تغير واضح طرأ على العادات الشرائية للمصريين منذ تحرير سعر صرف الجنيه وهبوط قيمته قبل عامين، وبلوغ سعر الدولار 18 جنيها، وقبل شهر رمضان اتجه العديد من المواطنين لتغيير تلك العادات، التي كانت تحرك المياه الراكدة في أسواق التجزئة.
فبجانب زيادة أسعار التذاكر لكل من القطارات والمترو، وغلاء الوقود، والكهرباء، جاء غلاء أسعار الأكل والشرب، وتقليل الاستهلاك ليضع المواطن في موقف الضعيف دائما في ظل ما يعانيه من تكدس وغلاء غير طبيعي لكل شئ من حوله.
وفي شهر رمضان كان يرتفع استهلاك المصريين من السلع الغذائية بنسبة تتراوح بين 50% و 80%، إلا أن الوضع لم يعد كما عليه وأصبح المواطن لا يستطيع أن يلبي احتياجات أسرته في الشهور العادية فكيف برمضان الذي تزداد فيه المصروفات.
غلاء الياميش
وكشفت شعبة العطارين في الغرفة التجارية المصرية مؤخرًا أن استيراد الياميش هذا العام تراجع بنسبة 40%، مرجعة ذلك إلى تخوف التجار من التراجع الكبير في معدلات الاستهلاك.
ورغم أن الزيادة في أسعار الياميش (المكسرات والفواكه المجففة التي يتم استخدامها على موائد الإفطار في رمضان وتستورد مصر معظمه من الخارج) لم ترتفع مقارنة بالعام الماضي إلا بنسبة تتراوح بين 10 – 15%، فإنه يبدو أن معدلات الشراء تراجعت بصورة أكبر بكثير.
ويرى الأهالي أن تزامن رمضان مع امتحانات الثانوية العامة، التي تبدأ في الثالث من الشهر المقبل ويخوضها نحو 580 ألف طالب هذا العام، سيؤثر أيضا على الاستهلاك في رمضان هذا العام، خاصة وأن الأسر توجه تقريبا جزء كبير من دخلها في الشهر السابق للامتحانات للدروس الخصوصية.
رمضان بلا عزومات
وأشار الأهالي إلى أن أهم طقوس رمضان وهي العزومات ستنخفض بشكل كبير قد يصل لحد الإلغاء، وعدم تقبل العزومات بأي شكل، حيث أكد عبدالرحمن ياسر إننا سنعتذر عن تلبية أي دعوة للإفطار من أي قريب أو صديق ، كما أننا لن ندعو أحدا للإفطار هذا العام، وأشار أنه لن يشتري الياميش إلا بالحد الأدنى، فأنا لا أريد أن يشعر أبنائي بأي تغيير أو أن أقطع عادة وجدنا عليها آباءنا وأجدادنا.
زينة وفوانيس رمضان في خبر كان
وفي ظل ارتفاع أسعار الفوانيس المستوردة، بصورة أساسية من الصين، والتي عادة ما تكون على شكل عرائس لشخصيات حقيقية وكرتونية ومزودة بإحدى أغاني شهر رمضان، وفي ظل ارتفاع أسعار فوانيس رمضان المصرية، ظهرت أشكال مبسطة تقليدية مصنوعة محليا وتحظى بإقبال كبير نظرا لسعرها المنخفض. فبينما يصل سعر الفانوس الصغير الصيني إلى مائة جنيه، لجأ العديد من الأطفال إلى صناعة فوانيس وزينة من الورق.
وقد تصدرت الفوانيس التي تحمل صورة النجم الرياضى المصرى محمد صلاح المبيعات هذا العام
بدائل للغلاء
وأخذت ربات البيوت على عاتقهن مهمة توفير بدائل لبعض السلع الغذائية التي ارتفعت أسعارها بصورة كبيرة، وتؤكد إحداهن: "لقد أصبحت ماهرة في صنع الزبادي والكيك والفول واللحوم المصنعة كاللانشون والشيكولاتة السائلة.. وبعدما كان أطفالي يعشقون منتجات بعينها، أصبحوا يعشقون منتجاتي أنا".
وتضيف: "عندما كنت أذهب إلى المتجر الكبير، كنت أتوجه إلى منتجات شركات بعينها، لكن بعد التعويم أصبحت أتوجه إلى المنتجات الأفضل سعرا حتى إن تخليت في سبيل ذلك عن مستوى الجودة الذي كنت أرى أنه الأفضل".
أضف تعليقك