عندما صدر قانون "جاستا" والذى يعنى "العدالة في مواجهة رعاة النشاط الإرهابي"، وقد أصدره الكونغرس فى أواخر أيام ولاية الرئيس الأمريكى السابق أوباما في خطوة لتوجيه الاتهام للمملكة العربية السعودية بالضلوع مباشرة في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وهذا القانون الذى خوّل ذوي ضحايا هجمات سبتمبر 2001، رفع دعاوى بحق المملكة العربية السعودية، باعتبارها بلد داعم بشكل مباشرأوغير مباشرللمجموعة التي نفذت العملية، فى الحادي عشر من سبتمبر، والذى استهدف برج التجارة العالمى، في مانهاتن بنيويورك.
وقد زعم فريق من المحامين والصحفيين الاستقصائيين، أنهم عثرواعلى أدلة دامغة، تفيد بأن المتهم في هجمات 11 سبتمبر”محمد الأمیرعوض السید عطا، الشهير
“بمحمد عطا”، المتھم الأول في تفجیر برجي مركز التجارة العالمي بنیویوك ” زار السعودية قبل أن يقود تسعة عشر رجلاً للقيام بقتل ثلاثة ألاف شخص،
كما أن قانون “جاستا “سوف يكلف السعودية مبالغ طائلة قد تصل الى ما يفوق ثلاثة تريلونات دولار، كتعويض لعائلات الضحايا والمصابين في هذا الحادث، وإذا أضفنا إلى ذلك الواقع الحالي التي تعيشه السعودية، نلاحظ أنها غرقت في المستنقع اليمني، وقد تمرغ أنفها فى الوحل، ولم تعد قادرة على الخروج من المستنقع اليمنى، كماأنه يوجد لديها مشاكل مع العراق، متورطت في سورية، وتفرض حصاراً ظالماً على قطر بزعم أنها على علاقة بإيران.
وعلى غرار قانون جاستا الأمريكى، فإن البرلمان العراقي يسعى لتمرير قانون يقضي بوجوب اعتذار المملكة العربية السعودية للشعب العراقي، ودفع تعويضات لأسر ضحايا “العمليات الإرهابية” منذ 2003، مقابل إعادة العلاقات كاملة معها.
وبالتأكيد فإن السعودية التى استقبلت صبى قاسم سليمانى” قاسم محمد الأعرجى”وزير داخلية العراق، والذى اتهم السعودية بتصدير التطرف والإرهاب، وقاتل السنة وقائد ميليشيات إيران الإرهابية، يتم استقباله في بلاد الحرمين استقبال الأبطال، لاشك أنها ستوافق حتماً على هذا القانون العراقى!!
وفى الوقت الذى صرح فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأن المملكة تتقاسم الكثير من المصالح مع دولة الكيان الصهيونى، لأنها تتمتع باقتصاد قوى مقارنة بحجمها.
وفي مقابلة مع مجلة ذي أتلانتيك الأميركية قال: إنه في حال تحقيق السلام سيكون هناك الكثير من المصالح بين دولة الكيان الصهيونى وبلدان مجلس التعاون الخليجي ودول مثل مصر والأردن. وإن السعودية ليست لها أي مشاكل مع اليهود، مستدلا على وجود الكثير من هذه الطائفة في بلاده قدموا للعمل من أميركا وأوروبا، وأنه لا توجد أي مشاكل بين المسلمين واليهود والمسيحيين.
وزعم أن النظام الإيراني، وجماعة الإخوان وتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية ضمن ما سماه مثلث الشر الذي يحاول أن يتلاعب بالمسلمين بهدف إنشاء الإمبراطورية الإسلامية.
حيث يسعى النظام الإيرانى لنشر الفكر الشيعي المتطرف، لاعتقادهم أن نشر هذا الفكر سيسهم في ظهور الإمام الغائب وعودته لحكم العالم من إيران ونشر الإسلام حتى في أميركا نفسها.
لكن جماعة الإخوان فهى تنظيم متطرف، لكنها تختلف عن إيران بكونها تسعى لاستخدام النظام الديمقراطي وآلياته للوصول إلى حكم الدول، ومن ثم نشر الخلافة في مختلف أصقاع الأرض قبل التحول إلى إمبراطورية متطرفة يحكمها مرشد الجماعة.
وآخر أضلاع المثلث -حسب زعم ولي العهد السعودي- تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية، وأن فكر هذين التنظيمين يعتمد على منهج القوة في كل شيء وإجبار جميع المسلمين وكل العالم على الانضواء تحت قيادتهما، وأن جميع زعماء هذه التنظيمات كانوا في البداية أعضاء في جماعة الإخوان.
وقد التقى محمد بن سلمان – حسب صحيفتي هآرتس الصهيونية وإندبندنت البريطانية- مع زعماء يهود، من منظمة(أيباك) والاتحادات اليهودية لأميركا الشمالية، ورابطة مكافحة التشهير، والمنظمة العالمية للدفاع عن اليهود، ومنظمة “بناي بريث” الصهيونية.
ويذكرنا حال بن سليمان، وارتمائه فى أحضان الصهاينة، بحال الخليفة المستعصم، يوم دخول هولاكوقائد المغول بغداد، فبعد أن قتل العلماء و التجار و القضاة، قال لجنوده: أبقوا المستعصم -خليفة المسلمين- حيا حتى يدلنا على أماكن كنوزه…
وذهب المستعصم معهم ودلهم على مخابىء الذهب والفضة والنفائس وكل المقتنيات الثمينة فى داخل وخارج قصوره، ومنها ما كان يستحيل أن يصل إليه المغول بدونه، حتى أنه أرشدهم إلى نهر مطمور من الذهب المتجمد لا يعلم أحد بمكانه فقال له هولاكو ساخراً: لو كنت أعطيت هذا المال لجنودك لكانوا حموك مني…
لم يبك المستعصم على الكنوز والأموال، ولكنه بكي حين أخذ هولاكو يستعرض الجواري الحسان وعددهن سبعمائة زوجة وسرية، وألف خادمة و أخذ الخليفة يتضرع إلى هولاكو قائلا :
مُنّ عليّ بأهل حرمي اللائي لم تطلع عليهن الشمس والقمر…
ضحك هولاكو من قول المستعصم، وأمر أن يضعوه فى “جوال” ثم يضربه الجنود ركلاً بالاقدام حتى الموت!!
قال المؤرخون: إن ما جمعه بنو العباس فى خمسة قرون أخذه هولاكو فى ليلة واحده !!
وحتماً سيقول المؤرخون يوماً: ما كان يكفي الشعب الخليجي والمسلمين جميعا لخمسة قرون أخذه ترامب فى ليلة واحدة…
لو أن هذه الأموال أنفقت على التعليم والبحث العلمي ومساعدة المسلمين لما أخذ ترامب الجزية من السعودية!
أضف تعليقك