صاحبي غريب الأطوار .. يصوم يومًا ويفطر آخر! ولا يؤدي العبادات بانتظام ، وإذا صلى فإنه يخطف الصلاة خطفًا!! ومع ذلك يقول في وقاحة : أنا ضامن دخول الجنة!! ويشرح وجهة نظره الغريبة قائلاً : لا أؤذي أحدًا ولا أسرق ولا أرتشي ولا أحسد ولا أحقد ولا أضمر سوءًا لمخلوق ولا أنوي إلا الخير ولا أهدف إلا إلى النفع العام .. أصحو وأنام بضمير مستريح وشعار حياتي الإصلاح ما استطعت!! وبيني وبين ربي عَمَارٌ كبير والرسول عليه الصلاة والسلام يقول الدين المعاملة .. ومعاملتي للغير كأفضل ما تكون ، ويشهد الجميع بأنني إنسان نظيف.
وبعدما استمعت له جيدًا داعبته قائلاً : “صدق من قال الحلو ما يكملش!!” تساءل عما أقصده .. قلت له جادًا بعدما سحبت ابتسامتي : كلامك يا صاحبي يدخل في دنيا العجائب ، وفيه ثلاث أخطاء فادحة تحديدًا :
# الدين المعاملة لم يذكره العلماء كحديث نبوي شريف بل هو مجرد حكمة!! وهناك أحاديث نبوية عدة تحض على مكارم الأخلاق ليس منها أن الدين المعاملة.
# كلامك أنك ضامن دخول الجنة يثير السخرية ، وحتى الأتقياء والمتدينين بحق لا يضمن الواحد منهم دخول الجنة إلا بفضل الله ورحمته وكرمه عليه.
# عندما قلت لك “يا خسارة الحلو ما يكملش” فإنني كنت أقصد أنك تستحق “عشرة على عشرة” لكونك إنسان نظيف، لكنك غير مهتم بالعبادات، فأنت تستحق هنا صفر مربع .. وإسلامنا الجميل، وكل الأديان السماوية الأخرى تقوم على أمرين .. عبادة ربنا من ناحية ، وأخلاق حلوة من جهة أخرى ، ولا يستغني أحدهما عن الآخر .. ومن اجتمعت فيه الصفتان فإنه يكون متدينًا بصحيح ويستحق تعظيم سلام.
أضف تعليقك