• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أثار انتحار نجل نائب برلماني سابق موجة من المخاوف لدى المصريين من لعبة "الحوت الأزرق"، التي أفادت تقارير إعلامية أنها كانت السبب وراء إنهاء شباب ومراهقين في مصر حياتهم.

وبعد وفاة خالد الفخراني، نجل البرلماني السابق حمدي الفخراني، نشرت شقيقته منشورًا على فيسبوك أكدت فيه انتحار أخيها بسبب لعبة "الحوت الأزرق"، التي تبدأ بـ" أوامر تافهة تصل للاستحواذ التام".

وبادرت سلطات الانقلاب في استخدام انتحار خالد، الذي يبلغ من العمر 18 عاما، لمزيد من القصص حول "تحدي الحوت الأزرق"، في إلهاء الشعب المصري، حيث بات واضحًا للجميع أن المبالغة في الحديث عن لعبة " الحوت الأزرق"، ماهو إلا لعبة من قبل العسكر؛ غايتها إلهاء المصريين، وخاصة الشباب من مستخدمي الإنترنت، وإبعادهم عن انتقاد الانقلاب، والتعبير عن السخط من قرارات حكومة الانقلاب المؤلمة اقتصاديًا واجتماعيًا و سياسيًا، والتي وصلت إلى سقف عال منذ انقلاب يونيو 2013 قبل أربع سنوات.

ما "الحوت الأزرق"؟

ظهرت هذه اللعبة في روسيا في عام 2013، وكانت محدودة الانتشار حتى عام 2016 عندما انتشرت بين الشباب والمراهقين هناك على نطاق واسع.

وبعد ذلك وقعت حالات انتحار تم ربطها باللعبة، وهو ما خلق حالة من الذعر في روسيا.

وتم اتهام مخترع هذه اللعبة، وهو روسي يدعى فيليب بوديكين ويبلغ من العمر 21 عاما، بتحريض نحو 16 مراهقة على الانتحار.

وقد ألقت السلطات القبض عليه، ومثُل أمام القضاء الذي أدانه وحكم عليه بالسجن.

لعبة #الحوت_الأزرق او الـ blue whale هي تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية وتتكون من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً، وبعد أن يقوم المراهق بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز التالي "F57" أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً.

بعد ذلك يُعطى الشخص أمراً بالاستيقاظ في وقت مبكر جداً، عند 4:20 فجراً مثلاً، ليصل إليه مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة. وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف.

وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى "حوت أزرق"، وبعد كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين.

ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة. ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم .
ويسود اعتقاد بأن مصمم اللعبة استوحى اسمها من إقدام الحوت الأزرق في بعض الحالات على "الانتحار"، وذلك باتجاهه إلى الشاطئ.

استغلال الكوارث

يؤكد الخبراء أن الأنظمة العسكرية الديكتاتورية كلما تصاعد الغضب الشعبي ضدها، وكلما مرت بأزمات لا تجد لها حلًا، فإنها تعمد إلى سياسة إلهاء الشعب؛ لتصرفه عن قضايا رئيسية من غلاء وبطالة وفقر.

واعتادت سلطات الانقلاب على استثمار أحداثًا فعلية، واصطناع أحداثًا وتضخيمها عبر أذرعه الإعلامية لتصبح حديث الناس، حيث اتسعت رقعة الحديث عن لعبة "الحوت الأزرق" لتصبح القضية الأولى في وسائل الغعلام الانقلابي.

وتعالت مطالب بحظر اللعبة، إذ تقدم أمين سر لجنة حقوق الإنسان ببرلمان الانقلاب، بطلب إحاطة عاجل لحظر لعبة "الحوت الأزرق" في مصر، وجهه إلى وزير الاتصالات الانقلابي، وطالبه بضرورة وجود رقابة على هذا النوع من التطبيقات.

كما استغل نواب انقلابيون الأمر في المطالبة بسرعة "إصدار قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية".

كما أصدرت دار الإفتاء المصرية، فتوى نصت على أنه "يحرم شرعًا المشاركة في اللعبة المسمّاة بـ"الحوت الأزرق"، وعلى من استُدرِج للمشاركة فيها أن يُسارِعَ بالخروج منها"، وأهابت دار الإفتاء أيضا بالجهات المعنية "تجريم هذه اللعبة، ومَنْعَها بكل الوسائل الممكنة".

كذلك أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانًا يحذر من الانخراط في لعبة "الحوت الأزرق"، وأدرج فيه عدة "نصائح وقائية" لتجنب "الوقوع في هذا المنزلق الخطير".

سياسة الإلهاء

ياتي استغلال العسكر للعبة الحوت الأزرق في إلهاء المصريين، بينما تعيش مصر على وقع أزمات اقتصادية متتالية، من ارتفاع بأسعار السلع والخدمات، وتغول الدولار على الجنيه المصري، وعجز حكومة الانقلاب عن توفير السلع الأساسية والأدوية، رغم ما اتخذته من خطوات بتعويم الجنيه، وتخفيض الدعم، ورفع أسعار الوقود.

كما تحاول سلطات الانقلاب التغطية على عدة كوارث تمر بها مصر بسبب فشل العسكر في الآونة الأخيرة، منها الإعلان عن فشل مفاوضات سد النهضة الإثيوبي واستمرارهم في تهجير وقتل المدنيين في سيناء، بالإضافة إلى مقايضتهم لحركة حماس - بإيعاز صهيوني - لإيقاف مسيرات العودة الكبرى مقابل فتح معبر رفح الحدودي.

والغاية من اتباع هذه السياسة هي جعل المعاناة مستمرة؛ لإلهاء الشعوب، وإشغالها بمشاغل ثانوية، بحيث لا تنشغل بمراقبة سياسات الحكام وفسادهم واستبدادهم وطغيانهم، فإلهاء الناس بمشاكلهم المعيشية وهموم أرزاقهم حتى تستهلك وقتهم وتستحوذ على تفكيرهم، بحيث لا يبقى لديهم الوقت اللازم للتفكير في غير همومهم الشخصية، وتتعدد مفردات الإلهاء ما بين إعلام فاسد وفن هابط وافتعال مشكلات اقتصادية واجتماعية، بل وفتن طائفية بين نسيج المجتمع، واختراع عدو وهمي لمحاربته!!.

أضف تعليقك