عندما أعلن ترامب في 6 ديسمبر 2017، نقل سفارة أمريكا إلى القدس الشريف، صمت حكام العرب، كما صمت المجتمع الدولى، بل أصيب بالخرس، لأن الأمر يخص أمريكا وفتاتها المدللة،- دولة الكيان الصهيونى- ولكن نطقت القاومة، وابدعت في مسيرات العودة،بابداعات أبهرت العالم،من الكاوتشوك للطائرات الورقية، للوقوف بصدور عارية أمام الغطرسة الصهيونية، وسيظل الجهاد الفلسطيني مشروع ومستمر، كما أخبر بذلك النبى صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهمن ولا من خذلهم إلا ما كان من لأواء وهم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
ومما يؤكد عجز الصهاينة أمام إصرار الشعب الفلسطيني المقاوم، والذى تخلى عنه الجميع ،أن إسرائيل ماكانت تستطيع ذلك لولا الدعم الأمريكي والغربى ، وصهاينة العرب ،لأن هذا الكيان اللقيط والمهجن، والذى تم زرعة في جسد الأمة الإسلامية لتحقيق مصالح أمريكا والغرب، لابد أن يندحر أمام بطولات الشعب الفلسطيني، مثلما رأينا بالأمس، الشهيد “فادي أبو صلاح” (29 عاماً)، والذى بُترت قدماه في عدوان صهيوني سابق على قطاع غزة،عام 2008 ،شارك في مسيرات_العودة_الكبرى كلّ يوم، حتى استُشهد يوم أمس إثر “قنصه” برصاص جنود العدو. رحل فادي، وترك وراءه أمة تتخبط؛ منها من يشارك في حصار أهله، ومنها من يحيك المؤمرات على شعب غزة المحاصر، ومنها من يقدم القرابين لأمريكا ليبقى في السلطة ، ولو على حساب دماء وأشلاء أهل غزة !!
وقدعجزت أمريكا خلال هذه الفترة، بالرغم من الوعود التي قدمها كل المرشحين للرئاسة الأمريكية، بدءً من بوش الابن وحتى أوباما من تنفيذ هذ القرار، إلا أن ترامب الذى نجح في ابتلاع معظم أموال الخليج، وبمساعد ولى العهد السعودى،ومحمد بن زايد وقائد الانقلاب العسكرى في مصر،تمكن من تنفيذ هذا القرار، مما يؤكد بأن ماحققه الصهاينة من نجاحات في فلسطين، لم يأت من قوة دولة الصهاينة،بل من الذين ساندوها، منذ نشأتها ، بالمال والسلاح والمواقف السياسية،سواء من الغرب،أو من صهاينة العرب الذين ظلوا يتاجرون بدماء الفلسطينين منذ سبعة عقود!!
وقد شارك في مراسم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، 32دولة، بالإضافة لكل الدولة العربية التي شاركت بصمتها وسكوتها، ودفن رؤسها في الرمال الساخنة.
وقال ترامب في رسالته إلى المشاركين في مراسم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس: إن إسرائيل دولة مستقلة ويحق لها مثل لأي دولة في العالم أن تحدد عاصمتها والقدس عاصمة حقيقية لإسرائيل.
وعلى طريقة تصريحات النظام الانقلابىفى مصر كلمافتعل أزمة ورفع الأسعار،قال نائب وزير الخارجية الأمريكي “جون ساليفان”: إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها خطوة لإحلال السلام في القدس والمنطقة وكل العالم والاعتراف بالواقع القائم منذ سنوات، ويصب في مصلحة الفلسطينين!!
وقال جاريد كوشنير، صهر ترامب: أن العديد من زعماء أمريكيا السابقين وعدوا بنقل السفارة إلى القدس، لكن ترامب هو الوحيد من حقق هذا الوعد،وأن نقل
السفارة الأمريكية إلى القدس يظهر للعام أن الولايات المتحدة دولة جديرة بالثقة!!
وقال الإرهابى نتن ياهو: إنه يوم كبير بالنسبة للشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.. وسفارة أقوى دولة في العالم تفتتح اليوم في القدس، إننا في القدس وسنبقى هنا.
وهذا ليس بغريب على صهاينة العرب، فقبل أيام وفي قلب القاهرة وعلى بعد أمتار من ميدان التحرير الذي شهد ثورة 25 يناير 2011، وفى أحد الفنادق الكبرىفندق “ريتز كارلتون” نظمت السفارة الصهيونية حفلا بمناسبة الذكرى السبعين لقيام دولة الكيان الصهيونى الموافقة لذكرى النكبة.
وأرسل السفير الصهيوني دعوات لسياسيين وبرلمانيين وإعلاميين تابعين للنظام الانقلابى للمشاركة في الاحتفالية جاء فيها: يسر سفير دولة إسرائيل د. دافيد جوفرين أن يدعوكم لصحبته خلال الاحتفال بالعيد السنوي الـ70 لاستقلال دولة إسرائيل.. وذلك يوم الثلاثاء 8 مايو (أيار) 2018 في تمام الساعة السادسة مساء، بقاعة ألف ليلة وليلة بفندق ريتز كارلتون بالقاهرة”.
بما يؤكد أن مستوى العلاقات بين النظام الانقلابى ودولة الكيان الصهيوني، أصبح تجاوز كل الحدود، وقد حضرهذا الاحتفال مجموعة من المتصينين المصريين، وهم : علاء عرفة (رجل أعمال)، وهشام طلعت مصطفى (رجل أعمال)، وشاهيناز النجار (برلمانية سابقة)، وعماد الدين أديب (إعلامي)، وخالد أبو بكر (رجل أعمال)، وسعد الدين إبراهيم (أستاذ اجتماع)، وعبد المنعم سعيد (صحافي)”. كما قال السفير الصهيوني خلال كلمته: نلاحظ التغيير في معاملة الدول العربية لإسرائيل بأنها لا تعتبر عدوا بل شريكا في صياغة واقع جديد،وأفضل في المنطقة، واقع يستند إلى الاستقرار والنمو الاقتصادي!!
والطريف أن قناة الجزيرة بحجة الرأي والرأى ال|آخر تستضيف أحد المعلقين الصهاينة ليعلق على الأحداث كما أنها لاتكف عن استضافة أفيخاى أذرعى”ليدافع عن القتلة ، ويبث أكاذيبة عبر هذا المنبر والذى يفترض أنه حر ، فاليوم يوم عزة وكرامة وإباء وليس يوما من أيام الرأي والرأي الآخر،لأن الدفاع عن القتلة ليس رأيا آخر، ولكن مشاركة في الجريمة مهما كانت التبريرات،
بينما يسقط عشرات الشهداء، في يوم يوم ملحمة سطرها أهل غزة بدمائهم ،وإلا مالفارق بين مافعلته قناة الجزيرة ودعوة دولة الإمارات لوزير الاتصالات الصهيونى الى زيارة الامارات الشهر القادم!!
أضف تعليقك