• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

الدكتور فتحي يكن

رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حرص على تحقيق التوازن والاعتدال ومنع الغلو والتشنج والتطرف في كل شأن ولو كان عباديًّا .. وفيما يلي مجموعة من الشواهد تؤكد نهج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ المتوازن:

ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل عليها وعندها امرأة، قال : (من هذه ؟) ، قالت : هذه فلانة تذكر من صلاتها، قال: (مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا).

ـ وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (هلك المتنطعون ..) قالها ثلاثًا ، ( رواه مسلم ) .

ـ وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ..) رواه البخاري.

ـ وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، يسألون عن عبادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، وقالوا : أين نحن من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ..

قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدًا ..

وقال آخر: وأنا أصوم الدهر أبدًا ولا أفطر ..

وقال الآخر: وأنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا ..

فجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : (أنتم الذين قلتم: كذا وكذا؟ أما والله إني أخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) .

ـ وعن ابن ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدي ـ أحد كتاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: لقيني أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ فقال : كيف أنت يا حنظلة ؟

قلت: نافق حنظلة ..

قال: سبحان الله، ما تقول ؟

قلت: نكون عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرًا ..

فقال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ : فوالله إنا لنلقى مثل هذا .. فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله ..

فقلت : نافق حنظلة يا رسول الله ..

فقال : (وما ذاك ؟) ..

قلت : يا رسول الله ، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرًا..

فقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (والذي نفسي بيده ، أن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة) .

ـ وعن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: أُخبِر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أني أقول : والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت ..

فقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أنت الذي تقول كذا ؟

فقلت له: قد قلته بأبي أنت وأمي يا رسول الله ..

قال: ( فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر، ونم وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام ، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر) ..

قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك ..

قال: (فصم يومًا وأفطر يومين)..

قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك..

قال: (فصم يومًا وأفطر يومًا، وذلك صيام داود ـ عليه السلام ـ، وهو أعدل الصيام) ..

قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (واقرأ القرآن في كل شهر)..

قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك..

قال: ( فاقرأه في كل عشرين ) ..

قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك ..

قال: ( فاقرأه في كل سبع ، ولا تزد على ذلك ) ..

فشددت فشدد عليّ، وقال لي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر) .

قال: فصرت إلى الذي قال لي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ( رياض الصالحين ، باب الاقتصاد في الطاعة) .

أضف تعليقك