مسكين جدًا الإنسان المصري في هذا العصر، فقد فاض به الكيل وأرهقته الحيرة ماذا يأكل؟ لدرجة أصبح معها جلوس الأسرة المصرية إلي "مائدة الطعام" مخاطرة بالصحة والحياة لا يعلم مداها إلا الله! فإلى أين المفر؟! وإلى أين المصير؟! فاللبن قاتل والدجاج كله هرمونات واللحوم كارثة!! والأسماك بالصرف الصحي والقمح مسرطن، والخضراوات والفاكهة ملوثة بالمبيدات، والكارثة أن مسئولي الانقلاب يعلمون ذلك ليظل "حانوتية" أغذية الموت يخرجون لنا ألسنتهم بعد أن دفنوا "قانون سلامة الغذاء" وشيعوا جثمانه إلى غير رجعة.
وما زال السيناريو مستمرًا كلنا يعلم أن هناك الكثير من الأغذية غير الآدمية والفاسدة يتم دخولها وتطرحها بالأسواق على أساس أن المصريين "معدتهم تهضم الزلط" كما يقال، ولكن بعد الثورة تخيلنا أن الوضع قد تغير وأننا سنقضي على الفساد وسوف نحترم أدمية المواطن المصري وكرامته، ولكن في ظل حكم العسكر ما زال الفساد هو الحاكم والسيد.
الدجاج الفاسد
بعد انتشار كميات كبيرة من الدواجن في عدد من الأسواق والشوارع وبيعها على الأرصفة، تصاعدت في مصر أخبار تسمم عائلات بأكملها بسبب وجبات دواجن وأثيرت تساؤلات عن مصدرها أو مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
السعر بلغ 15 جنيهًا للكيلو مقابل (28 جنيهًا) للكيلو من المزارع، وهو ما أثار الشكوك حول مصدر تلك الدواجن وسبب قلة ثمنها واحتمال أن تكون فاسدة أو مريضة أو (مسرطنة)، ورغم ذلك فإن الفقر والحاجة جعل المصريين يقبلون عليها بشكل كبير.
وظهر مقطع فيديو مصور من أحد ميادين القاهرة، يظهر به مجموعة من الشباب أمامهم عدد كبير من كراتين الدواجن المجمدة ويبيعون الفرخة الواحدة بـ12.5 جنيهًا.
ونقلت عدة صحف محلية أخبار عن إصابة 7 أشخاص بالقنطرة، بتسمم، إثر تناولهم وجبة طعام تبين أنهم تناولوا وجبات دجاج شاورما، من أحد المطاعم وأسرة كاملة بسوهاج إثر تناولها وجبة "دجاج مجمد" .
المستورد "جهة سيادية"
صرح المتحدث باسم وزارة التموين بحكومة الانقلاب، محمد سويد، بأنه تم استيراد هذا الدجاج بمعرفة إحدى الجهات السيادية إبان أزمة الدجاج الأبيض في رمضان الماضي وقررت حكومة الانقلاب وقتها استيراد الدجاج بمعرفتها ولكن لم يتم طرحه بالأسواق حينها.
وقال الوزير إن "الفراخ آمنة ونحن استوردنا 46 ألف طن منذ يناير الماضي، وستنتهي صلاحيتها خلال مارس المقبل، والمتبقي منها 6 آلاف طن وتم طرحها وتوفيرها للمستهلك بسعر منخفض وهي سليمة 100%، والضجة التي تشاع أنها فاسدة سببها أصحاب المصلحة والمتضررين من خفض أسعار الدواجن المجمدة"، على حد زعمه.
إلا أن الحقيقة بدأت تنكشف حين قال أحد العاملين بثلاجة "العبور" بطريق القاهرة بلبيس الصحراوي - في تصريحات لصحفية عربي 21- عن واقعة احتجاز عدد من أعضاء النيابة العامة بمدينة بلبيس ومأمور القسم وأفراد من قسم الشرطة على خلفية تواجدهم بمقر الثلاجة الكبيرة والكائن بجوار ميدان الطيارة خلف معسكر قوات الدفاع الجوي.
وأضاف العامل : "فوجئنا بعدد من سيارات الشرطة "بوكس" وإلى جانب سيارات ملاكي عليها شعار النيابة العامة دخلوا إلى مقر الثلاجة بالأسلحة وبدأوا بفتح المخازن والسؤال عن أماكن تخزين الفراخ المجمدة والتحفظ عليها وأخذ عينات مختلفة منها".
وتابع: "بعد قليل حضرت مدرعات تابعة للجيش وقوات عسكرية بزي الجيش وأوقفت أعضاء النيابة وأفراد الشرطة المصاحبين لهم وتم احتجازهم بمكتب مدير الثلاجة وتفتيشهم وجمعوا منهم هواتفهم وأسلحتهم ومن الجنود التابعين للشرطة والسلاح الشخصي بوكيل النائب العام واحتجزوه مع أفراد القوة المصاحبة له لمدة تزيد على ساعة قبل أن يخلى سبيلهم وغادروا مقر الثلاجة على الفور.
ويضيف المصدر أن "ضابط الجيش أكد لأفراد القوة العسكرية التابعة له ضرورة عمل خدمة كاملة 24 ساعة ومنع غير العاملين من الدخول الى مقر الثلاجة واعتقال من يحاول ذلك حتى لو كان المحافظ نفسه ومنعوا دخول الهواتف وخاصة الهواتف المزودة بكاميرات.
مافيا الغذاء الفاسد
تنوعت حوادث السلع الفاسدة التي تباع ضمن مقررات السلع التموينية، التي تبيعها حكومة الانقلاب؛ حيث تم ضبط 1275 طنًا من السلع التموينية المتنوعة غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وغير مطابقة للمواصفات القياسية من خلال 2361 قضية تموينية.
كما جرى تحرير 61 محضر غش تجاري لعدد من المحلات والسلاسل، بعد ضبط 800 طن سلع تموينية متنوعة غير صالحة للاستهلاك الآدمي وغير مطابقة للمواصفات القياسية، وذلك بمحافظة الجيزة.
وسبق لحكومة الانقلاب التنازل عن شروط استيراد القمح السليم الخالي من الأرجوت، لتمكين روسيا من توريد قمحها الفاسد لبطون المصريين، وخففت مصر من شروط استيراد الغذاء من الخارج، وهو ما يعد استهتارًا بصحة الشعب المصري بصورة غير مسبوقة.
ويستهدف نظام الانقلاب من وراء تلك السياسة إلى تحقيق المنفعة لداعميه من رجال الأعمال وتحقيق مصالحهم الاقتصادية على حساب صحة المواطنين، بجانب الظهور في صورة من يعمل على خفض الأسعار ومحاربة الغلاء، دون النظر إلى صحة المصريين.
أضف تعليقك