نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن احتجاز الكاتب السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، مشيرة إلى ما أسمتها "مجهودات حثيثة تبذلها المملكة العربية السعودية لتضييق الخناق على المعارضة داخل البلاد وخارجها".
وانتقدت الصحيفة ابن سلمان بسبب ذلك، مشيرة إلى أنه يروج لإصلاحات في المملكة في حين أنه يمارس قمعا ضد معارضيه داخل البلاد وخارجها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21": إن خاشقجي يعد آخر ضحايا نظام ابن سلمان بعد تعرضه للاعتقال داخل القنصلية السعودية في تركيا.
ونقلت الصحيفة عن خطيبة الصحفي والناقد السياسي السعودي البارز أنها لا تملك أي معلومة حول وضعية خاشقجي منذ دخوله إلى قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول. ويبدو أن الاعتقال يندرج في إطار جهود المملكة لتضييق الخناق على المعارضة، من خلال اعتقال الشخصيات البارزة التي اعتادت انتقاد حكومة الرياض.
وأفاد معد تقرير الصحيفة، دافيد غوثييه فيلار، بأن خاشقجي البالغ من العمر 59 سنة، دخل إلى القنصلية السعودية حوالي الساعة الواحدة ظهرا، الثلاثاء، لكنه لم يخرج من المبنى منذ ذلك الحين.
من جهتها، قالت خطيبته، التي رافقته إلى مبنى القنصلية: "كنا بصدد إعداد وثائق الزواج، كما أنني اضطررت إلى الانتظار أمام مبنى القنصلية السعودية لمدة 12 ساعة تقريبا".
وبينت الصحيفة أن الوضع يتسم بالتعقيد في الوقت الحالي، حيث لا يمكن لأي أحد التواصل مع خاشقجي للحصول على تعليقه، كما أن المتحدثين باسم الحكومة السعودية اعتمدوا المماطلة قبل التعليق على الحادثة.
وحيال هذا الشأن، أفاد أحد الأشخاص العاملين بالقنصلية السعودية في إسطنبول، بأنه لا يملك أي معلومات عن خاشقجي. أما السلطات التركية، فلم تعلق بعد على هذه المسألة.
وبالعودة إلى شاهدة العيان الوحيدة، أفادت خطيبة الناقد السعودي بأن خاشقجي توجه إلى القنصلية السعودية يوم الثلاثاء لإتمام المعاملات الورقية المتعلقة بطلاقه. وصرحت خطيبة خاشقجي، وهي مواطنة تركية، أنه لم يسمح لها بدخول مبنى القنصلية السعودية، كما أنها لم تتلق أي معلومات عن وضع خطيبها.
وأشارت الصحيفة إلى أن خاشقجي يعد واحدا من أجرأ المنتقدين للحكومة السعودية التي يقودها ولي العهد، محمد بن سلمان. وبصفة متكررة، أدان خاشقجي حملات الاعتقال الواسعة في السعودية، التي استهدفت معارضي النظام؛ من رجال دين مؤثرين وناشطات في مجال حقوق المرأة.
أضف تعليقك