نشرت صحيفة "الجارديان" تقريرًا لمراسل الشؤون الدولية جوليان بورغر، يتحدث فيه عن المصاعب التي ستواجه الخطة الأمريكية بتشكيل قوة عربية لتولي المهام في شمال سوريا وشرقها، بعد انسحاب القوات الأمريكية من هناك.
وأعلن دونالد ترامب عن نيته سحب قواته أكثر من مرة، لافتا إلى أن القوة العربية قد تزيد من النزاع السوري بدلا من حله.
وأكد التقرير أن هناك مساعي متواصلة بين مدير المخابرات المصرية عباس كامل، ومستشار الأمن القومي الجديد جون بولتون والذي أكد خلال تواصله معه عن ضرورة إدراج مصر كقوة فاعلة في سوريا، كما أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده لم تستبعد المشاركة في تلك القوة، وقال إنها تجري محادثات مع واشنطن في هذا الشأن.
وتذكر الصحيفة أن هناك حوالي ألفي جندي أمريكي يقاتلون تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن ترامب عبر أكثر من مرة عن رغبته بعودتهم للوطن.
ويجد التقرير أن "فكرة تحالف عربي يقوم بأداء دور في سوريا لمواجهة التطرف واحتواء التاثير الإيراني، التي طفت على السطح أكثر من مرة منذ عام 2015، تواجه مخاطر كبيرة، فالسعودية والإمارات العربية المتحدة متورطتان في حرب اليمن، وليست لديهما في هذه الحالة إلا قوة عسكرية صغيرة لإرسالها إلى التحالف الجديد، كما أنهما في مواجهة مفتوحة مع دولة قطر، التي قد تكون مساهما محتملا للقوة التي يقترحها ترامب، في الوقت الذي تقيم فيه القاهرة علاقات قريبة مع نظام بشار الأسد، بشكل يثير الشكوك حول مشاركتها في تحالف ضده".
وكشفت الصحيفة عن اهتمام مدير شركة "بلاكووتر" للتعهدات الأمنية، إريك برينس، بتلك الفكرة، مشيرة إلى أن برينس يعد من حلفاء الرئيس دونالد ترامب، وله علاقات عمل مع الإمارات العربية المتحدة، حيث طرح برينس الفكرة ذاتها العام الماضي في أفغانستان، إلا أن البنتاغون رفضت الفكرة.
ويستدرك التقرير قائلا: "ربما كان لدى برينس تأثير على البيت الأبيض في مجال سوريا، حيث جادل بولتون بأن الولايات المتحدة تحملت الكثير من الأعباء في سوريا، ويجب على الدول العربية تقديم القوات والدعم المادي في القتال ضد تنظيم الدولة، وتشعر السعودية وغيرها من ملكيات الخليج بالانزعاج من قيام القوى الخارجية بإملاء الأوامر لصناعة الأحداث على الأرض في سوريا".
وتشير الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أعلن عن ولادة تحالف إسلامي لمواجهة الإرهاب، عقد أولى اجتماعاته العام الماضي، إلا أنه لن يشارك في عمليات قتالية على ما يبدو.
وينقل التقرير عن مدير برنامج التطرف ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، الذي شارك في الاجتماع الافتتاحي للتحالف، قوله إن القوة مخصصة التدريب، وإعداد برامج مساعدة وليس القتال، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك سابقة لقوة عربية في سوريا قبل هذا، وأضاف: "يبدو أن السعوديين يواصلون الاصطفاف مع الرئيس دونالد ترامب، ولا يعبرون 100% عن حقيقة مقاصدهم"، ففي حالة نشرت السعودية قواتها في سوريا، فإنها ستجد نفسها في مواجهة مع إيران والقوات الوكيلة لها بشكل يؤدي إلى التصعيد.
وينقل التقرير عن الزميل في مركز الأمن الأمريكي الجديد نيكولاس هيراس، قوله إن السعوديين ودول الخليج عامة تفضل إرسال رجال مخابراتها والمال بدلا من وضع قواتها على الأرض، مستدركا بأن مشكلة السعوديين هي أراضيهم التي يخترقها الحوثيون كل يوم، ولا معنى لقيامهم بنقل قواتهم في وقت يواجهون فيه مشكلات على حدودهم.
وتختم "الجارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن هيراس لم يستبعد إمكانية بحث السعوديين عن مصادر أخرى للقيام بالمهمة، مثل تجنيد قوات من السودان وباكستان، وقال: "أنا متأكد أن السعوديين مستعدون للقتال في سوريا حتى آخر جندي سوداني".
أضف تعليقك