تحل بعد غدا 14 أغسطس ذكرى حملت آلاما وأوجاعا لا يمكنها أن تندمل مع مرور الوقت أو تدخل في طي النسيان، في مثل هذا اليوم وقبل 5 سنوات عاشت مصر ذكرى مجزرة بما تحمله من كلمة ومعنى، عندما قامت قوات سلطة الانقلاب العسكرى بقيادة المجرم عبد الفتاح السيسى بارتكاب مجزرة جديدة وهي مجزرتي "رابعة والنهضة" ضد المتظاهرين العزل في ميداني "رابعة والنهضة"، حين طالبوا بعودة الشرعية والدكتور محمد مرسي.

تسلسل الأحداث

بدأت القصة مع الساعة السادسة صباحا حيث بدأت قوات مشتركة من الجيش والأمن المصري بالتحرك قرب ميداني رابعة العدوية والنهضة القاهرة بعد اعتصام للمصريين طالبوا بعودة الشرعية والدكتور محمد مرسي، دام أكثر من أربعين يوما.

وعلى الرغم من وعد الشرطة المعتصمين بتوفير ممر أمن للخروج لكن خروج الروح سبق تأمين الممرات، وفي حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا بدأ اقتحام الميدانين مستعينين بشياطين الإنس من البلطجية وأحدث الأسلحة الأوتوماتيكية والقنابل الدخانية وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وجاءت ميليشيات الانقلاب مدججة بالدبابات والمدرعات والسيارات والقناصين وأحدث الأسلحة المتطورة والاف من المسلحين مرفوقين بجرافات لتجريف ما يعترضها من حواجز وخيام ولو كان بها معتصمون.

وأعلن تحالف دعم الشرعية أن ضحايا الفض تجاوز الـ2600 قتيل، بينما ذكر القياديان في جماعة الإخوان المسلمين د.محمد البلتاجي ود.عصام العريان أن العدد تجاوز الثلاثة آلاف قتيل، فضلا عن آلاف المصابين والمعتقلين.

بعد الفض أوقفت الحكومة حركة كافة القطارات في جميع المحافظات، وفرضت حظر التجول في 14 محافظة وأعلنت وزارة الداخلية حالة الطوارئ في مراكزها وأقسامها تحسبا لخروج مظلهرات غاضبة رافضة لمذبحة العسكر.

تنديد دولى

وأدانت مسئولة الملف المصري في منظمة هيومان رايتس مونيتور، سلمى أشرف، تصريحات المنقلب عبد الفتاح السيسي التي سرد فيها اعترافه بارتكابه مجازر بحق المصريين، واعتبرتها دليلاً لإدانته أمام المحاكم الدولية.

وقالت: إن تصريحات السيسي التي سرد فيها تواريخ لمجازر عدة فى إحدى المؤتمرات العسكرية، تم ارتكابها بحق الشعب المصري، بمثابة اعتراف منه بارتكابه كل تلك المجازر من بينها مجزرة "حادث المنصة أو النصب التذكارى ورابعة والنهضة.

ولفتت "سلمى"، في تصريحات صحفية، إلى أن تصريحات السيسي تحمل تهديدات بارتكاب المزيد من المجازر والقتل، موضحةً أن تلك التصريحات تعتبر ضرباً لقوانين المجتمع الدولي بعرض الحائط.

النصر قادم

ويواصل الشعب المصري التأكيد من جديد أن "الانقلاب" لن يمر وأن القصاص قادم، والمجرمين لن يفلتوا من العقاب، والقتلة سيحاكمون ومن مارس التعذيب لن يفلت بفعلته وأنه لا يجوز اليأس من روح الله.