• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

الثائر الحر يحتاج دائما إلي مؤشرات ترشده لصحة الطريق كي يطمئن قلبه، وتسكن نفسه، وتستقر جوارحه، حتى يواصل المسير لتحقيق أهدافه التي ثار من أجلها... فطريق التغيير محفوف بالصعاب والمكاره لأنه سنة الله الباقية علي خلقه .

قد ينظر البعض منها لما نحن فيه بسبب أخطاء القيادة أو الأفراد، فنسمع نداءات منهم تنادي بضرورة الرجوع خطوة إلي الوراء لنقف استراحة محارب، بل رأيت البعض يعتقد أن ما نحن فيه غضب وعقاب الله تعالى لا ابتلاء ومحنة لازمة قبل النصر والتمكين..

هذا ما دفعني لكتابة هذه الرسالة مخاطبا بها العقل من خلال بعض المؤشرات الدالة على صحة الطريق، كي تدفعنا إلي الاستمرار والثبات حتى تحقيق رسالتنا _ استخلاف الله تعالى في الأرض_ .

تناولت في بعض رسائلي السابقة مراحل الصراع وذكرت أنها أربع مراحل لابد أن تمر بها أي أمة تريد التمكين لمشروعها الحضاري ( مرحلة الضعف _ مرحلة التدافع _ مرحلة الانتصارات _ مرحلة التمكين ) ، وأكدت بطرق متعددة أننا في أواخر مرحلة التدافع وبدايات مرحلة الانتصارات..

وهذه المرحلة لها مؤشرات خمس إن تحققت نكون قد انتهينا منها وبدأنا في مرحلة الانتصارات وهي :

نزع مقاليد الحكم من أيدي الطغاة الفاسدين .

تحرير الوطن من كل سلطان أجنبي ( سياسيا أو اقتصاديا أو فكريا وثقافيا وعسكريا ..) .

القضاء علي الشرائع والنظم التي تخدم مصالح الطغاة الفاسدين .

كشف خداع الطغاة الفاسدين لعوام الناس بقلب وتزييف الحقائق .

كشف خطط الطغاة الفاسدين في تفريق الوطن إلي أمما وأحزابا وشيعا .

أخي الثائر الحُر تدبر معي بتجرد وتأمل هذه المؤشرات والدلائل والتي تصل لكونها أهدافاً المرحلة ، فتري ما يحدث الآن من صراع بين الصورة والصورة المضادة يسير في هذا الاتجاه .

فقد قامت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ لإسقاط النظام، وفد سقط رأسه ومستمرة لإسقاط جسده وإبعاده عن المشهد السياسي ليؤدي دوره حارسا لا حاكما.

وقامت ثورة ٢٥ يناير لتحرير الشعب من أي هيمنة أو وصاية عليه سواء كانت داخلية أو إقليمية أو دولية، كي يمتلك إرادته وفي تصنيع غذائه ودوائه وسلاحه ، حتى ينعم بالحرية والعدالة الاجتماعية.

وأسقطت ثورة يناير الدساتير والشرائع التي تخدم الفاسدين من النظام في تحقيق مصالحهم ، واستبداله بدستور ٢٠١٢ ليحمي إرادة الشعب وسيادة الدولة، لذا أول ما قام به هذا الانقلاب المجرم، إلغاء العمل بالدستور واستبداله بدستور ٢٠١٤ ليحمي مصالحهم مرة أخري .

وثبات الأحرار وصمودهم بالداخل والخارج وبالمعتقلات وطول أمد الصراع كشف سوءة وعورة الفاسدين من النظام وكل من ساندهم ، وفي هذا قال الشهيد سيد قطب ( بين الثبات والنصر تنكشف عورات وسوءات كانت غائبة علي كثير من الناس ..) . فلم يجد الفاسدين اليوم ما يستر عورته وسوأتهم ، فقد انكشفت الكثير من للناس ، حتى بعض الداعمين له ، فلم يجدوا اليوم ما يبررون دعمهم ومساندتهم له .

أخي الثائر الحُر : تذكر دائما هذه المؤشرات واجعلها باعثا قويا لاستمرارك  وصمودك في حمل الراية، وثباتك علي الطريق، وزيادة ثقتك في الله ووعده الذي وعد به المؤمنين .( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما  استخلف الذين من قبلهم ....) ٥٥ الروم .

وانهض وأعد نفسك ( عقائديا وفكريا وثقافيا وبدنيا ) وانتظر وعد الله بالنصر والتمكين .( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله...) .ويقولون متى هو قل عسي أن يكون قريبا .

وصلي الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.  .  . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

أضف تعليقك