تتصاعد وتيرة الانتهاكات التي يمارسها العسكر ضد المعتقلون بسجون الانقلاب، لتستمر المعاملاتٍ القاسية للأحرار، فضلًا عن الضرب المبرح والتعذيب الممارس بحقهم، لمحاولة انتزاع اعترافات، أو لمجرد أهواء شخصية لدى ضباط الشرطة للانتقام منهم على خلفية معارضتهم لحكم العسكر.

كما يستمر تردي الخدمات الصحية المقدمة داخل السجون، وكذلك تزايد العنف الشرطي المستخدم بحق المعتقلين، وذلك دون مسائلة عادلة لأيٍ من الضالعين في تلك الانتهاكات.

ونرصد في هذا التقرير أبرز الانتهاكات التي وقعت خلال الأيام الأخيرة ضد المعتقلين بسجون الانقلاب :

وادي النطرون يستغيث 

دخل العشرات من المعتقلين داخل سجن وادي النطرون، أول أمس الإثنين، في إضراب مفتوح عن الطعام، تنديدًا بانتهاكات حقوق الإنسان التي تُمارس ضدهم من جانب إدارة السجن والتي تُخالف القانون والدستور، والحقوق التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق السجناء.

ووفقًا لذوى المعتقلين فإن سجن وادي النطرون شهد تنفيذ حالة إعدام أحد الشباب منذ أقل من أسبوع، الأمر الذي زاد من غضب المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، والذين يتعرضون لمعاملة سيئة داخل السجن.

وعقابًا لهم على إضرابهم، اقتحمت ميليشيات الانقلاب عنبر "1" بسجن وادى النطرون، اليوم الثلاثاء 7 فبراير، وتم الاعتداء على المعتقلين السياسين بالعصيان والهراوات، وإحداث إصابات وكدمات واضحة بالمعتقلين، وتجريدهم من ملابسهم ومتعلقاتهم الشخصية.

وطالب أهالي المعتقلين منظمات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لإنقاذ ذويهم من الاعتداءات المتكررة في السجن.

ويتعرض المعتقلون في سجون العسكر للتنكيل النفسي والبدني بدءًا من الضرب والسحل، إضافة للمعاناة النفسية ومحاولة كسر إراداتهن وتلفيق التهم الجاهزة لهم، من تكدير السلم العام والهتاف ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي والتعدي على منشآت الدولة وتهمة العنف والتخريب والتعدي على منشآت جامعية والتظاهر بدون ترخيص والانضمام إلى جماعة إرهابية.

استشهاد معتقل

كشف المحامي والحقوقي خالد المصري عن قيام مباحث سجن طره بقتل المعتقل مصطفى إسماعيل، 58 عامًا، وهو مريض بالسرطان وكان يحتاج إلى رعاية وأدوية خاصة.

وأشار "المصري" إلى أن حالة المعتقل مصطفى إسماعيل هي الثانية في سجن طره في أقل من أسبوع واحد؛ حيث توفي المعتقل أشرف عبد الفتاح، على إثر الإهمال الطبي بعد عملية استئصال في المعدة وطلب البقاء في المستشفى ولكن رئيس مباحث سجن طره أصر على تسكينه في عنبر 4 وعدم ذهابه إلى مستشفى ليمان طره.

ونبه المحامي المصري إلى أن حالات الوفاة جاءت بعد حالات تعذيب كثيرة وإهانة للمعتقلين السياسيين وتجريدهم من ملابسهم وتسكينهم عرايا في غرف مليئة بالأمراض ولا تصلح للعيش الآدمي.

تدهور حالة نجل الشاطر

في صورة جديدة من صور انتهاكات العسكر بالسجون، اتهم الدفاع بهزلية "التخابر" مصلحةَ السجون ووزارة الداخلية بحكومة الانقلاب بتعمد عدم إدخال الأدوية والعلاج اللازم لعلاج "سعد" نجل النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، المعتقل والمودع بسجن شديد الحراسة طره (2)، ما أدى لتدهور حالته الصحية.

وتبين أن "سعد" قام بعمل مسح ذري بمستشفى المنيل الجامعي وتبين وجود تضخم في الغدة الدرقية، بشكل كبير ومزمن نتيجة الإهمال في تناول العلاج، والصورة العامة للمسح الذري الذي أجراه تشير لوجود نقص بالغدة.

توثيق انتهاكات يناير 

وثّق مركز الشهاب لحقوق الإنسان جرائم وانتهاكات العسكر خلال شهر يناير، حيث وثق وفاة 7 مواطنين داخل السجون نتيجة للإهمال الطبي، بالإضافة إلى وفاة اثنين نتيجة للتعذيب بمراكز الشرطة، وتغريب 29 معتقلًا من سجن الأبعادية بدمنهور لسجن المنيا.

وذكر المركز أنه رصد 20 حالة لمعتقلين تحتاج إلى تدخل عاجل لإنقاذ حياتهم؛ حيث يتعرضون لإهمال طبى وقتل ممنهج بالبطيء داخل مقر احتجازهم بسجون العسكر، يضاف إليهم عدد من الاستغاثات وصلت للمركز من أهالى وأسر معتقلين بـ6 سجون نتيجة سوء المعاملة وانتهاك جميع الحقوق.

ومازالت إدارات السجون تمنع الزيارة ودخول الدواء والطعام المناسب لأصحاب الأمراض والمتعلقات الشخصية، وتضع عددًا منهم داخل زنازين الحبس الانفرادى وتمنع التريّض فى الوقت الذى تمنع معاودة الأطباء وتقديم أى خدمات صحية ما أسهم فى انتشار الأمراض.

أيضا رصد المركز اعتقال 60 مواطنًا بشكل تعسفى دون سند من القانون، وإخفاء 100 آخرين بشكل قسرى ضمن جرائم العسكر ضد الإنسانية، بينهم سيدة وطفل وصدور حكم بحق طفل.

كما رصد المركز ظهور 213 من المختفين قسريا منذ شهور لدى عصابة العسكر بعد تعرضهم لعمليات تعذيب ممنهج للاعتراف باتهامات لا صلة لهم بها.