يمر علينا العيد السابع لميلاد ثورة يناير المجيدة وقد تكالبت عليها الدنيا شرقها وغربها من كل حدب وصوب ليضيعوا آثارها ويمحوا ذكرها ويبدلوا أفكارها ومبادءها ويشوهوا رموزها ويغيبوا شبابها ويطفئوا أنوارها ويطمسوا معالمها.
25 يناير يوم له ما بعده في تاريخ الوطن وإن طال الزمان.. يوم حرية الشعب الحر والوطن الكريم العزيز مرفوع رايته خفاقة في العالمين.
25 يناير يوم أخرج أجمل وأفضل ما في حياتنا من أخلاق وطاقات وطموحات ومبادئ وأفكار وشباب وشهداء.
25 يناير كان وما زال يوما للبحث عن حرية الوطن وهويته وتحريره من مختطفيه منذ آلاف السنين، يوم شعرنا فيه بأن لنا وطن وإن مرت سبع سنوات عجاف، وما زال الأمل في القلوب لا يخبو انتظارا واشتياقا للسبع السمان.
مصر تنادي أبناء 25 يناير يا كل من تعطر بالغاز، هلموا أنقذوا سفينة الوطن، هلموا فأنتم الأمل لبزوغ فجر الربيع العربي من جديد بعدما حطت سحائب الشتاء ورياحه الهوجاء عليه فأحالته ضباب وخريف وسراب.
هلموا فالحرية تجمعنا فأنتم غرس الله لهذا الوطن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته)) البخاري. غرس يختارهم الله على عينه ليكونوا سبباً لإعلاء الحق والحقيقة.
ما احتاج الوطن لكم في يوم من الأيام مثل اليوم، فالشعوب هى القوة الحقيقية والكنز الاستراتيجي عندما تعظم أوطانها وتعلم حجمها جيدا فتضحي له حتى لا تبكي عليه بدل الدمع دما إذا فقد الوطن وضاع.
فالوطن غال إن ذهب لن يعود فحافظوا على أوطانكم وحرروها من الغاصبين.
الحرية تجمعنا فقد حركتم العالم من أدناه إلى أقصاه ليتناقشوا عن مكمن القوة والمشروع الحضاري والأكثر فاعلية وتسألوا جميعا أي شعب أعظم منكم.
عجزت كل قوى الشر في العالم أن تقهر إرادة الأمة، فحين تكلمت أسمعت وأرعدت وأبدعت وأينعت وأوجعت وحطمت أصناما عُبدت دون الله.
الحرية تجمعنا فالثورة بدأت ولم تنتهِ بعد، وإذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلا بد أن يرحل الطغاة، الميدان لكم والساحة ساحتكم ساحة للحرية.
25 يناير يجمعنا فرغم أعاصير الشتاء وزوابع الرياح وبرودة الأجواء تحول يناير إلى بركان يغلي بالوجدان يدفئ الكون بآمال التغيير بالحق والعدل والحرية، فحرارة اللقاء ودفء الأنفاس والشوق للحرية يصنع الكرامات لتحقيق حلم الشعوب المقهورة، فمن حقنا نحلم نجتهد نبني نشيد نبدع نتقدم نتحرر ننتصر.
في 25 يناير اكتشف المصريون أنفسهم مجددا.. يرسمون ويحلمون ويتغنون أسمى آيات الافتخار.
أضف تعليقك