حذرت أودليا أزولاي في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية مما وصفته بتراجع السيطرة العبرية على مدينة القدس المحتلة لصالح مؤسسات فلسطينية وأوروبية ومنظمات أجنبية، "مما يضع شكوكًا كبيرة حول مدى مصداقية جيش الاحتلال في فرض سيادته على هذه المدينة، وإعلانه بأنها عاصمتها، ومطالبتها لدول العالم بالاعتراف بذلك".
وقالت الباحثة الصهيونية: "هناك وجودًا متزايدًا لدول أجنبية، ومنظمات تابعة للأمم المتحدة، ومؤسسات دولية، وأخيرًا السلطة الفلسطينية، كلها تقوم بتوفير المتطلبات الخاصة بسكان القدس في مجالات التعليم، الرفاه الاجتماعي، الصحة، وغيرها من القضايا المعيشية".
وأضافت أزولاي الباحثة في مركز الدراسات العبرية NGO Monitor أن "وزيرة الاتحاد الأوروبي فريدريكا موغيريني أعلنت مؤخرًا عن زيادة المساعدات الأوروبية للفلسطينيين بـ"شرقي القدس" بقيمة 42 مليون يورو، وفي أبريل تم الإعلان أن صندوق OPEC بالتعاون مع الأمم المتحدة وقعا اتفاقا لتوفير نصف مليون دولار لتحسين خدمات الصحة لمرضى السرطان الفلسطينيين بـ"شرقي القدس"، وهو اتفاق سيستفيد منه 4500 فلسطيني مقدسي سنوياً.
وأوضحت أنه "بجانب المساعدات الإنسانية فإن التدخلات الأجنبية في القدس تأتي على شكل مشاريع اجتماعية وتعليمية، مصحوبة بأجندة سياسية واضحة، فمركز المساعدة والاستشارات القانونية للنساء WCLAC في شرقي القدس تلقى تمويلا من الاتحاد الأوروبي بقيمة 2.5 مليون يورو في العام الأخير، وهو المركز الذي يدعو لتقديم مسؤولين إسرائيليين للمحاكمة الدولية، ضمن عضويته في مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطيني PHROC".
وأكدت أنه "في مجال التعليم هناك تدخلات مباشرة من السلطة الفلسطينية في مدارس شرقي القدس، فقد نشرت وزارة التعليم الفلسطينية أوائل هذا العام تحذيرا من قيام بلدية القدس العبرية التابعة للاحتلال بإجبار الطلاب الفلسطينيين على تلقي المناهج والكتب الدراسية الصهيونية، فيما كشف جهاز الأمن العام للكيان المحتل "الشاباك" مؤخرا عن مؤسسة إيلياء التي تعمل لتثقيف النشء الفلسطيني بشرقي القدس، وتعمل لحساب الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين".
الكاتبة أشارت إلى أنه "فضلًا عن كل ذلك، فإن دول الخليج العربي وتركيا زادت من نفوذها مؤخرا في القدس لزيادة تأثيرها السياسي على المدينة، فقد أعلن الملك سلمان الشهر الماضي عن دعم بقيمة 150 مليون دولار للحفاظ على التراث الإسلامي في القدس، وقدمت السعودية وتركيا والإمارات مساعدات بقيمة ربع مليار دولار، لتعزيز الوقف الإسلامي في القدس".
وختمت بالقول: "كل هذه المساعدات التي تقدمها هذه الدول والمنظمات يستفيد منها ما يقرب من 40% من سكان المدينة المقدسة، وفيما يكثر الصهاينة في الآونة الأخيرة من الحديث عن رمزية القدس، فإن جهات أجنبية أخرى، بعضها معادية، تعمل لتثبيت حقائق على أرض الواقع في القدس، وطالما أن الكيان العبري يعتبر نفسه مسؤولة عن كل سكان القدس، فلا يجب عليها أن تغض طرفها عن دخول هذه الجهات للمدينة".
أضف تعليقك