تحتفل مصر اليوم بمرور 36 عامًا على تحرير سيناء، وحصول مصر على أخر قطعة أرض محتلة من العدو الصهيوني، إلا أن احتفال بذكرى سيناء هذا العام له وضع مختلف، حيث يشن الجيش حرب ضاربة علي سيناء وأهلها دخلت شهرها الثالث تحت عنوان "العملية الشاملة "سيناء 2018".
ويروج نظام العسكر في هذه الذكري لأكذوبة "سيناء رجعت كاملة لينا"، مدعيا أن الجيش لم يفرط في ذرة من تراب مصر، رغم أن المؤسسة العسكرية باركت تنازل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير، كما لا تزال قرية "أم الرشراش" المصرية محتلة من جانب الصهاينة.
ويرصد لكم "الشرقية أون لاين" في هذا التقرير حال سيناء اليوم في عيد تحريرها الـ36.
الأهالي يعانون من القيود.. ومحاربة الإرهاب "فشنك"
على الرغم من المبرارات التي اطلقها الجيش في حملته العسكرية داخل سيناء وهي محاربة الإرهاب، فإن زعمه هذا لم يؤتي ثماره بعد 5 سنوات من الانقلاب العسكري، وقيامه بشن حروب ضارية ضد المسلحين كما يزعم، وكان آخرها ما يعرف بـ"العملية الشاملة 2018".
واتخذ "السيسي" عبارة محاربة الإرهاب في سيناء، ليعبث بأمن المواطنيين فقام بتهجير الأهالي، واعتقل النساء والأطفال، وهدم المنازل والمصانع والمساجد، هذا بخلاف فتح النيران للقتل والتصفية الجسدية بلا أي وازع من ضمير، وبعيدا عن أي قانون أو أحكام للقضاء ولو حتى هزلية.
كما يعاني أهالي سيناء من فرض سلطات الانقلاب العسكري قيودًا صارمة على حركة الأشخاص والسلع في جميع أنحاء المحافظة، مما أدى انخفاض حاد في الإمدادات المتاحة من المواد الغذائية، والأدوية، وغاز الطهي، وغيرها من السلع التجارية الأساسية.
وحظرت قوات الجيش بيع أو استخدام البنزين للمركبات في المنطقة، وقطعت خدمات الاتصالات لعدة أيام في كل مرة، وقطعت السلطات المياه والكهرباء بشكل شبه كامل في معظم المناطق الشرقية من شمال سيناء، بما في ذلك رفح والشيخ زويد.
أصحاب المزارع الواقعة جنوب العريش ليسوا بمنأى عن الأحداث التي يقوم بها الجيش في شمال سيناء، حيث أكدوا خسارة تقدر بملايين الجنيهات للموسم الحالي، بسبب تجريف أشجارهم واقتلاعها لكشف المساحات التي يشكو الجيش من التعرض لهجمات من ناحية بعضها.
ويتعرض بدو سيناء لقمع أمني متواصل، منذ عقود، حيث اعتقلت قوات الأمن أكثر من 3 آلاف من البدو ردا على التفجيرات التي وقعت في طابا وشرم الشيخ عام 2004 - 2005، على سبيل المثال.
ودمر الجيش نحو 1200 من الأنفاق التي كان البدو يعتبروها مصدر رزق لهم من خلال تهريب البضائع من رفح في سيناء إلى قطاع غزة منذ أن بدأت (إسرائيل) ومصر في حصار الأراضي الفلسطينية عام 2007.
الجيش يُمهد سيناء لصفقة القرن
ويرى محللون أن العملية الشاملة التي يقوم بها الجيش في شمال سيناء لها أهداف أخرى خطيرة منها المتعلق بالجيش ومنها المتعلق بالمواطن السيناوي، والهدف في النهاية هو تهيئة الوضع هناك لصفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي وحظيت بموافقة مصر والسعودية.
عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أكد وجود مؤامرة تجري على سيناء أطرافها مصرية وسعودية، ويشترك فيها السلطة الفلسطينية كذلك، مشيرا إلى أن هذه المؤامرة تهدف لإنشاء "كيان" وليس دولة للفلسطينيين تحت شعار "توسيع قطاع غزة".
كما رأى أن الخطة تقضي كذلك بربط تيران وصنافير التي تسلمتها السعودية من مصر، مقابل استيعاب لاجئين فلسطينيين وسكان من الضفة وغزة.
منظمات دولية تتحدث أزمة إنسانية في سيناء
وعبرت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية في تقرير نشرته الاثنين الماضي، عن تخوفها من حدوث "أزمة إنسانية" في سيناء نتيجة الحملة العسكرية التي يشنّها الجيش المصري ضد تنظيم الدولة.
وكتبت المنظمة أن الحملة العسكرية "شملت فرض قيود صارمة على حركة الأشخاص والسلع في جميع أنحاء المحافظة تقريبا". وأضافت أن "العملية شملت إغلاق الطرق وعزل المدن عن بعضها البعض، وعزل محافظة شمال سيناء عن البر المصري، ما يؤثر بشدة على تدفق البضائع".
وأضافت أن "السكان يقولون إنهم شهدوا انخفاضا حادا في الإمدادات المتاحة من المواد الغذائية، الأدوية، غاز الطهي، وغيرها من السلع التجارية الأساسية".
وعلى الرغم من التعهدت بتطوير سيناء، فإن الوعود لم تتجسد أبدا، وفي الأعوام 1994 و2012 و2016، كشفت القاهرة عن خطط لتعزيز الاقتصاد المحلي في شبه جزيرة سيناء، لكن في جميع الحالات الثلاث، لم تنطلق الخطط أبدا، لتظل تحرير سيناء مجرد ذكرى ويوم عطلة رسمية.
أضف تعليقك