الأستاذ جمعة أمين
إن القضية الفلسطينية ذات جذور موغلة في القدم فعلى ترابها قامت حروب عقائدية استمرت قرونا طوالا وحسب اللورد للبنى أنه كان مصيبا عندما وقف أمام قبر صلاح الدين مزهواً بانتصاره على جنود العثمانيين في الحرب العالمية الأولى وقال : (( الآن فقط انتهت الحروب الصليبية ..!! )) والحقيقة دون ذلك فقد تتابعت الأحداث وسجلنا منها اللقطات التالية التي تشير إلى أن هذه القضية الفلسطينية إسلامية وستظل كذلك جذورها وساقها وفروعها وأوراقها بله ثمارها !! ..
القضية الفلسطينية وجهاد رجالها:
أولا : استبسل الشيخ ((عز الدين القسام )) في مقاومته للاحتلال البريطاني فشكل في أوائل الثلاثينيات الجماعة المسماة ((سرايا الجهاد )) التي رفعت شعر ((الجهاد والاستشهاد !! وضرب رجالها أروع الأمثلة في التضحية بالمال والنفس .
ثانيا : قاد مفتى فلسطين الحاج (( أمين الحسيني )) الجماهير الفلسطينية في انتفاضته الشهيرة عام 1937 وكانت هتافاته ((اليوم المصاحف وغداً المدافع )) .
إشارة إلى التضحية المطلوبة وهي التضحية بالنفس قتالا لتحرير الأرض وصون العرض وحماية الدين .
ثالثا : الأستاذ ((عبد الرحمن البنا )) الرحال إلى المسجد الأقصى والتقى بمفتى فلسطين سماحة الحاج ((أمين الحسيني )) ... وكانت تلك بداية لتأسيس فروع للإخوان المسلمين في أرض فلسطين استعداداً للجهاد في سبيل الله حماية للأقصى والقدس .
رابعا: قام (كاتب هذه الأسطر ) بإلقاء خطب سياسية في كل من حيفا ويافا وغزة والقدس عامي 1947، 1948 وقد حضر آخرها الإخوان الراحلان ((الصاغ / محمود لبيب والحاج الفلسطيني / يوسف باميه )) وذلك لمساندة مرشحي الإخوان ومناصرتهم في انتخابات رئاسة البلديات هناك .
... هذا وقد استجاب المرحوم على علوبه باشا لاقتراح طلبة الجامعات المصرية آنذاك بضرورة قيام هيئة عليا لإنقاذ فلسطين وأن يتولى الشباب أمانتها .. وقد كانت تلك المهمة إلى (كاتب تلك الأسطر ) واشترك فيها رجالات الأحزاب جميعا وكذلك الإمام الشهيد (حسن البنا ) المرشد العام للإخوان المسلمين سنة 1947 ..
خامسا: الزيارات الميدانية لشعب (بالضم أي فروع ) الإخوان والتي قام بها الدكتور / سعيد رمضان في أعوام 47، 48 ، 1949 .. هذه الزيارات كانت لها آثارها الناجحة عقائديا وتنظيميا ..
سادسا : ولا مرية في أن (حزب التحرير الإسلامي ) الذي أسسه الشيخ ((تقي الدين النبهانى )) في حيفا عام 1952 وانخراط الإخوان ((خالد وعلى الحسن )) ضمن رجاله كان له أثره العميق على الساحة السياسية في أرض فلسطين ..
سابعا: أن قيام جماعات (( التوحيد الديني )) ظافر الشوا ، وشباب الثأر وكان ((صلاح خلف )) أحد عمدها الرئيسية ,(( كتيبة الحق )) التي أسهم ((خليل الوزير )) بدور بارز في قيادتها ثم قام تنظيم ((الشباب المسلم )).
كل هذه الجماعات استمرارية للمد الإسلامي البديل الذي ظهر عقب تعرض جماعة الإخوان المسلمين في مصر سنة 1954 وما بعدها لحملات البطش والقهر والإبادة الجماعية التي شنها عليهم الجبابرة الطواغيت .
ثامنا: الانتفاضة التي قادها الشيخ ((عبد الله نمر درويش )) من قرية (كفر قاسم ) عام 1979 وما بعدها والأصداء العالية لها التي رددها ونظمها الشيخ ((أحمد ياسين )) في غزة عام 1984 عرضته وآخرين للصدمات الكهربائية داخل السجون الإسرائيلية التي ضاقت بنزلائها رجالا ونساءا وأطفالا !!
تاسعا: عمليات مجموعة طارق وناصر حليس في القدس في أكتوبر الماضي وتزامنه مع إبعاد الشيخ عبد العزيز عودة من حي الشجاعية بغزة وانتسابهم جميعا إلى جماعة الجهاد الإسلامي أو سرايا الجهاد يعطى دلالة ذات مغزى ..
عاشرا : أن نتائج الاستفتاء وتقصى الحقائق التي قامت بعثة التلفزيون الكندي والمقابلات التي أذاعها التليفزيون الاسترالى بالتعاون مع جماعة النجاح وهو في نابلس وطولكرم كلها تؤكد على أن التيار الإسلامي في تصاعد وسموق وأن نحو ثلثي الشباب ينتمون إليه .
وهذا يعنى الرغبة في الجهاد والتضحية لاسترداد ما اغتصب من أرض وما انتهك من عرض وما دنس من مقدسات .
حادي عشر : تقدم الإسلاميين في الانتخابات الطلابية بالضفة الغربية والقطاع أكدت تسامى وتعاظم قوتهم في الكليات الجامعية بغزة والخليل والقدس مما أكد لأعداء الإسلام أن الجهاد ماض ولا مناص منه .
ثاني عشر : أن انتخابات رموز الإخوان المسلمين أمثال الدكتور عبد الله أبو عزة وعبد الرحمن الحورانى وفرض بصماتهما على أمانة سر المجلس المركزي له دلالته التي لا تخفي على ذي عينين .. ومن ثم فلا غرابة أن تكون الانتفاضة في مستهل عام 1988 إسلامية الهوية والمظهر والمضمون !!
فلا عجب أن يستمر إعلان الجهاد وليس الإرهاب كما يحلو للبعض تسميته فهو حق مشروع في كل الشرائع السماوية بل والوضعية لأنه دفاع عن العرض والأرض والدين والهوية ولهذه الأسباب كان الجهاز السري للإخوان للجهاد والتضحية وليس لقتل أبناء جلدته ووطنه كما شوهه البعض عن عمد .
أضف تعليقك