الله المجاهدين العاملين.. أن يتوقعوا إحدى أمرين والحسنى في الأمرين معًا.... ﴿قُل لَّن يُّصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ﴾ (التوبة:51-52).
ومع الزمن والعمل دون تقصير في الأخذ بالأسباب وفي إخلاص... ينمو الزرع، وتنضج الثمرات، وتحقق الأمة انتصارًا تملك أسبابه ومفاتيحه وتكون المكافأة للعاملين ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾ (آل عمران :195)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أضف تعليقك