بقلم: محمد عبد القدوس
في الذكرى الخامسة لـ ٣٠ يونيو أتساءل عن الفوائد التي عادت على مصر الحبيبة بعد التغييرات الجذرية التي جرت لها. أنصار السيسي يركزون على أمور ثلاثة تحديدا، أولها المشروعات العملاقة والمدن الجديدة التي نشهدها في طول البلاد وعرضها، وثانيها عودة الأمن والاستقرار، وثالثها كفاية إن احنا خلصنا من حكم الإخوان!!
وفي المقابل أقدم لك بموضوعية بلاوي نظام السيسي، ويمكن تلخيصه في عشر نقاط محددة:
١- بعد الخلاص من حكم الإخوان حدث تراجع فظيع في الحريات العامة وحقوق الإنسان، وعادت بلادي من جديد إلى حكم الزعيم الملهم وبالروح والدم نفديك يا ريس. وكانت ثورة ٢٠١١ قد قامت للخلاص من حكم الفرد الذي هو أقوى من كل السلطات الأخرى وإقامة دولة المؤسسات ولكنها فشلت للأسف، وعدنا من جديد إلى الاستبداد السياسي بطريقة أشد سوءا مما كان يحدث في عهد مبارك.
٢- السجون حاليا مليئة بالآلاف من سجناء الرأي الذين لا صلة لهم بالإرهاب وينتمون إلى مختلف التيارات السياسية، والعديد منهم لم يُقدَّموا إلى المحاكمة أصلا، وهي نتيجة طبيعية لحكم الزعيم الملهم الذي يعارضه هؤلاء.
٣- الجيش الذي هو محل التقدير والاحترام من الجميع خرج عن وظيفته الأساسية في حماية الحدود ومطاردة الإرهاب، وأصبح له الكلمة الأولى في بلدنا، وتجده في كل الأنشطة المدنية والمشروعات الكبرى بحجة أنه يقوم على الانضباط.. مع أن بلادي مليئة بالشركات المدنية الكبيرة العملاقة التي أثبتت نجاحها.
٤- الوضع الأمني في سيناء والبلد كلها على كف عفريت، وخطر الإرهاب ما زال جاثما وبقوة برغم كل بطولات القوات المسلحة، لأن الحكم العسكري القائم يعتمد على القوة وحدها من أجل القضاء عليه وهذا لا يكفي أبدا.
٥- تم تهجير عدد كبير من السكان من قلب أكبر مدينة في سيناء وهي العريش، ولم يتم تعويض الأهالي الذين هدمت الدولة بيوتهم وأزالت مزروعاتهم بسبب تلك الحرب.
٦- لن أتحدث عن الوضع الاقتصادي، ولكن يكفي الكلام عن ارتفاع الأسعار في مختلف السلع الأساسية والكهرباء والبنزين وغير ذلك، مما أثار سخط الطبقات الشعبية بعدما أصبحت حياتهم اليومية شديدة الصعوبة.
٧- الناس تتساءل عن آلاف الملايين التي ذهبت دون طائل يذكر من ورائها مثل إنشاء العاصمة الإدارية وفرع جديد لقناة السويس، وكان الأولى إنفاق هذه الأموال الطائلة على تحسين الخدمات وإقامة المشروعات التي تخدم الطبقات الفقيرة خاصة.
٨- جريمة ارتكبها نظام السيسي في حق مصر تتمثل في التنازل عن الجزر المصرية تيران وصنافير.
٩- العلاقات حلوة قوي حاليا بين النظام الحاكم الجاثم على أنفاسنا والعدو الصهيوني، وهناك تعاون كامل بينهما. خاصة في مجال المخابرات، والسيسي اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مرة علانية وأكثر من مرة سرا!! وهذا ما فعله أيضا عدد من كبار معاونيه.
١٠- عدد المواقع المحجوبة على الإنترنت وفقا للإحصاءات الرسمية ٥٠٠ موقع، ولأول مرة في تاريخ مصر الحديث يقوم جهاز المخابرات بإنشاء شركات تابعة له مهمتها الأولى السيطرة على الإعلام خاصة الفضائيات، والصحافة حاليا تعيش في أسوأ أوضاعها خاصة بعد صدور قانون الإعلام الجديد، ولم تعد حضرتك تسمع أو تشاهد أو تقرأ سوى الصوت الواحد فقط.. عجائب.
أضف تعليقك