• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بدأت قوات النظام السوري المجرم، الجمعة الماضية شن هجمات جوية وبرية عنيفة على دوما، آخر مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة، وسط صمت وتخاذل عربي وغربي.

وأفادت مصادر محلية بأن سبب استئناف النظام لهجماته هو فشل روسيا وفصيل "جيش الإسلام" المنتشر بالمدينة في التوصل لاتفاق حول الهدنة والإجلاء كما حصل مع باقي مناطق الغوطة.

مجزرة حقيقة

ارتكبت قوات النظام السوري المجرم مجزرة جديدة في دوما بريف دمشق أول أمس السبت، أدت لمقتل 150 مدنيًا على الأقل.

وشنت قوات الأسد هجومًا كيميائيًا على المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة بالغوطة الشرقية.

وقال الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن قوات النظام وداعميه استهدفوا دوما بأسلحة كيميائية.

وقالت مصادر سورية محلية إن الهجوم أسفر حتى الآن عن مقتل 150 مدنيا على الأقل، وإصابة مئات يجري التعامل معهم ميدانيا، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، صباح أمس الأحد، بصور وأخبار مجزرة دوما المفجعة والصادمة، فيما أظهرت عشرات الفيديوهات، مقاطع تبدو وكأنها من الأفلام حيث الدمار والدخان يغطي المكان.

تكرار استخدام الكيماوي

لم يكن استخدام نظام المجرم بشار الأسد والمرتزقة الروسية للسلاح الكيماوي في مجزرة دوما هي المرة الأولى، حيث استخدمه الأسد في مجزرة الغوطة التي وقعت بغاز السارين في صيف العام 2013، والتي أدت إلى مقتل 1400 شخص، بحسب الأمم المتحدة.

وبحسب منظمة السلامة الدولية، فإن سوريا تمتلك أربعة مواقع يعتقد أن فيها أسلحة كيماوية؛ أحدها شمالي دمشق، والثاني قرب المدينة الصناعية بحمص، والثالث بحماة، ويعتقد أنه ينتج غاز الأعصاب (في إكس) بالإضافة إلى السارين و"التابون"، وموقع رابع قرب ميناء اللاذقية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن "سين كوفمان"، الباحث في مركز الصحة العمومية بجامعة "إموري" الأمريكية، أن السارين هو غاز خطير يتداخل مع المحول العصبي الذي يشكل وصلة الربط بين الغدد والعضلات، إذ يعطل هذا المحول فتصبح العضلات تحت تنبيه فوق العادة، وتخضع نسبة التسمم لمقدار الغاز الذي يتعرض له الشخص ولمدة تعرضه له.

ويمكن أن يظهر تأثير بخار السارين بعد ثوان، في حين لا يظهر تأثير السارين السائل إلا بعد عدة دقائق، بل إنه قد لا يظهر إلا بعد ساعات قد تصل إلى 18 ساعة، ويمكن لجرعة كبيرة من السارين أن تؤدي إلى فقدان الوعي والتشنج والشلل والعجز عن التنفس فالوفاة.

تواطئ عربي وصمت غربي

لا تجد المجازر الوحشية التي يرتكبها نظام الأسد حاليّاً ضد بلدات ومدن الغوطة الشرقية لدمشق، أي ردود أفعال من الحكام العرب، ليثبت ذلك تواطئهم مع المجرم بشار الأسد.

وتوالت الأحداث التي أثبتت ذلك التواطئ العربي المخذي، فقد تصدّى «تيّار الغد» الإماراتي للحديث عن مفاوضات تجريها روسيا، وهي أحد الأطراف الرئيسية المسؤولة عن قصف الغوطة، برعاية مصرية، لإخراج قوّات المعارضة من المنطقة الشاسعة التي تضم قرابة 400 ألف شخص، في الوقت الذي تنسحب قوّات «وحدات الحماية الكردية»من أحياء حلب وتسلّمها للنظام، وتدخل ميليشيات شيعية إلى عفرين لمواجهة الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية وهي تحمل صور الأسد.

والواضح أن هذا التواطؤ العربيّ، والسكوت على أشكال الإبادة الجماعية التي تحصل ضد المدنيين السوريين، ساهم في التواطؤ العالميّ، الذي لم يكتف بالامتناع عن إنجاد الغوطة - وقت حصارها - بالغذاء والدواء، في الوقت الذي جنّد كل قوّاته وإمكانياته لنجدة مسلحي حزب العمال الكردستاني في عين العرب (كوباني)، بل إنّه انخرط، كما فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطة النظام وروسيا، مطالباً بهدنة لإخراج المدنيين، في تشريع عالميّ لترانسفير طائفي يتبعه بالتأكيد تغيير في النسيج الاجتماعي لغوطة دمشق.

 

 

أضف تعليقك