خذل المجتمع الدولي ضحايا المذبحة الجماعية الكبرى في تاريخ مصر الحديث، الذين سقطوا إثر فض اعتصامي رابعة والنهضة يوم 14 أغسطس 2013، رغم تشدقه بحقوق الإنسان والحفاظ على الأرواح.
وحينها بلع المجتمع الدولي لسانه مكتفيًا ببيانات إدانة جوفاء وإبداء لقلق مريب لا يسمن ولا يغني من جوع، في الوقت الذي كانت تنقل فيه المذبحة عبر شاشات التلفاز الدولية في كل مكان.
وأثبتت الدول الأوربية والأمريكية أن ما يردد دائما أنها لا تعتني بحقوق الإنسان إلا لمواطنيها فقط، هو أمر حقيقي ظهر جليا في مذبحة فض اعتصامي رابعة والنهضة.
ولم يكن هناك دور ملحوظ لمنظمة الأمم المتحدة وأمينها العام السابق إلا إبداء القلق، ما جعل الشعوب الحرة في كل مكان تكفر بتلك المنظمات التي نشأت لخدمة ورعاية مصالح الدول الكبرى والغنية فقط.
ولم يكتف المجتمع الدولي بخذلان المعتصمين السلميين الذي خرجوا رفضا لانقلاب عسكري متكامل الأركان، بل كانت البرقيات تتوالى على السفاح عبد الفتاح السيسي تهنئه بانتصاره على الجمع الأعزل وقمع إرادة الشعب المصري.
وتعلم الشعب المصري أن الحرية تنتزع من يد الغاصبين ولا توهب عن طريق من يديرون المشهد من مقاعدهم الوثيرة في البيت الأبيض أو غيره من بيوت المصالح والانتهازية.
ورغم مرور 5 سنوات كاملة على انقلاب العسكر وإدارته المذبحة الشنيعة في رابعة والنهضة، إلا أنه ما زالت دماء المصريين تسيل في كل بقعة سواء في سيناء أو سجون الانقلاب أو مقرات التعذيب والإخفاء القسري أو تحت مزاعم تبادل إطلاق النار، ومع ذلك فما زال المجتمع الدولي أيضا حريصا على صمته.
فلن ينبث المجتمع الدولي ببنت شفه إلا إذا حركت حناجر الثوار الصخور وجللت في ربوع القاهرة لتقهر الظالمين وتعيد الحقوق من جديد.
أضف تعليقك