يقع الضحايا من أهالي محافظة الشرقية فريسة الإهمال الطبي، بشكل متكرر، ذلك الإهمال الذى بات شبحًا يطارد العديد من المرضى فى كثير من المستشفيات الحكومية والخاصة على حد سواء، ربما لضعف الإجراءات التى يجب على مسئولي صحة الانقلاب اتباعها فى تلك الحالات، فلا يمر يوم بدونها، حتى أصبح الإهمال سمتها الرئيسية.
ونرصد في هذا التقرير أبرز حوادث الإهمال الطبي الذي وقع بالمحافظة في الآونة الأخيرة :
الزقازيق
اتهم مدير عام تغذية بمستشفيات جامعة الزقازيق، اليوم الثلاثاء، طبيبًا بقسم القسطرة والقلب بالمستشفى، بالإهمال والتسبب في وفاة شقيقه.
وحرر "متولي عبد المحسن" 47 عامت، مدير عام تغذية بمستشفيات جامعة الزقازيق، محضرا بقسم ثاني الزقازيق يتهم فيه "ع. الـ. م" طبيب بقسم القسطرة والقلب بالمستشفى، بالإهمال الطبي أثناء إجراء عملية قسطرة لشقيقه "مجدي" ما أسفر عن وفاته.
وأشار مُقدم البلاغ، إلى أن شقيقه دخل غرفة العمليات بصحة جيدة، قبل أن يُلاحظ وجود حالة ارتباك داخل غرفة العمليات، بعدما أخبره الطبيب المشكو في حقه، بضرورة إجراء العملية لشقيقه بمستشفى خاص بمقابل 17 ألف جنيه، إلا أن المريض رفض ذلك.
وأكد أن الطبيب المشكو في حقه أهمل في إجراء العملية، ورفض إعطاء مُقدم البلاغ الـ"سي دي" الخاص بالعملية والتقارير الطبية الخاصة بشقيقه، على حد قوله.
مقتل رضيعة بمنيا القمح
اتهم "محمود سامي أحمد عزب"، مستشفى منيا القمح العام، بالتسبب في وفاة ابنته الرضيعة "مكة"، عقب ولادتها بساعات؛ نتيجة عدم وجود أطباء، وتكاسل المسئولين عن التفاعل مع سوء حالتها.
وأوضح الأب، أن ابنته تم تحويلها من أحد المستشفيات الخاصة إلى مستشفى منيا القمح العام؛ لتدخل الحضَّانة واستكمال مراحل النمو.
وأردف: أنه عقب وصوله المستشفى، تم استيفاء كل البيانات، وإلحاق الرضيعة بالحضَّانة، وكان معها منذ الساعة الرابعة وحتى الخامسة، ثم غادر المستشفى بصحبة زوجته؛ لتوصيلها إلى المنزل وقضاء بعض الحاجات.
وأضاف: "فوجئت باتصال هاتفي من طاقم التمريض طلبوا مني الحضور سريعا؛ لسوء حالة ابنتي، وبوصولي للمستشفى وسؤالي عن طبيبي الحضَّانة "إسلام ع" و"سامح ز"، تبين عدم وجودهما.
واستطرد: "لم أجد أمامي سوى نائب مدير المستشفى، وأخبرته أن حالة ابنتي سيئة جدًا، فطلب أن يُحضر التقارير الخاصة بحالتها، وبرؤيته لها أكد له أن التقارير تؤكد سلامة ابنتك"، لافتًا إلى أن الممرضة أخبرته للمرَّة الثانية "رضيعتك تحتضر، وعليك أن تتصرف".
طفلة تفقد البصر والسمع بأبوكبير
في 2 يناير الجاري، قررت نيابة الزقازيق، عرض طفلة من أبو كبير، على لجنة ثلاثية من الطب الشرعي، واستدعاء ثلاثة أطباء من أحد المستشفيات الخاصة لاستجوابهم في البلاغ الذي تقدم به والد الطفلة، والذي اتهم فيه طبيب بالمستشفى، بالنصب عليه والتسبب في فقد طفلته النطق والنظر، بعد إجراء عملية جراحية لها إثر سقوطها من الطابق الثالث.
واتهم "كريم السيد" مقيم في أبو كبير، "و.خ" طبيب بأحد المستشفيات، بالإهمال الشديد في حالة ابنته "ريتاج" 6 أعوام، وتكبيد أسرتها مبالغ كبيرة نحو 60 ألف جنيه، وتدهور حالة الطفلة، وتم نقلها من المستشفى إلى مستشفى صيدناوي.
وتبين أن الطفلة تعرضت للسقوط من شرفة منزلها بأبو كبير من الطابق الثالث، وتم تحويلها من مستشفى أبو كبير المركزي إلى المستشفى الخاص، وفي المستشفى عرض طبيب مخ وأعصاب على والد الطفلة علاجها بالمستشفى، واستجاب والد الطفلة وقام بدفع مبلغ 60 ألف جنيه، مقابل إجراء عملية للطفلة، لكن بعد العملية تبين أن الطفلة فقدت النطق والقدرة على الإبصار؛ ما دفع والد الطفلة لتحرير محضر ضد الطبيب الذي أجرى العملية لابنته.
"البنسلين" في السوق السوداء
تسود حالة من الاستياء والغضب بين أهالي مدينة القرين، بسبب استحواذ الموظفين العاملين فى مستشفى القرين المركزي، على حقن عقار البنسلين ممتد المفعول المخصص شهريًا لمرضى الروماتيزم والحمى الروماتيزمية ويحصل عليه المريض مدة تتراوح من ١٥ إلى ٢٥ سنة بصفة دورية شهريا أو كل ٢١ يوما.
ولاحظ الأهالي وجود نقص شديد في العقار واختفائه من صيدلية المستشفى، في الوقت الذي تقوم فيه مجموعة من موظفات مستشفى القرين بالحصول على كمية كبيرة من حقن البنسلين المخصصة للمرضى من الشباك المخصص لصرفها فى مشهد يدل على وجود فساد وتدنى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وكان من المقرر توفير ٦٠ حقنة شهريًا لمرضى الروماتيزم، إلا أنه يتم صرف جزء كبير منها للعاملين.
ونبه المواطنون إلى أن حقنة البنسلين مسعرة جبريًا بسعر ٩ جنيهات ويبلغ سعرها في السوق السوداء مبلغا يتراوح بين ١٠٠ إلى ١٣٠ جنيها، في الوقت الذى يتعذر على المريض صرفها من المستشفى بسبب استنفاد الكمية.
واتهم الأهالي موظفي المستشفى بالاتجار فيها بالسوق السوداء والتربح منها بعد حصولهم عليها بأكثر من طريقة على حساب المرضى البسطاء.
أضف تعليقك