سخرت جريدة الجارديان البريطانية من تصريحات رئيس هيئة الأرصاد الجوية والتي أشار فيها إلى اتجاه الدولة لسن قانون جديد ضد الأخبار الخاصة بالطقس.
جاء ذلك في تقرير نشرته الجارديان أمس، حيث أشارات إلى أن مصر قررت أن تُبلي بشكل أفضل من خلال قمع ما سمّته تقارير الطقس «الزائفة».
وادعى رئيس هيئة الأرصاد الجوية أن الهيئة الحكومية الوحيدة المخولة بإجراء تنبؤات حول طقس البلاد، ويقوم بإعداد مشروع قانون لحظر التنبؤات غير المصرح بها.
وقال «أحمد عبدالعال»، رئيس مجلس إدارة هيئة الأرصاد، خلال مقابلة تلفزيونية إن القانون يسعى لمعاقبة أي شخص «يتحدث عن الأرصاد الجوية، أو أي شخص يستخدم جهاز تنبؤ بالطقس دون موافقتنا، أو أي شخص يثير التباسا حول الطقس»، وتعد هيئة الأرصاد المصرية هي المصدر الرئيسي في مصر -إن لم يكن الوحيد- للمعلومات المحلية حول أنماط الطقس في البلاد.
وتتعرض وسائل الإعلام لضغوط متزايدة، مع اتهامات متكررة توجه إلى الصحفيين والمنافذ الإخبارية بأن أخبارهم مزيفة، حتى أولئك الذين يقدمون تقارير لصالح الدولة، لكن التقارير الكاذبة عن الطقس نادرة، ربما باستثناء التكرار السنوي للصور المزيفة التي تظهر الثلوج وهي تغطي الأهرامات وأبو الهول في الجيزة.
كانت هناك بعض الأحيان التي أصبحت فيها تقارير الأحوال الجوية سياسية. على سبيل المثال، عندما ادعت وزارة الداخلية المصرية عام 2015 أن الفيضانات في مدينة الأسكندرية الساحلية لم تكن بسبب إخفاقات البنية التحتية، ولكن بسبب أن أعضاء في جماعة «الإخوان المسلمون» كانوا يسدّون المصارف بالأسمنت.
وقال «تيموثي كالداس»، من معهد التحرير للأبحاث في سياسات الشرق الأوسط: «بغض النظر عما إذا كان هذا القانون المقترح سيؤثر على أي شيء، فإنه يعكس وجهة نظر الحكومة بأن من حقها تنظيم جميع المعلومات، حتى المعلومات التي يجب أن تكون نتاج التحليل العلمي غير السياسي».
وفي مارس أنشأ مكتب النيابة العامة خطا ساخنا للمواطنين للإبلاغ عن حوادث الأخبار المزيفة في وسائل الإعلام، كما وافق البرلمان المصري على قانون مكافحة جرائم الإنترنت، وأعطى السلطات الحق في إغلاق أو حجب أي مواقع إلكترونية «تعرض الاقتصاد المصري أو الأمن القومي للخطر».
وحجبت مصر ما لا يقل عن 497 موقعا على الويب منذ مايو 2017 ، وفقا لرابطة حرية الفكر والتعبير.
وشهدت البلاد بعض الطقس غير المعتاد والظروف الجوية القاسية في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك هطول الأمطار الغزيرة والعواصف الرملية الشرسة، وأُصيب سكان القاهرة الجديدة - وهي واحدة من الضواحي الأكثر ثراء في العاصمة - بحالة من الهلع بعد أن أدت البنية التحتية الضعيفة إلى جانب الأمطار الغزيرة، إلى تحويل الشوارع إلى أنهار، واتُّهم مسؤولون من هيئة الرقابة الإدارية في مصر بعدم الاستعداد لهذه الظروف، وأُوقفوا وأحيلوا إلى النيابة العامة.
أضف تعليقك