• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

وسط غياب النشاط الدعوي والأجواء الرمضانية المعروف عن جماعة الإخوان المسلمين إحيائها في شهر رمضان بسبب الأزمة السياسية والملاحقات الأمنية، تمضي أيام شر رمضان وقد فقدت رونقها في مصر منذ الانقلاب العسكري الغاشم.

ويؤكد الجميع أنه شتان بين ما يحدث هذه الأيام وبين رمضان في أيام حكم الرئيس محمد مرسي، حيث شهدت الحياة الدينية منذ عام 2012 وحتى 2013 في مصر حرية كبيرة وانتعشت مئات الزوايا والمساجد وبين ما تعتبره سلطة انقلاب السيسي الان "خرقا للقوانين التي تتطلب مسافة بين المساجد"، والقيود التي تفرضها عليها.

وينقل عن خبراء قولهم إن الأئمة والوعاظ حصلوا على حرية كبيرة في عهد الرئيس مرسي في الوعظ والإرشاد ولم تكن هناك قيود أي أحد ولم يكن هناك شكاوى من مكبرات الصوت خاصة في وقت متأخر من الليل خلال شهر رمضان، عكس الوضع الحالي وتعاظم القيود.

إجراءات غاشمة 

ذكر موقع "الخدمات الإخبارية الدينية"، "Religion News Service"، أن سلطات الانقلاب في مصر منعت الدروس الدينية في 20 ألف مسجد خلال رمضان وغلق زوايا ومساجد ونزع ميكروفونات بعض الزوايا والمساجد، كإجراء احترازي بدعوي "مواجهة التطرف والعنف".

ويؤكد الموقع أنه غير معروف ما إذا كانت هذه القيود سوف تنتهي وتُرفع عقب انتهاء شهر رمضان في 14 يونية المقبل، أم ستظل مفروضة على هذه المساجد والأئمة والميكروفونات وصناديق التبرعات.

ويشير لأن هذه الحملة على المساجد بدأت عقب الانقلاب ودعوة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لتجديد ما يسمى "الخطاب الديني ضد الإرهاب"، وأن استهداف سلطات الانقلاب للزوايا هدفه "منع التحريض والتطرف الذي يحدث في عدة محافظات"، بحسب زعمهم.

وقال إن المصريين غاضبون من هذا الحظر المفروض على الدروس الدينية في المساجد، لكن سلطات الانقلاب تدعي أنها "تعتبره خطوة هامة للسلامة العامة"!

وقالت إن العقوبات التي فرضتها سلطة الانقلاب الأمنية والأوقاف زادت بالنسبة لبعض المساجد التي جري انتزاع مكبرات الصوت الخاصة بمآذنها بدعوى أنها تؤذي بعض الجيران، رغم أنها تستخدم للأذان والصلاة.

كما تم طرد العشرات من الأئمة من المساجد بدعوي أنهم يخالفون المواضيع التي تفرضها عليهم سلطة الانقلاب ليقولوها في الخطب.

وقبل حلول شهر رمضان، أغلقت أوقاف الانقلاب 25 ألف زاوية ومسجد بالمحافظات خلال الشهر الكريم، ومنعت إقامة أي صلاة فيها، بحجة أنها تعمل على تغذية التطرف والإرهاب في البلاد.

وأرسل وزير أوقاف الانقلاب محمد مختار جمعة إلى مديري الأوقاف بالمحافظات في أبريل الماضي، أسماء تلك الزوايا في القرى والمدن والأحياء الشعبية التي يمنع إقامة الصلاة فيها، بناء على تقارير أمنية، والاكتفاء بالصلاة في المساجد الكبرى والرئيسة.

والمساجد والزوايا التي شملها المنع تم فرض قيود مشددة عليها من قبل مفتشي الوزارة الذين أصبح دورهم هو المراقبة الامنية ومنع الخطب أو فضل أئمة أو انتزاع ميكروفونات المساجد بدعاوى أن هناك شكاوى من أنها تسبب الازعاج، خاصة في محافظة الإسكندرية.

حصار للمواطن

وبخلاف ديكتاتورية العسكر، فإن الأوضاع الاقتصادية التي تحاصر المواطن المصري، وتؤثر على ظروفه المعيشية، جعل هناك حالة من الهدوء النسبي تسيطر على شعائر صلاة التراويح في رمضان.

طالت هذه الحالة، أيضًا، مسجد القائد إبراهيم، أحد أشهر مساجد البلاد، مع استمرار غياب إمامه وخطيبه، حاتم فريد الواعر، الذي ذاع صيت المسجد بتلاوته العذبة التي كانت تجمع الآلاف خلفه.

وعلى عكس مسجد الفتح، والقائد إبراهيم، استمر غلق مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، الذي شهد مذبحة معارضي الانقلاب، والذي تغلقه سلطات الانقلاب، بسبب ماتصفه بـ"استكمال أعمال ترميم موسعة في المسجد".

عقبات أخرى أفقدت عددًا من المساجد الشهيرة الإقبال الذي عرف عنها خلال رمضان منذ سنوات، مثل غياب أئمة لطالما اعتلوا المنابر واعتبرهم مصريون "نجوما" في الإمامة والوعظ برمضان، وتحديد مدة درس التراويح بـ10 دقائق فقط بدعوى مراعاة ظروف المصليين، إلى جانب فرض قيود أكبر على الاعتكاف، من بينها ضرورة تسجيل الأسماء قبل الاعتكاف، ومنع الصلاة الجامعة (مثل القيام) في الزوايا (مساجد صغيرة)، وعدم السماح للمصليين بالبقاء بعد انتهاء الصلاة مباشرة في المسجد.

فللعام الخامس على التوالي يغيب المقرئ محمد جبريل عن مسجد عمرو بن العاص بمنطقة مصر القديمة، كذلك رجب زكي إمام مسجد الرحمن الرحيم بمدينة نصر، بسبب "عدم حصولهم (جبريل وزكي) على تصاريح"، من وزارة الأوقاف الانقلابية.

سيطرة الحزن 

وما زالت أجواء الحزن مسيطرة على المعتقلين وأسرهم، حيث يأتي رمضان السادس منذ انقلاب الثالث من يوليو على الأحرار في سجون الانقلاب بين حبس انفرادي أو زنازين الموت لـ 320 زنزانة كدستها إدارة السجن التي تعاقد السيسي معها من داخل قعر جهنم فيضعون 8 أفراد في زنزانة لا تتسع لفردين أو لأربعة بمصباح أصفر 100 وات و"جردلين" أحدهما للشراب والوضوء والآخر لقضاء الحاجة.

ويعانى أشرف أبناء الوطن من الويلات من تعذيب وإهدار لأدنى حقوقهم المشروعة من طعام آدمى ومن ملبس نظيف ومن تداوى وكذلك حقهم المشروع فى التريض والزيارة سجن العقرب وسيلة السلطة لتعذيب و قتل معارضيها.

وتبقى العنابر، في سجن العقرب شديد الحراسة، تختلف بشكل كامل عن باقي السجن فمجرد غلق بوابته الخارجية المصفحة لا يتمكن المعتقلون حتي من التواصل عبر الزنازين، كما يفعل المساجين في السجون العادية، نتيجة الكميات الهائلة من الخرسانة المسلحة التي تمنع وصول الصوت.

أضف تعليقك