ما حدث في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة منذ يومين، وغرق المنطقة، وهى من المناطق الحديثة والراقية، ولكن بعد هذه الكارثة تبين كم الإهمال الذى يمارسه المسؤولون في الجهاز الإداري في الدولة منذ عقود، تذكرت حينها عندما وقف زكريا عزمى فى البرلمان يتحدث بكل قوة عن حالات الفساد، وأخذ يعدّد الفساد الذى اجتاح البلاد، فتعجب الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب حينها من جرأة زكريا عزمى، فقال له: ألهذا الحد وصل الفساد أيها النائب المحترم؟ فقال زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية: يا سيادة الرئيس الفساد فى المحليات والوزارات للركب.
ساعة من المطر، أظهرت فشل المسئولين في مواجهة الأزمات، في منطقة التجمع الخامس التى يطلق عليها أرض الأثرياء، والتي تحولت شوارعها في وقت قصير إلى حمامات سباحة، أغرقت فناء وحدائق الفيلات، ، وغرق المسئولين في شبر مية، واغلقوا هواتفهم في وجه المواطنين، وتركوهم في مواجهة الأزمة بمفردهم.
بعد هذه الكارثة خرج قائد الانقلاب ، ليقول: أتفهم تماما المعاناة التي آلمت ببعض المصريين نتيجة الآثار الناجمة عن تساقط الامطار بشكل مفاجئ، وغير معتاد عليه خلال اليومين الماضيين.
وأؤكد أن الدولة بكافة أجهزتها ستكثف من جهودها لتلافي حدوث مثل هذه الأثار مرة أخرى ،مع أن قائد الانقلاب وقف قبل أسبوع واحد من هذه الكارثة، منتشياً عندما كان في جولة في طريق القاهرة العين السخنة ، وعبر عن اعتزازه وفخره بما تم إنجازه على أعلى المستويات، ولكن يا فرحة ما تمت ، فما هى إلا بضعة أيام حتى تحول الطريق إلى حفريات ومطبات بعد أن غمرته المياه ، وقررت السلطات الانقلابية إغلاق الطريق، لأنه ليس صالحا لحركة السير، بعد أسبوع واحد فقط ، وبعد تصريحات قائد الانقلاب التي قال فيها : سعادتى بالغة بالتطوير الذى تم فى طريق القاهرة – العين السخنة.
ولا مانع من خروج أحد الخوابير الاستراتيجيين ليؤكد بأن أهل الشر والإخوان هم الذين سدوا البلاعات لنشر مناخ تشاؤمي بين أهل التجمع الخامس !!.
والطريف أن محافظ القاهرة ، أثناء حصة الجغرافيا ، على إحدى الفضائيات الانقلابية، حين سألته المذيعة من أن الناس بتتصل بالمسؤولين ومفيش حد يرد عليهم، فقال لها: التجمع مش تبعى وأن غرف العمليات للأحياء التسعة فى المنطقة الغربية، أو الأحياء الثمانية فى المنطقة الشمالية، أبدو استعدادهم وتحركوا للتخلص من المياه الراكدة فى أماكن تجمع المياه، وسيتم محاولة
الاستعانة بسيارات الصرف الصحى، وإن كان التجمع الخامس خارج حدودى الإدارية، حدودى الإدارية المنطقة الشمالية والغربية، ومنطقة وسط البلد، والتجمع الخامس ما يتبعش المحافظة لكنه يتبع جهاز التعمير”.
والصور التي نشرت عن الكارثة، تتناقض مع إعلان هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة عن أعلى ميزانية في تاريخها بقيمة 85 مليار جنيه مصري ،وقد ركزت الهيئة في المقام الأول على تطوير المدن التي تلبي احتياجات المواطنين ذوي الدخول المرتفعة.
وبعد خراب مالطة طلب رئيس وزراء الانقلاب من المحافظين أن يكونوا في حالة تأهب قصوى بعد سقوط الأمطار الغزيرة في عدد من المناطق في القاهرة ومدن أخرى وأمر المحافظين باتخاذ إجراءات وقائية لأنه من المتوقع أن يستمر الطقس السيئ في مختلف المحافظات، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.
كما أكد السفير المتحدث الرسمي باسم مجلس وزراء الانقلاب، أن أحداث غرق التجمع الخامس بسبب الأمطار الرعدية ،وسوء الأحوال الجوية وكثافة الأمطار اليوم كان غير متوقع، وأن الأمطار أوقفت عمل المحطات الكهربائية بالتجمع الخامس.
وأصدرت المستشارة “فريال قطب”، رئيس هيئة النيابة الإدارية، قرارًا رسميًا بفتح تحقيق قضائي موسع فيما شهدته مدينة التجمع الخامس، وغرق المباني في مياه الأمطار خلال اليومين الماضيين، بسبب فشل منظومة مواجهة السيول في تصريفها.
أما رئيس جهاز القاهرة الجديد بعد هذه الكارثة، أغلق على نفسه في مكتبه ، ولم يرد على الهاتف، ولم يحرك سيارات شفط المياه، ولم يتخذ أي إجراء يذكر لإنقاذ ، المتضررين!!.
وكالعادة يقوم الإعلام الانقلابى ، بحد السكاكين لموظفى الجهاز الإداري، لكن لا يمكن أن ينسب أي خطأ للذات العسكرية، التي نفذت كل هذه المشروعات، والتي غالبا ما يكون رئيس جهاز التعمير أحد جنرالات العسكر المتقاعدين!!
وهذا هو حال النظم الدكتاتورية العسكرية، التي ترعى الفساد والمفسدين ، يكون هناك مسؤولين ، ولكن لا يكون هناك مسائلة لأحد على الإخلال بمهام الوظيفة أو التقصير في مهام عمله.
أضف تعليقك