تزامنت زيادة حالات الانتحار في مصر بين مستخدمي تطبيق لعبة "الحوت الأزرق" على أجهزة المحمول مع نشر الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان لأكبر دراسة نفسية على طلاب المدارس بعد توقف استمر لسبع سنوات؛ والتي كشفت عن أرقام مثيرة للقلق بشأن الأزمات النفسية التي يعاني منها الطلاب.
حذر خبراء ومختصون نفسيون من عواقب تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية من ناحية، وغياب الرقابة، وحالة الفراغ التي يعيشها الأطفال والشباب وانفتاحهم على عالم الإنترنت دون ضابط أو رابط.
وكشفت الدراسة، التي نشرت قبل أيام، على أن نحو 29% من الطلبة والطالبات يعانون من مشكلات نفسية، تراوحت ما بين أعراض القلق والتوتر، والتلعثم في الكلام والاكتئاب، وأن 19.5% يرغبون في إيذاء الذات، وأن 21.5% يفكرون في الانتحار.
استشاري الطب النفسي والأعصاب، زكريا عبدالحكم ، لم يستثن تردي الأوضاع الاقتصادية وما تلاها من آثار سلبية على المجتمع والأسرة من تحمل القسط الكبر من المسؤولية عن عمليات الانتحار، وقال: "الظروف الاقتصادية، وارتفاع الأسعار، وسوء سوق العمل، وعدم وجود دخول تتناسب مع ظروف المعيشة كل ذلك له دور كبير في حالة الإحباط السائدة".
وأضاف : "هناك مثل شائع يقول "من ليس له كبير يشتري له كبير فالشباب هذه الأيام فقد القدوة والأمل، وأصيب باحباطات كثيرة؛ لذلك تجده يبحث عن شيء يجبره على السير في اتجاه يشعره بأن هناك قوة تسيره وتوجهه"، لافتا إلى أنه "ليس صحيح أن الحرية المطلقة تساعد على تلمس الطريق الصحيح، فالأبناء بدون توجيه مباشر يضلون الطريق لإن الأباء تنازلوا عن هذا الدور لمثل تلك الألعاب (في إشارة للعبة الحوت الأزرق)".
في حين رأى استشاري الطب النفسي، إبراهيم مجدي حسين، أن ما تم ذكره من نسب في دراسة الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ليست مفزعة، ناهيك عن عدد سكان مصر الكبير، ولا تعد مؤشرا على وجود طفرة في نسب حالات الانتحار".
وأضاف حسين إلا أننا بحاجة إلى توعية الناس بأهمية الصحة النفسية، ولا ننتظر الأمراض بل نتبع سياسة الوقاية خير من العلاج"، مشيرا إلى أن "عدد مستشفيات الصحة النفسية زادت في الفترة الأخيرة لاستيعاب الزيادة في أعداد المرضى النفسيين، وقد ارتفع عددها إلى 22 مستشفى نفسي، وهناك مسشتفى كبير تحت الإنشاء بمدينة بدر يستوعب آلاف المرضى ليصبح الأكبر من نوعه في مصر والشرق الأوسط".
وفيما يتعلق بانتشار حالات الانتحار بسبب "لعبة الحوت الأزرق"، وصف الاختصاصي في الإرشاد النفسي، عمر النمر، اللعبة "بالظاهرة المقلقة بعد أن حصدت أرواح عشرات الأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم".
محذرًا من أن "الاستخدام الخاطئ للإنترنت ينذر بكارثة كبيرة؛ فالطفل في تلك الحالة يصبح مستقبل وليس مرسل، ما يؤدي إلى حدوث خلل نفسي في النطق والتفكير والإبداع، ويؤثر على الصحة الجسدية نتيجة المكوث الطويل ويجب عدم ترك الأطفال للفراغ".
أضف تعليقك