• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

قد لا يكون من سبيل الصدفة أن يتزامن إعلان الولايات المتحدة ضم اسم رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إلى قائمة الإرهاب الأمريكية مع ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية ضد حزب الله ولبنان.

فعلى الرغم من أن الحديث يدور على ساحتين مختلفتين تماما، فإنه قد يتبين لاحقا أنه على الرغم من أن التهديدات استهدفت حزب الله والدولة اللبنانية، إلا أن "إسرائيل" قد تشن حربا على غزة بهدف نقل رسائل ردع إلى حزب الله وإيران والدولة اللبنانية. 

وهناك ما يؤشر أن لدى حكام "تل أبيب" توجه لإقناع قيادة حزب الله والدولة اللبنانية أنهم جادون في تهديداتهم بشأن منع إيران من تدشين مصانع على أرض لبنان لإنتاج الصواريخ الموجهة القادرة على ضرب أهداف في العمق الصهيوني بدقة كبيرة، بحيث يتم المس بالمرافق العسكرية والمدنية الحساسة في "إسرائيل".

لكن في المقابل، فإن "تل أبيب" تخشى التداعيات الكارثية لأي قرار لها بتوجيه ضربة استباقية لحزب الله، على اعتبار أن الحزب يمكن أن يطلق آلاف الصواريخ على العمق الإسرائيلي بشكل يستحيل معه على الدفاعات الجوية إسقاط عدد كبير منها، مما يعني أن إطلاق هذه الصواريخ يمكن أن يتسبب في خسائر فادحة على الصعيد البشري والاقتصادي.

فعلى سبيل المثال، هناك خشية من أن تسقط صواريخ حزب الله على معامل البتروكيماويات في ميناء حيفا، وهو ما يمكن أن يفضي إلى تهديد حياة مئات الآلاف من المستوطنين الصهاينة الذين يقطنون في المنطقة. من هنا "إسرائيل" تنطلق من افتراض مفاده أن أية حرب ضد حزب الله يجب أن يسبقها إجلاء نصف مليون مستوطن من منطقة حيفا وحدها.

ومما يزيد الأمور تعقيدا حقيقة أن الكثير من المسؤولين الصهاينة يقرون بأن الجبهة الداخلية غير جاهزة لمواجهة تحديات الحرب مع حزب الله.

ونظرا لأنه، وبخلاف ما يدعي رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو ووزير حربه أفيغدور ليبرمان، فإن إيران لم تبدأ بعد ببناء مصانع إنتاج الصواريخ الموجهة، مما يعني أن إطلاق التهديدات يمكن أن تردع حزب الله وإيران عن هذه الخطوة.

لكن في المقابل، فإن قادة عسكريين صهاينة يجاهرون بأنه ليس من المستبعد أن تقدم "إسرائيل" على شن حرب على قطاع غزة من أجل إيصال رسائل ردع لحزب الله وإيران والدولة اللبنانية.

فقد أبلغ ضابط صهيوني كبير «يديعوت أحرنوت» أن رسائل الردع ضد حزب الله وإيران يمكن أن تتم عبر توجيه ضربات لغزة.

من هنا، فإن تزامن وضع اسم هنية على قائمة الإرهاب الأمريكي قد يمثل تشريعا أمريكيا مسبقا لشن حرب على القطاع، ولا سيما أن وسائل الإعلام الصهيونية تؤكد أن المبعوث الأمريكي للمنطقة جيسين غرينبليت يرى وجوب إعادة السلطة الفلسطينية لتتمكن من إدارة شؤون قطاع غزة.

من هنا، وعلى الرغم من أنه لا يوجد أدلة مؤكدة أن "إسرائيل" بصدد شن حرب على غزة لردع حزب الله، فإنه يتوجب على غزة أن تتحوط من خلال المبادرة لإفشال المخطط من خلال إعادة صياغة البيئة الغزية بشكل لا يضمن فقط احتواء النوايا الصهيونية -إن وجدت- بل أيضا يضع حدًّا لاستراتيجية الموت البطيء التي تمارس ضد القطاع من خلال مواصلة الحصار والتلكؤ في تطبيق المصالحة.

من هنا، فإن مواجهة هذه المخططات يتمثل في اعتماد استراتيجية عمل مضادة تقوم على توجه حشود جماهيرية ضخمة باتجاه الحدود مع فلسطين 48، للتأكيد على أن الفلسطينيين في غزة لن يقبلوا أن يكونوا مادة لبعث الرسائل، ولن يقبلوا بالموت البطيئ بواسطة حصار "إسرائيل" ونظام السيسي وعقوبات محمود عباس. مع العلم أن الصهاينة يجاهرون أن سيناريو الرعب الذي يخشونه يتمثل في توجه حشود كبيرة من الغزيين صوب الحدود، على اعتبار أن هذا التطور سيمثل تحديا سياسيا وأمنيا واقتصاديا للكيان الصهيوني.

أضف تعليقك